مريانا أمين – الحوارنيوز – خاص
هي ليست المرة الأولى التي تجتمع فيها مجموعة أدبية وثقافية مميزة في الجنوب اللبناني..
فالثقافة والأدب من ارثنا اللبناني، لكن الأهمية تكمن اليوم في وقت يمُر به الوطن بأصعب الازمات، ومنها الاقتصادية، فرغم ما ارتكبناه بحق وطننا من سيئات، إلا أنّ الثقافة ما زالت باقية في اللاوعي لدينا وهي التي تشكل على الدوام عامل توازن.
وها هي بنت جبيل بتميّزها عن غيرها من المناطق اللبنانية تشهد على استمرار الموجات الثقافية والأدبية التي انتشرت في لبنان، وبعدها إلى كل بقاع الأرض حيث يوجد لبنانيون مغتربون.
وهكذا حصل يوم السبت بتاريخ 17 ايلول من هذا العام المليء بالتناقضات وبدعوة من الرابطة الثقافية الاجتماعية لأبناء بنت جبيل ، الممثلة بالدكتور محمد مسلم جمعة المتميز بنشاطه في هذا المجال، حيث دعا المشاركين فردا فردا وقام بالتنسيق مع الاكاديميين والناقدين ليأخذ كلّ منهم دوره في نقد جانب من رواية ” المسافر والكوتا” لمؤلفها الحاج اسماعيل بيضون، كي ينجح اللقاء كما نجحت اللقاءات السابقة.
وعلّق د.جمعة قائلا: “كانت تظاهرة ثقافية وعلمية بامتياز وكان نجمها الحاج اسماعيل بيضون مؤلف رواية “المسافر والكوتا ” ، حيث نقلنا الحاج اسماعيل لنعيش تجربته في الاغتراب وهي تجربة حافلة بالمعاناة الناتجة عن جشع الانسان وظلمه لأخيه الانسان، وهذا ما تمثل بالعنوان “المسافر والكوتا “. فمانح الكوتا انسان تجرد من كل حس انساني، فلا هم عنده الا استغلال من منحه الكوتا ،التي هي سيف مسلط على رقبة الممنوح ،وفي الرواية أحداث مثيرة وشخصيات متنوعة ، برع الكاتب في وصفه مستخدماً كل ما تملكه اللغة العربية من تورية وجناس وطباق وكنايات الى توظيف ما اختزنه من ثقافة لكبار الفلاسفة ديوستوفسكي على سبيل المثال وكبار الشعراء ، فالى المشاهد المثيرة كصديقته التي غامرت لتحتك مع فرقة من عبدة الشيطان ،فعاشت معهم التجربة واستطاعات أن تنسج مع أفرادها أفضل علاقة ولم تتعرض لأذى.
تعددت المشاهد في الرواية فزادت في قيمتها الأدبية”.
حقا إنّ هذه اللقاءات تدعّم ثقافة الانسان وتطلعه على خبايا الاغتراب ومعاناة المغتربين الذين يبدعون رغم صعوبات العيش.