قالت الصحف: دولة الاحتلال أمام خيارين احلاهما مر
الحوارنيوز – خاص
وضعت الملاحظات اللبنانية الرسمية بشأن ترسيم الحدود البحرية مع دولة الاحتلال قادة العدو أمام خيارين احلاهما مر، وفق المعطيات الأخيرة التي عكستها تصريحات قادة العدو وأوردتها صحف اليوم.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: اتفاق الترسيم في مهب السقوط؟
وكتبت تقول: بدا من الصعوبة الكبيرة التكهن الاستباقي بمصير اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل في قابل الأيام والاسابيع، بعدما مني هذا الاتفاق الذي كان على مشارف الابرام بصدمة حادة مفاجئة وضعته في وضع معلق في أفضل الأحوال ان لم يكن صار على مشارف الانهيار. وتبعا لتتابع التطورات المتسارعة التي سجلت في الساعات الأخيرة، بدا من البديهي طرح تساؤلات عاجلة املاها التدهور المفاجئ في الخطوات الايلة الى استكمال المسار التنفيذي لمشروع الاتفاق كما كان وضعه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مقترنا بموافقة واضحة من كل من لبنان وإسرائيل. أبرز هذه التساؤلات تتصل بما إذا كانت الاعتبارات الانتخابية الضاغطة والساخنة جدا في إسرائيل، وقفت وراء رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد وفريقه الوزاري الملاحظات والتعديلات التي طلب لبنان إدخالها على الاتفاق لانه وجد نفسه محاصرا امام الضغط المتصاعد عليه انتخابيا وشعبيا من منافسه رئيس الوزراء سابقا وزعيم “ليكود” بنيامين نتنياهو. وفي المقابل ثمة تساؤل عما إذا كان الجانب اللبناني اثقل ملاحظاته وتعديلاته بما يمس جوهر الاتفاق الأساسي فذهب الرهان اللبناني على تحقيق انتصار كامل في تحصيل مطالبه في اتجاه هز الاتفاق وتهديده من الجهة الإسرائيلية. واما التساؤل الملح الثالث فهو يتصل بما اذا كان الوسيط الأميركي سيتمكن مجددا من منع انهيار اتفاق كان سيشكل اختراقا ديبلوماسيا كبيرا للولايات المتحدة، وهل يتمكن تاليا من منع تفاقم الأمور وتصاعدها نحو ملامح مواجهة عسكرية بدأت المخاوف منها حال اعلان إسرائيل رفضها التعديلات اللبنانية على مشروع الاتفاق.
في أي حال ، وفيما التزم لبنان الرسمي الصمت حيال الرفض الإسرائيلي للتعديلات والملاحظات التي طلب إدخالها على الاتفاق، بدا لافتا ان مسؤولا رفيع المستوى في البيت الأبيض في واشنطن سارع الى التأكيد ان “محادثات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في مرحلة حرجة” ولكنه استدرك قائلا ان “الاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل تراجع لكن يمكن إنقاذه”.
ونقل موقع اكسيوس الاميركي عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم بأنّ “أهم تغيير في مسودة الاتفاق الذي طالب به لبنان يتعلق بالاعتراف بـ”خط العوامات” كحدود دولية”. ولفت المسؤولون الاسرائيليون إلى أنّ “إسرائيل قامت بتركيب خط العوامات العائمة الذي يبلغ طوله ثلاثة أميال، والذي يمتد من ساحل رأس الناقورة إلى البحر الأبيض المتوسط بعد انسحابها أحادي الجانب من لبنان في عام 2000، وكان الاعتراف بـ “خط العوامات” مصلحة أمنية رئيسية لإسرائيل ومطالبها في المحادثات، كما أشاروا إلى أنّ “تثبيت “خط العوامات” مهم للغاية لأسباب أمنية”. ونقل الموقع عن المسؤولين الإسرائيليين، أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين “أبلغ القادة اللبنانيين أن إسرائيل مستعدة للتنازل عن أشياء كثيرة، ولكن ليس موقع خط العوامات، الذي سيتحول إلى حدود دولية متفق عليها”.
وأفادت المعلومات ان لبنان شرع في اجراء اتصالاته مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لمعرفة حقيقة الموقف الإسرائيلي من اتفاق ترسيم الحدود، بعدما نقلت مصادر اسرائيلية عن رئيس الوزارء يائير لابيد رفضه للمقترحات اللبنانية أو الملاحظات. وأشارت المعلومات الى ان لبنان لم يكن تبلغ جوابا رسمياً حتى مساء امس من الإسرائيليين عن طريق الاميركيين في انتظار ما سيتبلغه هوكشتاين لإبلاغه إلى لبنان.
ونقلت القناة 12 العبرية مساء ان “الكابينت” فوض لابيد وبينيت وغانتس بإدارة سيناريو تصعيد في الشمال حتى من دون اجتماع اخر للوزراء وأشارت الى ان اجتماع الكابينت استمر امس اربع ساعات .
لبنان ينتظر
ومساء أوضح مصدر لبناني معني بالتفاوض في شأن ترسيم الحدود البحرية لـ”النهار” انه “لن يكون للبنان أي موقف قبل تبلغه رسميا من الوسيط الأميركي الملاحظات الإسرائيلية وما اذا كان الرفض لبند محدد او اكثر وعندما نتبلغ نبني موقفنا وفي حال عدم تجاوب الوسيط واذا كان الامر مستبعدا كذلك سيكون لنا موقف”. بدوره “حزب الله” لم يعلن موقفا من التطورات، وهو، وفق ما علمت “النهار” ثابت على الوقوف وراء الدولة اللبنانية في ما تقرره.
- صحيفة الأخبار عنونت: إسرائيل تلعب بالنار: تشاطر اللحظات الأخيرة… أم مقـدمة للمواجهة؟
وكتبت تقول: عقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في تل أبيب، أمس، جلسة استمرت ثلاث ساعات ونصف ساعة، خُصصت للبحث في الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، كما وردت إلى بيروت من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين. إلا أنه، كما كان متوقعاً، لم تصدر عن الجلسة قرارات، ولم يتسرب من نقاشاتها الكثير.
ووفقاً للإعلام العبري، فقد أجمع الوزراء والمشاركون في الجلسة، “بشكل قاطع لا لبس فيه”، أن الاتفاق بصيغته الأولى، من دون الملاحظات اللبنانية، كان “ممتازاً” ويراعي المصالح الأمنية لإسرائيل، وأن الملاحظات اللبنانية عليه غير مقبولة.
بذلك، يكون المجلس المصغّر تماشى مع رأس الهرم السياسي وتبنّى مقاربته في السعي إلى إقرار البنود الواردة في الاتفاق وفقاً للتفسيرات الإسرائيلية، التي حرصت الملاحظات اللبنانية على توضيحها منعاً لأي التباس حولها لاحقاً، وهو بيّن الرفض الإسرائيلي لها وجوب التمسك بها.
ورغم أن وسائل إعلام أشارت أمس إلى أن المجلس رفض الاتفاق، إلا أن الرفض في الواقع كان مرتبطاً بالملاحظات اللبنانية عليه، والفارق كبير بين الأمرين. فرفض الاتفاق يعني إنهاء التفاوض وبدء مسار التصعيد، فيما رفض الملاحظات هو استدراج لتدخل أميركي من أجل التوصل إلى تسوية ما. علماً أن وسائل إعلام عبرية نقلت عن مصادر الجانب الأميركي أمس أنه ملتزم إيجاد تسوية، وأن الخلاف الناشئ لا يغير من التفاؤل بإمكان التوصل إلى اتفاق.
وإلى التماشي مع رأس الهرم السياسي في رفض الملاحظات اللبنانية، تماشى المجلس المصغر أيضاً مع المقاربة التهويلية لوزير الأمن والمؤسسة العسكرية. إذ “وافق” المجلس على إمكان شن عمليات هجومية استباقية في حال توافرت معلومات موثوقة بأن حزب الله يتحضر لشن هجوم، مع تكليف رئيس الحكومة يائير لابيد ووزير الأمن بيني غانتس ورئيس الحكومة المناوب نفتالي بينت، تولي هذه المهمة من دون اللجوء إلى الكابينت.
الرفض والخلفيات والعواقب
عملياً، رفضت تل أبيب ملاحظات لبنان على مسودة الاتفاق، وأعلنت أنها غير معنية باتفاق يتجاوز الخطوط الحمر الإسرائيلية، فيما تولى إعلامها الترويج لتقلص فرص الاتفاق في ظل الملاحظات. فهل “انفجر” المسار التفاوضي بما يقود إلى تصعيد أمني، ومن ثم مواجهة عسكرية؟
تبدو أسئلة ما بعد رفض تل أبيب أكبر وأشمل وأكثر تقدماً من الواقع التفاوضي نفسه. من الطبيعي أن لا “تبصم” إسرائيل على الملاحظات اللبنانية كما وردت إليها من دون أن تسعى إلى تعديلها، رغم أن الرفض، في ذاته، يكشف نياتها اللاحقة في الاستفادة من ضبابية عدد من البنود التي أرادت الملاحظات اللبنانية على منع استغلالها لتفريغ الاتفاق من مضمونه.
من هذا المنطلق فإن الملاحظات ليست مجرد ملاحظات، بل بنود أساسية يجب أن يصر لبنان على إدراجها في متن الاتفاق، في حال توصل الجانبان إلى التوقيع عليه. وفي هذه النقطة تحديداً، لم يكن المصدر الإسرائيلي السياسي الذي تحدث إلى “وكالة الصحافة الفرنسية” أمس مخطئاً في وصف الملاحظات اللبنانية بأنها “تغييرات جوهرية” في الاتفاق.
هل يعني ذلك أن الاتفاق نُسف؟
الإجابة “نعم، ولكن”، تماماً كما يمكن أن تكون “لا، ولكن”. في واقع الأمر، ما حدث هو جولة تفاوضية بين الجانبين، في مسار تفاوضي يواكبه تفاوض عبر وسائل الإعلام، ما يفتح الملاحظات، والملاحظات على الملاحظات، على تأويلات وتفسيرات لا تحصى، وإن كان ما انتهت إليه المفاوضات يشير في واقع الأمر إلى عرقلة إسرائيلية كبيرة، فضحت نيات الكيان السيئة وشهيته لتفسيرات لاحقة. وفي ذلك ملاحظات:
أولاً، تصر إسرائيل – كما عكست تسريبات مسؤوليها للإعلام – أنها لم ترفض الاتفاق، بل رفضت الملاحظات عليه وحسب. وتوضيح كهذا يعني أن الأمور لم تصل إلى طريق مسدود، وأن إسرائيل تحرص على توضيح ذلك كي لا يبادر الطرف الآخر إلى تفسير الأمر رفضاً للاتفاق، وهي إشارة واضحة إلى حزب الله تحديداً بضرورة التمهل قبل أن يقدم على أي إجراء متطرف. وقد أبلغ مصدر سياسي إسرائيلي موقع “يديعوت أحرونوت” أن فرصة التوصل إلى اتفاق مع لبنان، في مرحلة ما بعد (وليس قبل) الانتخابات الإسرائيلية مقلصة جداً. في حين أن أصل التسريب الذي تحدث عن رفض الملاحظات اللبنانية، وأثار كل الضجة والاحتقان أمس، لم يرد على لسان لابيد نفسه، بل عبر مصدر سياسي رفيع، ما يتيح للمستوى السياسي الحاكم التراجع. علماً أن كل ذلك جاء في موازاة الحديث عن أن شركة “إنيرجيان” ليست جاهزة، بسبب “عراقيل تقنية”، لاستخراج الغاز من حقل “كاريش” في المرحلة الحالية (لغاية نهاية الشهر الجاري)، وهو التأجيل المتكرر منذ أسابيع.
ثانياً، لا يمكن استبعاد العامل المرتبط بالانتخابات الإسرائيلية، بين لابيد ومعارضيه، على ضوء الحملة الشرسة التي يقودها بنيامين نتنياهو ضد الاتفاق، ما أثمر نتائج طيبة لرئيس المعارضة. وهذا يفسر، في حد أدنى، تظهير ما حصل في هذه الجولة من المفاوضات التي كانت لتكون بعيدة كغيرها من الجولات عن الإعلام العبري، لولا المصلحة الشخصية للابيد وتقاطعها مع سير التفاوض الذي بات جزءاً لا يتجزأ منه، وهي عملية تفاوض عبر الإعلام في هذه المرحلة، وهو ما يجب أن يكون في حسبان المفاوض اللبناني، قبل الإجابة على رفض الملاحظات، كما يرد من إسرائيل.
الواضح أن المصلحة الشخصية لرفض لابيد، تقف إلى جانب إرادة تحصيل ما أمكن من لبنان عبر كشف المفاوضات على الإعلام والتلميح إلى إمكان نسفها، لتحصيل ما أمكن عبر التفاوض المكشوف. لكنها أيضاً تفسر طريقة الإخراج التي تبدو وكأنها تشير إلى صقورية مفقودة لدى لابيد نفسه، علماً أن نتنياهو بادر في أعقاب ذلك إلى حصد المكاسب، إذ قال إن “معارضتي لاتفاق الخضوع لحزب الله، هو الذي دفع لابيد لرفض الملاحظات اللبنانية”.
ثالثاً، قال لبنان كلمته، وقالت إسرائيل كلمتها. وإذا توقفت الأمور عند هذا الحد من التفاوض، فهذا يعني نسفاً للاتفاق قبل أن يولد، وستتجه الأمور إلى التصعيد. وهي نتيجة طبيعية لواقع الأمر، مع مفاوضات تجري تحت سقف التهديدات والتهديدات المقابلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وهو ما أجبر الأخير على دفع صاحب القرار السياسي في تل أبيب، إلى القبول بالمطالب اللبنانية.
جدول أعمال رأس الهرم السياسي مشبع بالتهديدات الداخلية، وهو يحاول أن لا يتجرع “سم الاتفاق” الذي ارتضته المؤسسة الأمنية وفرضته عليه، درءاً لأخطار مواجهة قد يتسبب بها الرفض. إلا أن من “تجرع سم” الرضوخ لحزب الله، كما يرد على لسان نتنياهو، وإن خصص في حديثه لابيد دون المؤسسة الأمنية، يحاول التخفيف من حجم ومستوى السمّية ما أمكن، عبر الدفع ببنود يمكنها أن تغير واقع الرضوخ وتقلب التموضعات بين إسرائيل ولبنان، عبر الاحتيال والتشاطر على البنود، نتيجة تفسيرات لاحقة ملغومة، أحسن لبنان إيراد ملاحظته عليها منعاً للغط الإسرائيلي مستقبلاً.
رابعاً، كما هي العادة المتبعة في تل أبيب، قرن رفض الملاحظات اللبنانية، بتصريحات متشائمة بإمكان التوصل إلى اتفاق، وبتهديدات موجهة إلى حزب الله في حال أقدم على التدخل عسكرياً في سياق التفاوض. وتحاول تل أبيب عبر هذا “التكتيك التفاوضي” دفع لبنان إلى التراجع عن ملاحظاته أو تليينها بما يتوافق مع المصالح الإسرائيلية، مع الرهان على أن تسحب هذه التهديدات ورقة التهديد العسكري من حزب الله. علماً أن الرهان الإسرائيلي يأتي في معرض مجازفة لا يقين إزاء نتيجتها.
خامساً، باتت الكرة الآن في ملعب الجانب الأميركي الذي أكد أمس، عبر مسؤول كبير في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لموقع “واللا” العبري، أن المفاوضات وصلت إلى نقطة مصيرية، لكن الإدارة الأميركية لا تزال تعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق. ووفقاً للمسؤول الأميركي، فإن “هوكشتين مستمر في بذل الجهود المكثفة مع الطرفين، والفجوات تقلصت، وما زلنا ملتزمين عرض اتفاق بينهما”. يأتي ذلك بعد تأكيد مصادر ديبلوماسية غربية للموقع نفسه، نقلاً عن هوكشتين، أن “الملاحظات اللبنانية غير ضرورية ولا يجب أن تمنع التوصل إلى اتفاق”. والمعنى أن الموقف الأميركي رافض للعرقلة، وإن أوحى أن العرقلة لبنانية، وسيسعى إلى ترتيب تسوية ما بين الجانبين، وهو هدف الاعتراض الإسرائيلي.
في المحصلة، الاتفاق قد يبرم أو لا يبرم. الاحتمالات كلها واردة من ناحية منطقية، وهو في الأساس لم يكن مبرماً كي ينسف كما تردد لدى البعض أمس. لكن في كل حالة سيبنى على الشيء مقتضاه. الكرة الآن في ملعب إسرائيل وأميركا، وأكثر تحديداً في ملعب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي دفعت إلى بلورة الاتفاق عبر تراجع إسرائيل عن مطالب أصرت عليها لسنوات، بعدما تلقت تهديدات حزب الله، وقدرت أنها ستُفعّل في حال رفض الاتفاق وفقاً للشروط اللبنانية.
تبقى المعادلة الحاكمة على حالها لا تتغيّر: رضوخ إسرائيل جاء نتيجة التهديد ومنعاً لتصعيد عسكري وحرب في مواجهة حزب الله. هذا الموقف لا يتغيّر إلا بعد أن تتغيّر تقديرات المؤسسة الأمنية في تل أبيب بأن إرادة حزب الله تراجعت، وبات غير متوثب لتنفيذ تهديداته. إذا كان موقف حزب الله ثابتاً، فالنتيجة أن موقف إسرائيل لا يتغيّر. أما تفسير ما جرى أمس، فقد يكون عائداً إلى “تشاطر” تتداخل فيه عوامل مختلفة تتعلق بالساحة الإسرائيلية نفسها، وربما أيضاً تطرف في إمكان التغيير في الاتفاق وإن متأخراً. أما أرجح التقديرات، فيشير إلى أن رفض الملاحظات اللبنانية هو تكتيك إسرائيلي يتعلق بمحاولات كسب ما أمكن في اللحظات الأخيرة من المفاوضات، مع محاولة تحسين صورة الرضوخ التي أجبر لابيد على أن يتلقاها هو تحديداً كونه الآن رئيساً للحكومة. أما إذا كانت هذه التقديرات خاطئة، فستكون للميدان كلمته، من دون استبعاد أي نتيجة متطرفة، مهما بلغ تطرفها.
- صحيفة الأنباء عنونت: البازار الإسرائيلي يهدد اتفاق الترسيم.. وخط التوافق لا يزال مقطوعاً رئاسياً
وكتبت تقول: بعدما كان اللبنانيون قد عاشوا ساعات من التفاؤل بقرب حصول إتفاق ترسيم الحدود البحرية، دخلت الأمور في مرحلة حرجة بنتيجة المواقف الاسرائيلية التي خرجت تحت ضغط المزايدات الداخلية تحضيرًا للانتخابات، وجرى التسريب عن رفض اسرائيلي للملاحظات الأخيرة التي سلمها لبنان للوسيط الأميركي.
وإذا ما صحّ الدافع الانتخابي دون غيره في خلفية هذا الموقف، فذلك يعني بنظر المراقبين أن الاتفاق لن يوقع في أحسن الأحوال قبل إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل. لكن إذا ما كان هناك فعلا من عوامل أخرى، فإن للكلام سياق آخر، خصوصا إذا ما تم ربطه بتصريح وزير الحرب الاسرائيلي الذي اعطى تعليماته للجبهة الشمالية بالاستعداد لتصعيد أمني.
مصادر سياسية متابعة توقعت ألا تذهب الأمور أبعد من بازار المزايدات “لأن الوسيط الأميركي يملك هامشا واسعا يمكنه من إقناع الطرفين اللبناني والاسرائيلي بقبول الاتفاق، والانتقال الى التنقيب عن الغاز في حقلي كاريش وقانا”.
في هذا السياق أوضح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم ان لبنان اعطى ملاحظاته على الورقة الأميركية وفق رؤيته ومصلحته “وهذا لا يعني أن محاولة ابتزاز لبنان بشكل غير مباشر سوف تنجح”.
هاشم وفي حديث مع “الأنباء” الالكترونية توقع أن يتأخر توقيع الجانب الاسرائيلي على اتفاق الترسيم، “فقد عوّدنا الاسرائيلي على مثل هذه المغامرات ومحاولات الابتزاز، وبكل الأحوال لبنان قال كلمته ولن يتراجع عن موقفه”.
في غضون ذلك حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل في 13 تشرين الجاري، وفي هذا المجال أعرب هاشم عن أمله أن تسفر الاتصالات التي تجريها الكتل النيابية الى نتائج ايجابية، وأن نصل الى لحظة يفهم الجميع ضرورة الذهاب إلى توافق، معتبرًا أنه “حكما هناك امكانية لانتخاب الرئيس في هذه الجلسة بعد ان اصبحت المواصفات شبه متقاربة بين الكتل النيابية وتحظى بنسبة إجماع عالية. بالتأكيد يمكن أن نجد هذه الشخصية التوافقية اذا تخلت بعض الكتل عن السقوف العالية. فالمرحلة مرحلة توافق ويمكن ان نصل الى الخلاص خاصة بعد ان رأينا ما جرى في الجلسة السابقة”.
في ضوء هذين المعطيين، باتت آمال اللبنانيين معلقة على حبل الانتظار بين الخط البحري الحدودي المعرض للتفجر، وخط التوافق المقطوع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.