هذا ما جرى على الحدود الجنوبية:رياح الشمال تكسر شراع سفينة نتنياهو…!
محمد صادق الحسيني
لم يتعلم رئيس الحكومة الاسرائيلية من خيباته السابقة ، ورغم تكرار مسلسل الفشل في مسرحياته واستعراضاته الهوليودية البائسة بهدف تحقيق انتصارات وهمية مع جبهة الشمال، فانه عاد ليلة امس الاول ووقع في فخ حرب لا قبِلَ له فيها مع رجال باتوا يفوقونه ويتفوقون عليه بكل اشكال ومستويات" معركة بين حروب "…!
فما ان اقلعت طائرة وزير الخارجيه الاميركي مايك بومبيو ، من مطار اللد الفلسطيني المحتل ، يوم الثلاثاء ٢٥/٨/٢٠٢٠ ، متجهة الى الخرطوم ، حتى أقلعت مروحية تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي ، من طراز Sikorsky CH 53 D ، وعلى متنها رئيس الوزراء الاسرائيلي نتن ياهو وزوجته واولاده ، متجهة الى قاعدة روش بينا ( Rosh Pina ) الجويه ، والتي تسمى ايضاً قاعدة ماخانايم ( Mahanaim Air base ) حيث تقع القياده العامه للمنطقه الشماليه في الجيش الاسرائيلي . وهي القاعده التي لا تبعد عن مدينة صفد سوى أحد عشر كيلومترا ، حيث انتقل نتنياهو وعائلته الى احد افخر الفنادق فيها ، بحجة قضاء بضعة ايام من الراحة ، حسب بيانات اسرائيليه صادرة عن الجيش .
علماً ان المكان وطبيعته مناسبة جداً للراحة والاستجمام ، اذ ان مدينة صفد تقع في منطقة جبلية عليلة الاجواء ولا تبعد الا ٢٥ كيلومتراً عن بحيرة طبريا ، الامر الذي يجعلها مكاناً مناسباً جداً لقضاء اجازة جبلية بحرية دون اي عناء .
الا ان الهدف غير المعلن لهذه " الاجازه " تمثل في ان نتنياهو كان يخطط لمسرحية جديدة ، تظهره بطلاً مرة اخرى ، وذلك بافتعال " حادث امني " على حدود لبنان الجنوبية ، ليدعي بمواكبة " الحدث " انه كان يقود المعركة ضد حزب الله من الخطوط الامامية ، وذلك كي يتمكن من استحداث وسيلة جديدة للضغط على الامم المتحدة والجهات الدوليه الاخرى ، المعنيه بالامر ، باتجاه اقرار تعديلات على مهمات قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني .
ولكن حزب الله ، الذي يقف بالمرصاد ، حسب ما افاد مصدر عسكري اوروبي تابع هذا التطور بحكم جهة اختصاصه ، قام بافساد كل ما كان يفكر به نتنياهو من مخططات، وذلك بعد ان نفذ عدة مناورات حرب الكترونيه جعلت قيادة المنطقة الشمالية تتأكد بان قوات المقاومه في جنوب لبنان تتابع تحركات نتنياهو خطوة بخطوة ، تماماً كما تتابع تحركات جيشه في المنطقة على مدار الساعة .
ويتابع المصدر قائلاً ان الامر لم يتوقف عند الانذارات / الاشارات السيبرانيه ، التي وصلت الى قيادة المنطقه الشماليه في الجيش الاسرائيلي ، بل ان قوات حزب الله قد أتبعت ذلك بتفعيل نوع من الروبوتات على الخط الازرق ، مقابل المحمية الطبيعية الاسرائيليه ( Nezer Mountain Reserve ) ، الامر الذي دفع الجيش الإسرائيلي الى الدخول في حالة هيستيريا ويبدأ باطلاق نيران المدفعية والرشاشات الثقيلة ويقوم بعملية تمشيط واسعة النطاق ، اعتقاداً منه ان الاصوات التي اصدرتها حركة ما يُعتقد انها روبوتات ، تابعه للحزب داخل الاراضي اللبنانية ، هي حركات صادرة عن مجموعة تحاول التسلل الى داخل فلسطين المحتلة .
وهو ما اثار حالة هلع عامة ، في صفوف الجيش أولاً وفي صفوف المستوطنين لاحقاً ، بعد ان اصدر الجيش تعليماته المشددة لهم بالتزام المنازل والبقاء بالقرب من الملاجئ ، وما صدر من بيانات متناقضة جداً عن قيادة الجيش الاسرائيلي على مدى ساعات عدة ، وصولاً الى اضطرار الجيش الاسرائيلي لاصدار بيان توضيحي ، فجر امس الاربعاء ٢٦/٨ /٢٠٢٠ ، يؤكد فيه ان اياً من وحداته لم يتعرض لاطلاق النار من داخل الاراضي اللبنانية وان الامر يقتصر على التباس لا تفسير له حتى الآن .
وبذلك تكون مسرحية نتنياهو قد فشلت تماماً ، بينما وصلته رسالة حزب الله في الوقت المناسب ، ما ادى الى اضطرار قوات اليونيفيل ان تقر بعدم وقوع اي اطلاق نار من داخل الاراضي اللبنانيه ، الامر الذي ضاعف فشل مخطط رئيس وزراء العدو .
بالاضافة الى بيان الجيش اللبناني الذي كشف عن عدوان صهيوني موصوف وقع على مواقع مدنية تابعة ل"جمعية اخضر بلا حدود" في كل من راميا وعيتا الشعب وعيترون وميس الجبل وحولا ومارون الراس وحظائر ماعز في المنطقة ،الامر الذي زاد في الطين بلة من حيث انه كشف طبيعة الكيان العدوانية الوحشية اضافة الى فشله وخيبته…
فهل فهم نتنياهو الاشارة السيبرانية التي ادخلها حزب الله الى غرفة نومه ، في مدينة صفد المحتله ، وافسد عليه رحلة الاستجمام ؟
لعله فهم ..!