رغيف العرب في خطر في ظل الحرب الأوكرانية:نصف القمح العربي مستورد من روسيا وأوكرانيا
الحوار نيوز – خاص
كشفت الحرب الروسية الأوكرانية حجم الأزمة التي يعيشها العالم العربي على مستوى الغذاء الأساسي،ليتبين أن أكثر من نصف رغيف العرب يعتمد على استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا،في حين أن أراضي بلد كالسودان يمكنها أن تكفي احتياجات العالم العربي من القمح ،بينما السودان يستورد نصف حاجته من هذه المادة من روسيا.
وتجدر الإشارة هنا الى أن ثلث أراضي السودان صالحة للزراعة ،في حين لا يستغل منها أكثر من عشرين بالمائة.
وبدا واضحا مع بداية الحرب في أوكرانيا أن رغيف العرب في خطر ،وفي حال طالت الأزمة سوف يعاني المواطن العربي الكثير على صعيد هذا الغذاء الرئيسي،في حين بدأت الدول العربية جميعها تفتش عن مصادر أخرى لسد النقص الذي سيحصل على هذا المستوى.
وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم. ففي سنة 2019 شكلت الصادرات الروسية 18.4% من الصادرات العالمية، بقيمة 8.1 مليارات دولار.
أما أوكرانيا فتعد خامس مصدر للقمح في العالم، وتبلغ قيمة صادراتها 7.03% من الصادرات العالمية، بقيمة 3.1 مليارات دولار.
وهذا يعني أن مجموع القمح المصدر من البلدين يبلغ 25% من القمح العالمي، أي أن ربع سلة العالم من القمح توجد في هذين البلدين.
أهم الدول العربية المستوردة للقمح
وتعد مصر أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم، ذلك أنها وحدها تستورد 10.6% من مجموع صادرات القمح العالمية، بغلاف مالي مجموعه 4.67 مليارات دولار سنة 2019، ويبلغ حجم الاستهلاك السنوي 18 مليون طن.
ثم هناك الجزائر التي تستورد 3.3% من مجموع صادرات القمح العالمي، بمجموع 1.47 مليار دولار، ويبلغ حجم الاستهلاك السنوي للقمح في الجزائر 10.8 ملايين طن.
وفي المرتبة الثالثة المغرب، الذي يستورد 2.05% من صادرات القمح العالمي، بنحو مليار دولار سنويا، ويبلغ حجم الاستهلاك السنوي من القمح في المغرب 10.4 ملايين طن.
ثم هناك اليمن الذي يستورد 2.3% من مجموع الصادرات العالمية للقمح، والسعودية بنسبة 1.6%، والسودان 1%.
أما لبنان حيث أدى انهيار النظام المصرفي إلى إفقار 80% من السكان وانفجار مرفأ بيروت إلى تدمير إهراءات القمح، فالمخزون أقل.
ويقول ممثل مستوردي القمح في لبنان أحمد حطيط لوكالة فرانس برس :”لدينا خمس بواخر في البحر حالياً محملة بالقمح، جميعها من أوكرانيا. المخزون الحالي بالإضافة إلى البواخر الخمس يكفي لشهر ونصف”.
وأضاف: “لبنان يستورد بين 600 و650 ألف طن سنوياً، ثمانون في المئة منها من أوكرانيا”، عبر بواخر تصل لبنان خلال سبعة أيام.أما “البديل عن أوكرانيا فهو الولايات المتحدة، إلا أن الفرق يكمن في أن الشحنة تحتاج إلى 25 يوماً من الولايات المتحدة (…) لبنان قد يدخل في أزمة”.
وفي المجموع، فإن الدول العربية تحتكر وحدها نحو 25% من صادرات القمح العالمية؛ ما يظهر حجم الاعتماد على الاستيراد للحصول على القمح.
حجم اعتماد الدول العربية على القمح الروسي والأوكراني
تعتمد دول عربية كثيرة على القمح الروسي والأوكراني بشكل كبير. وعلى سبيل المثال، فإن مصر تحصل على 54.5% من حاجتها من القمح من روسيا، وتستورد 14.7% من حاجتها من القمح من أوكرانيا، وهذا يعني أن مصر تحصل على 70% مما تحتاجه من القمح من البلدين.
أما المغرب، فإنه يعتمد على القمح الروسي لتوفير 10.5% من القمح، ومن أوكرانيا بنسبة 19.5%؛ ما يعني تقريبا ثلث حاجة المغرب من القمح يتم توفيرها من روسيا وأوكرانيا.
أما السودان فيعتمد وبشكل كبير جدا على القمح الروسي، ويستورد نحو 46% من روسيا وحدها، في حين لا يستورد القمح الأوكراني.
أما اليمن، فيحصل على القمح من روسيا بنسبة 31%، ومن أوكرانيا بنسبة 6.8%، يعني أكثر من ثلث سلة اليمن من القمح يأتي من هذين البلدين.
وتعتمد تونس وبشكل كبير على القمح الأوكراني، ويشكل نحو النصف (48%) من واردات تونس من القمح، في حين تستورد نسبة ضعيفة من روسيا (3.97%).
أما الأردن فلا يعتمد على القمح الروسي، في المقابل يستورد 11% من حاجته من أوكرانيا، ويحصل على 86% من رومانيا.
الدول العربية الأكثر استيرادا للقمح الروسي
حتى الآن لم تتأثر واردات القمح الروسي، إلا أن الأسعار ستتأثر بالحرب الحاصلة حاليا في أوكرانيا، خاصة مع تزايد العقوبات الغربية على روسيا، الأمر الذي قد يفرض المزيد من القيود على العلاقات التجارية معها.
وتعد مصر أكثر دولة في العالم استيرادا للقمح الروسي بنسبة 31.3% من مجموع الصادرات الروسية من القمح، أي نحو الثلث من القمح الروسي الموجه للتصدير تحصل عليه مصر.
ثم تأتي بقية الدول العربية، مثل اليمن التي تستورد نحو 4% من مجموع الصادرات الروسية، ثم هناك السودان بنسبة 2.5%، والمغرب بنحو 1.1%، والإمارات بنسبة 1.8%. وعموما تحتكر الدول العربية 42% من القمح الروسي.
الدول العربية الأكثر استيرادا للقمح الأوكراني
مصر أكبر دولة مستوردة للقمح الأوكراني بنسبة 22%، ثم تونس بنسبة 6.3%، ثم المغرب بنسبة 5.7% من مجموع الصادرات الأوكرانية من القمح.
وبصفة عامة، فإن الدول العربية تستأثر بأكثر من 38% من القمح الأوكراني، أي أكثر من ثلث سلة القمح الأوكراني الموجه للتصدير.
وكانت أسعار القمح قد ارتفعت مع نهاية السنة الماضية الى مستوى 330 دولارا للطن الواحد ،وكان من المتوقع أن تنخفض الى نحو 280 دولارا في آذار المقبل ،لكن الحرب الأوكرانية ستشعل الأسعار من جديد مع تزايد الطلب على هذه المادة وتعذر الاستيراد من روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب والعقوبات.