لا يبدو في الأفق أي حلول للنزاعات التي تعصف في المنطقة لعربية والشرق أوسطية وفي غير مكان حول العالم.
لا الصراع الجيوسياسي، ولا الأمني، ولا الإقتصادي في طريقه لتسويات وحلول تنهي حال التوترات المرجحة لمزيد من التعقيد محفوف بخطر العسكرة.
مجلس الأمن الدولي مشدود بين طرفي النزاع، والأمم المتحدة عاجزة إلا عن ابداء القلق وتقديم بعض المساعدات الإنسانية، فهي كانت وما زالت أضعف من أن تلزم طرفاً بتنفيذ القرارات الدولية، وإن فعلت فهي تقوى على الضعيف الذي لا مظلة له.
أمام هذا المشهد، تبدو المنطقة العربية، مفتوحة على غير احتمال. والمحور الرئيسي الذي يعني دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، كان أمن دولة الاحتلال الاسرائيلي وسبل ضمان وجودها وتكريسه من خلال تفاهمات مع دول المنطقة “الرخوة”، أي البعيدة عن الحدود مع دولة الاحتلال، بالإضافة الى الدول المعروفة بدول الطوق: سوريا، لبنان، الأردن ومصر.
ومن دول الطوق، ما زالت سوريا ولبنان خارج القفص، ولم يرضخا للشروط الإسرائيلية والأميركية.
بالنسبة للبنان، ما زال الموقف الرسمي يرفض مطلقاً التوطين أو المقايضة به لفك الحصار المالي.
كما يرفض لبنان التفريط بحقوقه في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية.
ويرفض أيضاً “تمليك” دولة الاحتلال جبل الشيخ (مزارع شبعا) ولو كان تمليكاً مؤقتاً لنحو مئة عام كما عرضت الولايات المتحدة.
أما عن سلاح المقاومة فهو، بحسب الموقف الرسمي، شأن داخلي تحسمه الاستراتيجية الوطنية للدفاع الوطني.
حال من الضياع والقلق يعيشها الغرب، وقد حاول وفد دبلوماسي غربي استطلاع الأجواء السياسية بحوارات صريحة تشمل القيادات اللبنانية.
ولهذه الغاية التقى الوفد منذ أيام قليلة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وبحسب مصادر الوفد، أبدى جنبلاط مخاوف كبيرة من تطور الإحتقان الداخلي والخارجي الى حرب مدمرة. وقال للوفد: لدينا ملاحظات على أداء حزب الله، لكن الموقف الأوروبي والأميركي لا يساعد في حل النزاعات سلميا، فهو يريد كل شيء لإسرائيل ولا يريد أن يضغط لإعطاء العرب أو لبنان بعض حقوقه”.
الوفد التقى أيضاً مسؤولا كبيرا من حزب الله. ووفقاً لأحد السفراء، فإن اللقاء كان “صريحاً جداً ومن دون قفازات”. فقد سأل أحد السفراء المسؤول الحزبي عن رؤيتهم لحل النزاع مع اسرائيل، فأجاب المسؤول:” الحل بعودة المستوطنين الى بلادهم، فعندما يحصل هذا الأمر تنتهي اسرائيل وينتهي الصراع”.
وأضاف المسؤول الحزبي:” اننا نرى عودة المستوطنين الى بلادهم قريبة جداً”.
“لكن أنتم تبسطون الأمر، فالمنطقة على شفير حرب، والولايات المتحدة حاضرة بقوة، وها هي تبني أكبر سفارة لها في الشرق الأوسط في منطقة عوكر، فكيف لكم أن تحسموا بالنهاية لإسرائيل مثل هذه النهاية”؟ يسأل السفير.
بلغة الواثق، ينظر المسؤول الحزبي الى الدبلوماسي الغربي ويقول: الولايات المتحدة تكابر في لبنان بعد أن لملمت ذيولها من أكثر النقاط سخونة في الشرق الأوسط. نحن نرى أن الولايات المتحدة تتبنى المصالح الإسرائيلية وتحاول التسويق لها، وآخر المحاولات الحديث عن حدود آمنة لدولة الاحتلال تتجاوز الحدود الدولية المتعارف عليها، هذا كله لا يعنينا. نحن متمسكون بحقوق لبنان ومعنيون بحقوق الدول العربية لأن في ذلك ترابطا موضوعيا.أما بشأن المباني الجديدة للسفارة الأميركية في منطقة عوكر فإننا سنحولها الى صرح جامعي يستفيد منه طلاب لبنان بدلا من كونه يقام كأكبر مركز استخباري في المنطقة، كما هو حال الرادار في اعلى مرتفعات جبل الشيخ”.
وبحسب المعلومات المتداولة، من المتوقع أن يتم الانتهاء من عمليات البناء في عام 2023، حيث ستكون واحدة من أكبر السفارات الغربية في لبنان والعالم العربي،مبنية على مساحة 43 فدانا (180,6 ألف متر مربع).