نقابيون فاشلون وغُبّ الطلب..يؤذون أهلهم (أحمد عياش)
بقلم د.أحمد عياش
قبل ايام توقف عمال وموظفو مطار شارل ديغول عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم، وتسببوا بتأجيل مواعيد سفر مواطنين وبتشريدهم لساعات طويلة في باحات المطار.
في لبنان يستمرّ موظفو القطاع العام بعدم الحضور وبالتوقف عن العمل، كما فعل سابقا اساتذة الجامعات والمدارس والقضاة ومساعدوهم وموظفو مصرف لبنان وغيرهم ما تسبب بقهر المواطنين فوق ذلّهم.
مَن اخترع فكرة التوقف عن العمل في القطاع العام آخذا الناس رهائن لينال مطالبه عند الدولة؟
من قال ان الإضراب المؤذي للأبرياء من الناس عمل نقابيّ شريف ومشروع وقانوني؟
ربما شرعيّ وقانونيّ ،انما ابدا غير نضاليّ وغير اخلاقي ابداً، لأن الناس البريئة ليست رهائن غبّ الطلب عند نقابيين فاشلين في إيجاد أساليب ضغط على الدولة مباشرة من دون سحق الناس البريئة…
ان يعلن موظفو وعمال القطاع الخاص التوقف عن العمل لخفض الانتاج وللتسبب بخسارات لربّ العمل، ربّما كان مفيدا لنضالهم وغير ضار لمصالح الناس.
الا أن موظفي القطاع الخاص جبناء ،ونقابيّوهم متواطؤون مع الإدارات، لا بل اكثر من ذلك فالموظف والاستاذ يكتب استقالته قبل بدء العمل ليبقى هو رهينة عند ربّ العمل في لبنان على الاقلّ .
اول اضراب بمعنى التوقف عن العمل حصل في مصر قبل 3000سنة، وتحديدا عام 1151 قبل الميلاد ،وقد قام به عمال المقابر في قرية”دير المدينة” بالقرب من وادي الملكات، والاضراب كان موجهاً ضد رمسيس الثالث وليس ضد المصريين القدماء، لأن الفراعنة كانوا يهتمون بتحنيطهم بعد موتهم، كما كانوا يهتمون بشكل وبجوهر قبورهم اثناء حياتهم.
بدأ استخدام مفردة كلمة اضراب باللغة الانكليزية عندما توقف بحّارة السفن في لندن سنة 1768 م عن العمل تأييدا لتظاهرات انطلقت في شوارع المدينة.
الدستور المكسيكي كان اوّل من يضمن الحق القانوني في الاضراب سنة 1917.
كان عمال المقابر بين المصريين القدماء اشرف واذكى من النقابيين الحاليين في العالم، لانهم بتوقفهم عن العمل لم يتسببوا بالضرر لأهلهم ،انما ازعجوا احلام فرعونهم في انتهاء قبره المميز المتصل بالخلود في طريقة ما ،او في انتهاء هرمه اثناء حياته ليطمئن.
النقابيون الناجحون هم الذين يتسببون بالضرر لربّ العمل مباشرة لا عبر اخذ الناس رهائن.
لأن النقابيين جبناء لا يستطيعون الصراخ في وجه الحاكم او في وجه قائد الحزب الفاشل او في وجه رموز الدولة المالية العميقة، فإنهم يتطاولون على اضعف الخلق اي الناس البريئة…
النقابيون في لبنان هم من انتاج السلطة والاحزاب الحاكمة، لذلك تحركهم دائما مشبوه ،ودائما عبارة عن رسائل تجارية_سياسية.
كل من يأخذ الناس رهائن لأي غاية ،مجرم وجب محاسبته بالتسبب بالأذية العامة. وكل من يناضل ضد ربّ العمل الظالم اكان دولة او مجموعة احزاب فاشلة دون اذية الناس نقابي ناجح…
اكثر الاضرابات تهريجا قام به نقابيو مصرف لبنان لتضامنهم مع الحاكم بأمر المال ضد محاسبته وضد فضح رموز الدولة المالية العميقة، ليس الا لحماية امتيازاتهم مثلهم مثل شركة آل ال.أو.ت للطيران ومثلهم آل كازينو لبنان ومثلهم مثل غيرهم من التنفيعات الطائفية.
ابتكروا اساليب نضالية لا تؤذي اهلكم ،واقلعوا عن عادات حقيرة ان كنتم فعلا نقابيين حقيقيين، وليس نقابيين غبّ الطلب.