مئوية اعلان لبنان الكبير: مائة عام من الفشل
في الاول من ايلول عام ١٩٢٠ اعلن جنرال الانتداب الفرنسي غورو لبنان الكبير .
بعد مائة عام علي هذا الاعلان وفي الاول من ايلول عام ٢٠٢٠ يصل الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الى لبنان للاحتفال بما صنعته دولة الانتداب .
يحتفل الرئيس الفرنسي مع اهل النظام الطائفي بمئة عام من الفشل والازمات المتتالية .
تجري مراسيم الاحتفال المئوي و لبنان يشهد ازمات سياسية واقتصادية وافلاس وانهيار مالي .
ايها الرئيس الزائر،ويا أحفاد غورو،
تشكيل لبنان الكبير لم يكن نتاج سيرورة سياسية وتاريخية للشعب اللبناني ، بل كانت عبر فرضه بالقوة العسكرية الاستعمارية . كما ان النظام الطائفي الذي صيغ له لم يولد نتيجة ارادة شعبية وممارسة ديمقراطية .
لقد رافق نشوء الكيان اللبناني المزاوجة بين معضلة الاكثرية العربية الاسلامية و اشكالية الاقلية العربية المسيحية ، فولد لبنان حاملا ازمة انتماء قومي وهوية وطنية .
مع الاستقلال تبنت " الدولة " الطائفية كأساس لنظامها و انتجت المعادلة التي تحمل الالتباس بربط الكيان و الطائفية و النظام و الدولة بسياق واحد ، الامر الذي ادي الي الالتباس بين مفهوم الوطن و الانتماء اليه ، و بين مفهوم الطائفية والانتماء اليها . وقد نجم عن هذا الالتباس تعميم الثقافة الطائفية بديلا عن الثقافة الوطنية .كما عملوا على تغييب فكرة الوطن عند اللبنانيين ، بحيث اصبح الفرد مواطنا في طائفته يدين بالولاء لرموزها و مرجعياتها الدينية و الزمنية . لذلك منع قيام الدولة لتبقى الدويلة الطائفية قائمة . لهذه الاسباب لم يتحول الكيان الى وطن ولا السلطة الى دولة ولا الرعايا الى مواطنيين .
ان ازمة النظام السياسي الطائفي ازمة مزمنة عمرها من عمر استقلال لبنان تتكرر كل عقد من الزمان تقريبآ .
هذا النظام الطائفي ولاّد ازمات اغرقت البلاد في ازمات خطيرة قسمت اللبنانيين و هددت السلم الاهلي ، و لامست مخاطرها الكيان السياسي .
للرئيس الفرنسي الزائر و لاحفاد غورو نقول ان النظام الطائفي قد تصدع وبدأ يلفظ انفاسه ، و طبقته السياسية تحتضر ، لن تنفع المحاولات لترقيعه ولا لتجميل الطبقة السياسية العفنة الفاسدة .