الحوار نيوز – وكالات
ليس المشهد غريبا على اللبناني في تركيا.إنهارت الليرة التركية فانقطع أكثر من 700 صنف من الأدوية من الصيدليات التركية التي تربو على 27 ألف صيدلية.
باختصار بلغ سعر العملة التركية يوم الجمعة الفائت 17 ليرة مقابل الدولار،فيما وزارة الصحة تحاسب مستوردي الأدوية ومنتجيها على أساس 4 ليرات للدولار.كان من الطبيعي في بلد يستورد الكثير من الأدوية والمواد الأولية أن يتوقف الموردون عن تغذية السوق بالأدوية.حصل ذلك تماما في بلاد الأرز.
ويعتبر القطاع الطبي من الأكثر تضرراً بسبب اعتماده على الواردات مع انهيار العملة الوطنية.أصبحت مجموعة كاملة من الأدوية المخصصة لعلاج أمراض مثل السكري والسرطان أو حتى نزلات البرد غير متوفرة في الصيدليات التركية .
الليرة التركية فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ بداية العام أمام الدولار. وهي تراجعت بشكل حاد منذ إعلان الرئيس رجب طيب اردوغان الشهر الماضي “حرب الاستقلال الاقتصادي”،حيث فرض على البنك المركزي خفض أسعار الفائدة بانتظام، ما زاد من التضخم الذي تخطى 21% خلال عام.وبلغ سعر صرف الدولار الجمعة 17 ليرة بعد أن كان 9,6 مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.
يؤكد فيدات بولوت الأمين العام لاتحاد أطباء تركيا أن “تركيا تمر بأزمة دواء. انسحب العديد من الموردين من السوق لأنهم بدأوا يخسرون الأموال، واستمرت وزارة الصحة في تسديد المال لهم بسعر الدولار عند 4 ليرات تركية”.
ويقول بولوت إن أكثر من 700 دواء انقطعت اليوم من السوق، والقائمة تطول يوماً بعد يوم. لكن السلطات التركية تنفي وجود أزمة.
الاسبوع الماضي اعلن وزير الصحة فخر الدين قوجة “الأنباء التي تثير نقص الأدوية لا تعكس الواقع”، متهماً شركات الأدوية بمحاولة بيع منتجاتها “بأسعار مرتفعة”.
ويقول بولوت “إنه إنكار للواقع” ،موضحاً أن نفس الأزمة تطال أيضاً المعدات الطبية اللازمة للعمليات الجراحية.ويحذر من أن “العديد من العمليات علقت اليوم. وصحة مواطنينا في خطر”.
وأمام يأس المرضى الذين يطلبون منهم تأمين أدوية لم تعد متوفرة، يدعو الصيادلة الحكومة بإعادة تقييم أسعار الأدوية ثلاث مرات على الأقل في السنة.ويوضح تانر إركانلي رئيس نقابة الصيادلة في أنقرة أن “الوضع تدهور بسبب انهيار الليرة التركية. تخيلوا حريقاً يسكب عليه الزيت … هذا ما نعيشه”.
لكن رفع أسعار الأدوية المستوردة اليوم لن يكون بالضرورة كافياً.فبعد أن تسبب الوباء في زيادة أسعار المواد الأولية، تأثرت أيضًا العلاجات المنتجة في تركيا.لذلك يطلب المنتجون المحليون من الحكومة أن تأخذ المدفوعات المتأخرة في الحسبان بسعر الصرف الحالي وليس السعر المتفق عليه في ذلك الوقت. وتحذر جمعيات أرباب العمل من أن بعض الشركات ستضطر إلى التوقف عن العمل إذا لم تتمكن من تعويض خسائرها.
واللافت للانتباه أن الأدوية التي لا يمكن العثور عليها هي أحياناً تلك التي كانت منتشرة بكثافة في السوق مثل أدوية السعال للأطفال.
ويرى الصيدلي جوكان بولموس أن الأزمة تتفاقم.ويقول بقلق “كمية أدوية مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والربو والالتهاب الرئوي تتراجع أكثر وأكثر”. ويضيف: “نتجه نحو نقص معمم. ما بقي اليوم هو آخر الأدوية وبعد ذلك لن نتمكن من استبدالها”.
زر الذهاب إلى الأعلى