كيف نبني منظومة مقاومة ؟
د.عماد عكوش
إن العقوبات التي تم فرضها على الدول كانت بمعظمها مؤثرة لسبب بسيط وهو إعتماد الدول المعاقبة على دول وشركات أجنبية في تمويلها وفي سير عملها الأقتصادي ، وأول من عانى من العقوبات هذه الأتحاد السوفياتي السابق والذي كانت نتيجتها إنهيار هذا الأتحاد .والسبب الأساسي لهذا الأنهيار كان في عدم تكوين منظومة إقتصادية تجعلها في منأى عن حاجة الدول الرأسمالية والشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات، إضافة الى فقدان العدالة الأجتماعية والتي تقضي بحصولك على ما يوازي الجهد الذي تقدمه في المجتمع .
لقد نجحت منظومات شعبية في المقاومة في إثبات قدرتها على الوقوف في وجه منظومات عسكرية كبرى لكنها لم تستطع لاحقا" من مقاومة العقوبات والحرب الأقتصادية ،ما أدى الى فشلها في الحكم وسقوطها لاحقا، إما في يد أحزاب موالية للغرب ، أو وقوعها في الفوضى الشاملة ، وهذا بكل بساطة لعدم قدرتها على بناء منظومة إقتصادية مقاومة شبيهة بمنظومتها الدفاعية العسكرية المقاومة .
الدول التي استطاعت ان تتجاوز هذه العقوبات هي الدول التي استطاعت ان تبني الى جانب منظومتها الدفاعية منظومة إقتصادية مقاومة ، أما شروط نجاح هذه المنظومة فأهمها :
– الحرية الأقتصادية والعدالة الأجتماعية .
– حماية الصناعة والزراعة
– تحفيز ودعم البحث العلمي
– انشاء مدن صناعية
– تأجير أراضي الدولة والبلديات بهدف الزراعة والصناعة .
– تأمين البنية التحتية المنخفضة الكلفة .
– انشاء مؤسسات لتمويل المؤسسات المنتجة بفوائد منخفضة جدا" .
– انشاء أسواق لتصريف الأنتاج مباشرة الى المستهلك .
– انشاء معاهد فنية في الأرياف .
– انشاء مراكز بيطرة وزراعة في الأرياف لتقديم الخدمات للمزارعين .
– انشاء شبكة علاقات مع دول يمكن ان تساعد في هذا المجال ، وتكون متحررة من قيود الدول الغربية .
إضافة الى أمور أخرى لا يتسع الحديث عنها .
بدون منظومة الحماية هذه لا يمكن إنشاء إقتصاد مقاوم يمكن من خلاله التخلي عن حاجتنا للسلع الغربية وبالتالي إمكانية حصارنا وخضوعنا سياسيا" للدول الكبرى .
لذلك يجب أن تكون الدعوى دائمة لسلوك خيار السيادة في قراراتنا السياسية والأقتصادية لما فيه مصلحة البلد، سواء من الناحية الآنية او من الناحية الأستراتيجية ، وتغليب المصلحة الأستراتيجية على المصلحة الآنية لأنها تحقق مصلحة الأقتصاد الوطني ،وغالبا ما تحتاج هذه الأقتصادات الى خطط إستراتيجية لعدم قدرة الخطط الآنية على تطويرها والتقدم بها .