بيان الحريري: التراجع عن الخطأ فضيلة
حكمت عبيد – الحوارنيوز خاص
على الرغم من إصباغ الرئيس سعد الحريري بيانه بلمسة عاطفية، حاول من خلالها التبرير لبيانه بمجموعة من الاسباب المتصلة بالواقع الاقتصادي والمعيشي المأزوم للشعب اللبناني وبالمآسي التي خلفها إنفجار مرفأ بيروت، الا أن الاسباب الفعلية، ووفقا لمصادر معنية، يمكن ايجازها على النحو التالي:
١- تمسك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بصلاحياته لجهة ضمان تأليف حكومة من اصحاب الاختصاص دون ان يمس ذلك صيغة العيش المشترك سندا للفقرة (ي) من مقدمة الدستور التي تنص على "أن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، وعلى كونه "رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. يسهر على احترام الدستور … " وفقا لما نصت عليه المادة ٤٩ من الدستور.
٢- رغبة الرئيس المكلف مصطفى أديب بترؤسه حكومة تحظى بمظلة وطنية وبإجماع نيابي يتماشى مع شبه الاجماع النيابي الذي منحه أصواته وثقتة لتأليف الحكومة.
٣- تمسك "الثنائي الشيعي" بموقفه المبدئي والنهائي لا سيما بعد إفتضاح محاولة داخلية وخارجية لعزل الطائفة الشيعية ومحاصرة الكتلتين النيابيتين المنتخبتين، ومنعهما من حقهما في تسمية ممثليهما في مجلس الوزراء.
٤- تأكد الرئيس الحريري من ان تشدده بوجه "الثنائي الشيعي" لن يفتح له ابواب المملكة العربية السعودية، وذلك بعد أن بلغه بأن "المملكة" لن تعر أي إهتمام لمحاولة استرضائها بهذه الطريقة، "لان قرار القيادة في المملكة كان ولا يزال، اعتبار ما يجري في لبنان شأنا داخليا، وأن لبنان لا يدخل ضمن أولويات القيادة الجديدة في المملكة، "فهذا كان موقفها مع حكومة حسّان دياب، و قبل حكومة دياب، و بعد حكومة دياب"!.
٥- إن الجانب الفرنسي فوجئ بالحصار الذي مارسه ما يسمى بنادي رؤساء الحكومات السابقين على الرئيس المكلف، واعتبر الجانب الفرنسي أن الرؤساء السابقين يمنعون الرئيس المكلف من النجاح حيث فشلوا هم.
٦- ان بيان الرئيس الحريري جاء بعد انقسام واضح في الرأي بين الرئيسين فؤاد السنيورة و نجيب ميقاتي.
٧- الموقف الحاسم للثنائي الشيعي لجهة رفض اي محاولة لتجاوزهما، وابلاغهما هذا الموقف لكل المعنيين، بطريقة حازمة، واقتناعهما بأن التهديد بتحميلهما مسؤولية إنهيار الوضعين المالي والإقتصادي بات لعبة ممجوجة ومكشوفة للخارج قبل الداخل، وأن العقوبات القادمة المتصلة بقانون ماغنتيسكي الأميركي ( محاربة الفساد) سيشمل أسماء قريبة من تيار المستقبل واسماء أخرى من رموز ١٤ آذار.