د.أحمد عياش – الحوار نيوز
رغم تقدم القوات الروسية بالتعاون مع جيش روسيا البيضاء نحو الاراضي الاوكرانية، الا ان المشهد الحربي لا يشي بوقوع حرب حقيقية، انما حملة عسكرية تأديبية للقوميين المتشددين الذين خدعتهم هوليوود الاميركية و وعود تحسين الاحوال الاوروبية نكاية وثأراً من تاريخ سوفياتي -قيصري مشترك مع موسكو.
اينما حلّ التعصّب القومي او الديني كانت الاهداف المالية -الاقتصادية-الامنية الحقيقية هي المحركة للنزاع.
ماذا يريد الاميركيون والاوروبيون ؟
المنطق يقول ان مصلحة كييف ان تكون في افضل العلاقات مع جار ذي بأس كموسكو ،لا ان تكون على علاقة ودّ مع واشنطن البعيدة جداً التي لم يُعرف لها حليف حقيقي غير الكيان الاسرائيلي، والذي بدوره صار يخاف ويحتاط من العقل الاميركي التجاري، وربما سينتهز العقل الاسرائيلي الفرصة في هذه اللحظة الامنية العالمية المتهورة والخطيرة لينقض على مشروع ايران النووي بحجة الامن القومي الاسرائيلي، وتماما كما عبّر الرئيس فلاديمير بوتين هذا الصباح ان على الجيش الاوكراني القاء السلاح لأن لا نوايا لاحتلال اراض اوكرانية، انما كما عبّرت مصادر عسكرية روسية ان الهدف تدمير البنية العسكرية لأوكرانيا كي تفقد امكانية القيام بأي حرب لفترة طويلة…
العقل الاسرائيلي لن يرضى ان يكون من حوله اي جيش قوي عربي او اسلامي بإمكانه في يوم من الايام القيام في حرب.
رغم كل ما يعلنه العقل الاسرائيلي ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، فإن العقل العسكري يعلم علم اليقين ان عدوه الاول والحقيقي والتاريخي هو جيش مصر.
في كييف مراهقون قوميون متشددون متهورون و حمقى ظنوا للحظة ان باستطاعتهم استفزاز موسكو ليربحوا الغرب ،والحقيقة انهم لم يربحوا الغرب بل خسروا كل الشرق.
الرأسمالية العالمية انهك تجارتها القائد كوفيد التاسع عشر وفضح النوايا المبيتة بين الدول الاوروبية من اجل كمامات وماكينات اوكسيجين ،هذه الرأسمالية غير مستعدة لحرب عالمية ثالثة من اجل عيون زيلينسكي رئيس اوكرانيا.
لا مخرج مشرّفا لكييف غير انقلاب عسكري يلقي القبض على من تسبب بتدهور العلاقات مع موسكو لانقاذ البلاد من ويلات الرصاص والنار ،ففي الحروب بين الكبار لا يموت الا الصغار والضعفاء والمغلوب على امرهم.
ما يحصل ليس بحرب انما حملة عسكرية تأديبية، ليس فقط لكييف، انما ايضا لبولندا ولجورجيا ولتشيكيا ولكل من يفكر في كازخستان ان يتمرد وان يخون.
موسكو تعلم تماما ماذا تعني الروسوفوبيا…