ثقافةفي مثل هذا اليوم
في مثل هذا اليوم:ولادة إبن بطوطة “أمير الرحّالة المسلمين” الذي جال 121 الف كيلومتر
الحوار نيوز – خاص
في مثل هذا اليوم 24 شباط عام 1304 ،ولد أشهر الرحالة في العالم إبن بطوطة ،الذي جال على نحو 44 بلدا في تقسيمات اليوم ،وقطع خلال فترة حياته أكثر من 75000 ميل (قرابة الـ 121 ألف كيلومتر)،وسجل وقائع رحلاته في كتاب يعتبر من أهم المراجع التاريخية لتلك المرحلة.
هو مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ ٱللّٰهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ٱللَّوَاتِي ٱلطَّنْجِي المعروف بابْنِ بَطُّوطَةَ، وهو الرحالة والمؤرخ والقاضي من قبيلة لواتة، لقب بـأمير الرحالين المسلمين. خرج من طنجة سنة 725 هـ فطاف في بلاد المغرب ومصر والحبشة والشام والحجاز وتهامة ونجد والعراق وبلاد فارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين وجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا. واتصل بكثير من الملوك والأمراء فمدحهم – وكان ينظم الشعر – واستعان بهباتهم على أسفاره. واللقب «ابن بطّوطة» هو لقب أطلقه الفَرَنجة على محمد بن عبد الله الطنجي، وتابَعَهم أكثر الناس.
عاد إلى المغرب الأقصى، فانقطع إلى السلطان أبي عنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده. وأملى أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756 هـ وسماها “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.
كان يحسن التركية والفارسية واستغرقت رحلته 27 سنة ( (1325–1352، وتوفي في طنجة سنة 779 هـ/1377م حيث يوجد ضريحه بالمدينة القديمة. وتلقبه جامعة كامبريدج في كتبها وأطالسها بـأمير الرحالة المسلمين.
في أول رحلة له، مر ابن بطوطة في أراضي الدول المعاصرة التالية: الجزائر وتونس ومصر والسودان وفلسطين وسوريا ومنها إلى مكة. وفي ما يلي مقطع مما سجله عن هذه الرحلة:
“من طنجة مسقط رأسي يوم الخميس 2 رجب 725 هـ / 1324م معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، منفردا عن رفيق آنس بصحبته، وراكب أكون في جملته، لباعث على النفس شديد العزائم، وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم. فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور، وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً، ولقيت كما لقيا نَصَباً.”
ويعد ابن بطوطة من أهم الرحالة . قطع أكثر من 75,000 ميل (121,000 كم)، وهي مسافة لم يقطعها أي رحالة منفرد حتى ظهور عصر النقل البخاري، بعد 450 سنة.
كل المعلومات المتوفرة عن حياة ابن بطوطة مصدرها السير الذاتية المذكورة في سياق حكايات رحلاته.فقد ولد في عائلة من القضاة بمدينة طنجة بالمغرب ، خلال عهد الدولة المرينية. يرجع نسب ابن بطوطة إلى القبيلة المعروفة بـ لواتة، وكأي شاب في سنه، كان بإمكانه الدراسة في مدرسة سنية مالكية على اعتبار أنه الأسلوب التعليمي الذي كان سائداً في بلاد المغرب في ذلك الوقت، وقد تعهده والِداه بالرعايةِ لإعدادِه لتولِّي منصبِ القضاءِ كما هيَ عادةُ أسرتِه. في شهر يونيو عام 1325 وفي عمر الحادية والعشرين، رحل ابن بطوطة من مدينته متوجهاً لمكة لأداء فريضة حج البيت في رحلة تستغرق ستة عشر شهرا. لم ير بعدها المغرب لمدة أربعٍ وعشرين عاماً.
يقول:رحلت وحيداً. لم أجد أحداً يؤنس وحدتي بلفتات ودية، ولا مجموعة مسافرين أنضم لهم. مدفوعا بِحكمٍ ذاتي من داخلي، ورغبة عارمة طال انتظارها لزيارة تلك المقدسات المجيدة. قررت الابتعاد عن كل أصدقائي، ونزع نفسي بعيداً عن بلادي. وبما أن والديَّ كانا على قيد الحياة، كان الابتعاد عنهما حملاً ثقيلاً علي. عانينا جميعاً من الحزن الشديد.”
كتابه “تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار“ المعروف أيضاً باسم رحلة ابن بطوطة هو كتاب يصف رحلته، ويتحدث عن أهلها وحكامها وعلمها، ويصف الألبسة بألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها، ولا ينسى الأطعمة وأنواعها وطريقة صناعتها، بعد أن أمضى 30 عاما في الرحلات بين بلدان العالم. أمر السلطان أبو عنان فارس المريني بتدوين هذه الرحلة واختار لذلك فقيها أندلسيا التحق ببلاط بني مرين وهو ابن جزي الكلبي، وكان إملاؤها بمدينة فاس سنة 756 هـ.تُرجم هذا الكتاب إلى عدة لغات مثل: البرتغالية، الفرنسية، الإنجليزية، وتُرجمت فصول منه إلى الألمانية.
وهذه خرائط الرحلات الصلاث لإبن بطوطة: