قالت الصحف: محضر جلسة مجلس لوزراء، تأويل موقف دياب من زيارة لودريان ..واسرائيل تواجه الجن على الحدود!
الحوارنيوز – خاص
قفزت افتتاحيات صحف 14 آذار فوق الموقف الإيجابي للرئيس العماد ميشال عون حيال زيارة وزير الخارجية الفرنسي الى بيروت، وركزت على موقف رئيس الحكومة حسان دياب الذي ابدى ملاحظات عامة حولتها الصحف "انتقادات" تشي بأزمة دبلوماسية!
ماذا في افتتاحيات صحف اليوم؟
• صحيفة "النهار" كتب تقول:" يصحّ القول في الحركة الرسمية والحكومية التي واكبت بدء الخطوات الأولية لتنفيذ الإقفال العام المتجدد ولو لفترة محدّدة والتي تزامنت كذلك مع أصداء المواجهة الحدودية أول من أمس كما جاءت بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان للبنان بأنها اتسمت بطابع فضائحي متجدّد لم يكن أدلّ عليه من التناقضات الفاضحة داخل الصف السلطوي نفسه. ذلك أنه ما بين جلسة المجلس الأعلى للدفاع وجلسة مجلس الوزراء وما أطلق فيهما من مواقف خصوصاً على لسان رئيس الوزراء حسان دياب، بدت السلطة السياسية محلقة في عالم الإنكار والمكابرة على نحو فاجأ معظم الأوساط السياسية التي لم تتوقّع أن ينبري رئيس الوزراء مثلاً لمهاجمة وزير الخارجية الفرنسي بعد أيام من زيارته، فيما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يستبقه ويستند الى موقف لودريان نفسه لإبراز إيجابية خطوة التدقيق الجنائي المالي.
وفي ما بدا مؤشراً تصاعدياً مثيراً للغرابة والتساؤلات رأت أوساط معارضة أن المواقف الحادة للرئيس دياب في الجلسة جاءت لتكشف هشاشة السياسة التي يمعن في اتباعها للتغطية على فشل الحكومة في مختلف مسارات الأزمة الداخلية، إن على مستوى الأزمة المالية والاقتصادية، أو على مستوى الاخفاق الواضح في تحمّل الحكومة مسؤولية التحسّب للتفشي الوبائي لفيروس كورونا. وقالت هذه الأوساط أنه لم يعد خافياً أن كثيرين من الوزراء أنفسهم باتوا يستشعرون ثقل الدفاع عن المواقف التي يتخذها رئيس الوزراء من خلال اعتماده الهجمات غير المنطقية على كل منتقدي الحكومة ومعارضيها ومن ثم تأكيد وجهات نظر هؤلاء المعارضين ضمناً وعلناً كما فعل أمس بالذات حين طرح تساؤلات وانتقادات يجب أن توجه اليه شخصياً وأن يجيب عنها هو كرئيس للوزراء.
والواقع أن جلسة مجلس الوزراء أمس شهدت فصلاً من فصول التخبط العميق الذي بات يطبع الواقع الحكومي والذي لم تقتصر مفاعيله على مسائل الداخل، بل طاولت الموقف من زيارة لودريان بما قد يتسبّب بتداعيات سلبية على العلاقات اللبنانية – الفرنسية. فبعدما كشف رئيس الجمهورية في مستهل الجلسة أن تدبير اعتماد التدقيق الجنائي "كان موضع ترحيب وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته للبنان معتبراً أنه بداية فعلية لبناء الدولة"، هاجم دياب مواقف لودريان قائلاً: "كان واضحاً أن زيارته لا تحمل جديداً ولذلك اعتمد أسلوب التحذير من التأخير في الاصلاحات وربط أي مساعدة للبنان بها، كما شدّد على أن صندوق النقد الدولي هو الممر الوحيد لأي مساعدة للبنان". وأضاف دياب: "بغض النظر عن تحذيرات الوزير الفرنسي وعن نقص المعلومات لديه عن حجم الاصلاحات التي قامت بها الحكومة، إلا أن كلامه مؤشر على أن القرار الدولي بعدم مساعدة لبنان ما زال ساري المفعول". وبعد ذلك شنّ دياب هجمة داخلية ضاعت أهدافها باعتبار أنها يجب أن تتوجه الى الحكومة نفسها. وحاول دياب تغطية هذا الالتباس بالحديث عن "حالة فجور تمارس على الدولة ووجود إدارة خفية للمافيات التي تتحكّم بالبلد قد تكون مافيات سياسية وقد تكون مافيات تجارية". وشدّد على "أن جزءاً كبيراً من المشاكل التي نراها هو مفتعل. البلد يعوم فوق بحيرة من المازوت، لكن التجار يخفون المازوت حتى يبيعوه في السوق السوداء، والبلد ممتلئ بالمواد الغذائية ويوجد في المستودعات ما يكفي البلد لستة 6 اشهر ومع ذلك فإن التجار يخفون البضائع".
• صحيفة اللواء عرضت لوقائع جلسة مجلس الوزراء وكتبت تقول:"
ان يصل العدد التراكمي للحالات المثبة بالاصابة بفايروس كورونا إلى 4023 حالة، يعني ان النظام الصحي، اقترب من دائرة الخطر، وان إجراءات التعبئة العامة، اصيبت بداء التفلت المجتمعي، وعدم الانضباط الطوعي، لدرجة ان مواطناً يرفض الامتثال لأوامر قوى الامن الداخلي، عندما طالبوه بوضع الكمامة، ولجأوا الى تطبيق القانون بتنظيم محضر ضبط، وتوقيف المستفز، الذي ما لبث ان أمر القضاء بإطلاق سراحه بسند.
ان يتسابق أصحاب المحطات الخاصة ببيع المحروقات إلى رفع خراطيم محطات البيع المرخصة، مع العلم ان الجهة الوزارية المعنية (وزير الطاقة على سبيل المثال) يُؤكّد توافر المازوت والبنزين، ولكن في بواخر قبالة الشاطئ، يتعذر عليها تفريغ الحمولة قبل قبض الدولارات المؤلفة، والتي يتعين ان يفرج عنها مصرف لبنان.
على ضفة التقنين، يقول أصحاب المولدات والذين صار لهم نقابة، انهم بعد خلاف داخلي، ووعد من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فلن يوقفوا محطاتهم اليوم، بانتظار تأمين المازوت الذي يتولى عناصر من الامن العام توزيعه، وفقاً لمحاضر موقعة على محطات المحروقات..
كل ذلك، يكون مفهوماً، وغير مفهوم في الوقت عينه، على وقع تحركات الشارع، وقطع الطرقات، اعتراضاً واحتجاجاً على اقتراب العتمة من الاطباق على منازلهم، وطعامهم، وسط جو بالغ الحرارة، غير مسبوق، على الرغم من ان البلاد في عز أيام الصيف..
لكن غير المفهوم، أن تبدو الدولة، في ضوء مداخلات، ومعطيات ما جرى وقيل على لسان الرئيسين ميشال عون وحسان دياب، ونائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع وكأنها في حالة انفصام: القرار السياسي في مكان، وتنفيذ القرار في مكان، ان يشكو المواطن أو السياسي، أو حتى ينتقد، ويحمل على خصومه، هذا أمر مفهوم، أم ان يتحوّل مجلس الوزراء إلى "حائط مبكى"، حيث القرار والعدة اللازمة لتنفيذه، القوى الامنية، أجهزة الرقابة، المال، القضاء، كل ذلك، والمسؤولون يشكون!
بصراحة متناهية عاكس الرئيس حسان دياب الرئيس ميشال عون الذي قال ان "تدبير اعتماد التدقيق الجنائي forensic audit كان موضع ترحيب الوزير الفرنسي"، معتبراً انه بداية فعلية لبناء الدولة، فرأى انه "بغض النظر عن تحذيرات الوزير الفرنسي (لودريان) وعن نقص المعلومات لديه عن حجم الإصلاحات التي قامت بها الحكومة، الا ان كلامه مؤشر على نقطتين: إن القرار الدولي بعدم مساعدة لبنان ما يزال ساري المفعول، وضرورة تحصين وضعنا الداخلي في هذه المرحلة التي تتسم بعدم توازن خارجي يمكن ان تكون نتائجه صعبة على لبنان.
والسؤال: هل ثمة مقاربتان رئاسيتان إزاء وضعية لبنان الدولية، ولماذا استعداء "الاصدقاء" في هذه المرحلة الحرجة؟
وابعد من ذلك، ذهب الرئيس دياب، الذي لاحظ ان "هناك حالة فجور تمارس على الدولة".
وقال: "هناك حالة فجور تُمارس على الدولة. هذا وضع غير طبيعي، ويعطي إشارة إلى وجود إدارة خفية للمافيات التي تتحكّم بالبلد. قد تكون مافيات سياسية، وقد تكون مافيات تجارية. لكن الاهم أنه أيضاً يعطي إشارة عن ضعف الدولة أمام هذه المافيات. فما يحصل غير مقبول ومن الضروري ممارسة الحزم ?مع هذه المافيات التي تلعب بمصير البلد وتبتز الدولة والمواطنين، وتحاول تحقيق أرباح، بالسياسة أو بالمال، وفي بعض الحالات بالإثنين معاً، على حساب اللبنانيين".
وتابع الرئيس دياب: "إن جزءا كبيرا من المشاكل التي نراها هو مفتعل، وليس له أساس. والبلد يعوم فوق بحيرة من المازوت، لكن التجار يخفون المازوت حتى يبيعونه في السوق السوداء بأسعار أعلى كي يحققوا أرباحاً أكثر".
وأكد رئيس مجلس الوزراء إن البلد ممتلئ بالمواد الغذائية. ويوجد في المستودعات ما يكفي البلد لـ 6 أشهر، مع ذلك إن التجار يخفون البضائع حتى يبيعونها في السوق السوداء ويرفعون الاسعار. وهناك محاولة من التجار لإلغاء مفعول سلّة البضائع المدعومة".
والسؤال الخطير: أين أجهزة الدولة، التي تأتمر بأوامر الوزراء ورئيس الوزراء؟ وهل تكفي الشكوى والكلام عن تلاعب وسوق سوداء؟
وإذا كان الوضع على هذا النحو من "الانفصام"، ما جدوى بقاء الحكومة الحالية، وهي تقر بعجزها؟
وفي المعلومات، بدأت جلسة مجلس الوزراء هادئة في مناقشاتها وتوقفت في معرض المداخلات عند احتكار مادة المازوت وكذلك أسعار المواد الغذائية.
وكشفت ان الرئيس دياب أشار إلى إلغاء احتفال عيد الجيش وطلب الاستعجال بقوانين تتصل بنصوص تطبيقية، وهي موزعة على معظم الوزارات.
ثم قرّر مجلس الوزراء تقديم شكوى إلى مجلس الامن وأكّد وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي بعد جلسة مجلس الوزراء ان مجلس الوزراء دان العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان وسيصار إلى تقديم شكوى إلى مجلس الامن اليوم وسياسة إسرائيل العدوانية يجب وقفها وهذه مسؤولية دولية، وقال: نحن نتمسك بقرار مجلس الامن 1701، ونؤكد على دور اليونيفل وحق لبنان في الدفاع عن نفسه وتمسكنا بالأمن والاستقرار، كما ان اليونيفل مسؤولة عنه بالتعاون مع الجيش اللبناني.
ولفت إلى ان "سياسة التوتير الإسرائيلي تدخل ضمن السياسة الإسرائيلية في المنطقة ونحن لها بالمرصاد. موقفنا واضح، متمسكون بالدفاع عن ارضنا وفي حقنا بالذهاب إلى مجلس الامن ورفع شكوى وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته حفظ الامن في جنوب لبنان أساسي للبنان ولكن أساسي للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة".
وأكّد ان الموقف واضح في عدم المس بعديد قوات اليونيفل وبالمهام كما هي موجودة وواردة في قرار مجلس الامن 1701 وهي مستمرة وهناك عمل على توفير دعم واسع لهذا الامر.
ثم علم ان وزير الصحة الدكتور حمد حسن أشار إلى ارتفاع الإصابات بكورونا بين الوافدين والمختلطين فبلغ مجموع الإصابات منذ بداية الإصابات حتى الاوّل من تموز 750 إصابة ومنذ أوّل تموز حتى اليوم الحالي 1180 إصابة، وتحدث عن ازدحام السوريين في المستشفيات لاجراء الفحوصات واقترح تخفيض اعداد الوافدين، ولفت الرئيس دياب إلى ان لا توجه بذلك وعلم ان هناك وزراء اقترحوا إغلاق البلد لاسبوعين كاملين، لكن تمّ السير بالاغلاق لخمسة أيام ثم فتح لثلاثة أيام ثم اقفال لخمسة أيام وبعدها يتم اختبار هذا الاقفال الجزئي.
ولفت الوزير حسن إلى ان الفحوصات الخاطئة هي نتيجة الضغط على المستشفيات ونحتاج إلى أسبوعين للتحضير بعد وصول أجهزة تنفّس وتوزيعها على المستشفيات متحدثاً عن الحاجة إلى الاموال من أجل تركيب هذه الاجهزة وضرورة إلزام الوافدين بفحوصات الـPCR قبل المجيء إلى لبنان.
وعلم ان الوزير عماد حب الله اقترح الاقفال لاسبوعين من دون توقف وايده في ذلك الوزير رمزي مشرفية، وسألت وزيرة العدل ما إذا كان الاقفال يشمل الاعراس ودور العبادة، فكان الجواب ان وزير الداخلية هو من يُحدّد الامر.
وعلم ان وزير الزراعة طلب دعم القمح والطحين.
ووجّهت نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر خلال الجلسة سؤالاً للحكومة قالت فيها: "نحن الحكومة التي تأخذ القرارات، فلماذا لا يتمّ التنفيذ بشكل سريع؟"، لذلك المطلوب اتخاذ قرارات جريئة وفورية وعدم تضييع الوقت والتأخير في إجراء اللازم. وشددت على انه في حال "اضطررنا الى اقفال اي مكان مخالف، ان يتم العمل على ذلك بشكل فوري ووقف الاحتكار والهدر".
واعتبرت نائب رئيس الحكومة عكر أنّ "دور الحكومة العمل والإنتاج"، واختتمت: "لمن نشكي؟ نحن الحكومة والقرار عندنا والمسؤولية علينا".
ورأت الوزيرة عكر ان التجار يعملون على تخزين المازوت والمواد الغذائية وغيرها والاسمنت الذي ارتفعت اسعاره بشكل كبير.
وشددت على ان السلة الغذائية تكلف الدولة كثيراً لكن أسعار السلع المدعومة لم تنخفض جميعها ولم نر نتائج إيجابية أو تحسن من شأنه خفض الكلفة على النّاس.
وأكدت مصادر مطلعة على اجواء جلسة مجلس الوزراء ان نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر وعند طرح البند المتعلق بشركات الاسمنت اكدت أنها ليست ضد اعادة فتح شركات الترابة، لكن يستلزم ذلك تحديد للكميات المنتجة شهريا، مع التشدد على اعداد وتنفيذ برنامج للتأهيل والتشجير للمقالع والكسارات السابقة والحالية، والعمل على الحد من التلوث البيئي، والتأكد من ان التخلص من المواد السامة التي تنتج عنها كالبتروكوك والكلينكر يتم بطريقة علمية وسليمة.
وتحدث وزير المال عن تجميد قرار الحكومة حول تعيين خفراء الجمارك بسبب عدم توقيع أحد أعضاء المجلس الاعلى للجمارك على القرار وعلم ان رئيس الحكومة سيناقش هذا الموضوع من أجل معالجته.
وتحدث الوزير غازي وزني عن عدم سقوط خطة التعافي المالي للحكومة وعن خطوة إنشاء الصندوق السيادي ونفى أي وقف للتفاوض مع صندوق النقد الدولي. وقال ان أي كلام في هذا المجال غير صحيح، ولفت إلى اجتماعات مع القطاع المصرفي للوصول إلى اتفاق على الخسائر، وتحدث عن مراسلة معهم حول موضوع الصندوق وهناك انفتاح من قبلهم ولا نية لممثلي الصندوق بأن يأخذوا إجازة في شهر آب المقبل. وقال في ما خص عقدي KMPG وOliver Wyman فإنها جاهزة وأول صيغة للعقد مع شركة Alvarcz & Marsel ادخلت عليها تعديلات ولم يتمكن من الاطلاع عليها لأنها ارسلت من الشركة وقال ان التدقيق سيشمل السنوات الخمس الماضية وسيكون هناك تفصيل عن الهندسات المالية للمصرف والعمليات المالية وسندات الدين ومدة العقد هي لستة أشهر وكلفته مليونين و220 ألف دولار 40? تدفع عند التوقيع و30? بعد 5 أسابيع من بدء العمل و30? بعد الانتهاء من العمل وسيتم إرسال مشروع العقد إلى هيئة التشريع والاستشارات وفقاً للأصول، ووزير المال سيطلع المجلس على مسودة العقد فور انهائه، وستقدم الشركة أوائل تقريرها في الاسابيع العشرة، وعلم ان الرئيس عون طلب الاطلاع على مسودة العقد قبل التوقيع عليه.
وفي معرض الحديث عن الصندوق السيادي، أوضح دياب انه بغض النظر عمن يديره (القطاع الخاص أو العام) فإنه ملك للدولة، وقال وزني: الدولة لن تتخلى عن اصولها ابداً.
وعلم ان الوزيرة غادة شريم سألت: "اذا كان الـcapital control مطروح"، فأجاب دياب ان هناك اقتراح قانون في مجلس النواب. وسأل حب الله هل صحيح ان لودريان طلب بالـcapital control والكهرباء والاصلاحات، فقال دياب ان الحديث تناول الإصلاحات والتدقيق والكهرباء وهي في سلم الاولويات لحصول لبنان على مساعدات 11 مليار ليرة وان صندوق النقد شدّد على الإصلاحات. وقال وزني ان لودريان أشاد بإنجاز الحكومة للـScaner والتدقيق، وافيد ان دياب ذكر مازحاً: "لو كل جمعة بيجي لودريان لنعمل انجازات".
• وتحت عنوان :" العدو يلاحق الجن على الحدود" كتبت "الأخبار:"بعد مقاتلته "ظلال" المقاومين في مزارع شبعا أول من أمس، انتقل جيش العدو الإسرائيلي إلى ملاحقة "الجن"، على طول الحدود، بين الناقورة والمطلّة
بعدما أيقن العدو الإسرائيلي بأن حزب الله ماضٍ في خيار الرد على جريمة استهداف أحد عناصره، الشهيد علي محسن، وفي أعقاب البيان الذي أصدره الحزب أول من أمس وأوضح فيه خياره بعد "أحداث شبعا"، عمد جيش العدو الى تعزيز قواته في المناطق الشمالية، بمنظومات نيران متطورة ووحدات تجميع المعلومات وقوات خاصة. ولفت جيش العدو الى أن تعزيز القوات أتى في أعقاب تقدير وضع قامت به قيادة الجيش. وفي وقت سابق، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جلسة لتقدير الوضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال. وذكرت مصادر إسرائيلية أيضاً أن الجيش استدعى جنود احتياط لتعزيز قيادة المنطقة الشمالية.
وشارك في جلسة تقدير الوضع إلى جانب نتنياهو كل من: رئيس الأركان، أفيف كوخافي، قائد المنطقة الشمالية، اللواء أمير برعام، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء تامير هايمن وضباط كبار آخرون، استمعوا إلى تقارير أمنية عن الأحداث في مزارع شبعا أول من أمس. وكان لافتاً غياب وزير الأمن ورئيس حزب "أزرق أبيض"، بيني غانتس، عن هذه المداولات. في السياق نفسه، وجه غانتس مجموعة رسائل مكررة، أوضح فيها أن لدى إسرائيل "القدرة على العمل في أي نطاق وبجاهزية عملانية غير مسبوقة" متوجّهاً في تهديداته الى إيران ولبنان وسوريا.
مستوى الاستنفار العالي ظهر ميدانياً الليل الفائت، عندما أعلن العدو الاشتباه في تحركات قرب السياج الحدودي، طالباً من المستوطنين عدم مغادرة منازلهم. قرب مستعمرة المطلة، بدأ جنود الاحتلال يطلقون النار في الهواء، خشية وجود "تسلل" ما. وقبالة رأس الناقورة، عاينوا منطقة الحدود. وبعد أكثر من ساعة، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال أن ما جرى كان "إنذاراً كاذباً". ربما هي درجة الاستنفار العالية التي دفعت "إسرائيل" إلى ملاحقة "الجن" من أبعد نقطة حدودية غرباً، وصولاً إلى المطلة شرقاً، أو أن ثمة من قرر التلاعب بأعصاب قوات الاحتلال، في إطار دفعها إلى البقاء مستنفرة.
ورأى المراسل العسكري في القناة 13، أور هيلر، في تعزيزات الجيش، تعبيراً عن "استعداده لعملية أخرى من جانب حزب الله في اليومين المقبلين، حتى عيد الأضحى. وهو يستعد لتوجيه ضربة نارية مهمة لحزب الله في حال تنفيذه تهديده بعدم إنهاء الحادثة ومحاولة الهجوم مرة أخرى في منطقة السياج".
وبالنسبة إلى ما جرى في مزارع شبعا أول من أمس، وبعدما سرّب جيش الاحتلال "معلومات" عن وجود تسجيلات لديه تُثبت أن "خلية من حزب الله تسلّلت" إلى مزارع شبعا، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "بحسب تقرير الجيش، فإن مجموعة من 3 إلى 5 عناصر من حزب الله دخلت أمتاراً معدودة الى المزارع، وهو ما يُثير التساؤل حول مدى دقة الحديث عن التصوير لأنه في هذه الحالة ينبغي أن تكون أعداد الأفراد واضحة في التصوير". لكن الصحيفة لفتت أيضاً الى أنه إذا كان وصف الجيش دقيقاً، فإن مقاتلي حزب الله لم يطلقوا رصاصة واحدة، وأن بيان الحزب الصادر مساء أول من أمس بنفي حدوث أي اشتباك مع القوات الإسرائيلية ينسجم بشكل كبير مع واقع الحدث". وتابع المراسل العسكري للصحيفة، يوسي يهوشع، أن تلويح حزب الله بهجوم انتقامي لاحق، يعني أن "الحدث لم ينته". وتوقف يهوشع عند رواية الجيش (التي يتبناها كصحافي إسرائيلي)، معتبراً أنها تؤشر الى وجود مشكلة في الردع مقابل حزب الله، لدرجة أنه يمتنع عن استهداف مقاومين لحزب الله في طريقهم لتنفيذ عملية. وهو قرار مستغرب وفقاً لجميع الآراء. وأضاف أيضاً إن امتناع الجيش عن نشر شريط الفيديو لتسلل مقاتلي حزب الله "يثير تساؤلات أيضاً".