عواقب إنشاء ونشر محادثات وهمية على منصات التواصل
مريانا أمين -الحوارنيوز خاص
"من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها".
لا أتكلم عن أمر حصل معي بل عن أمر سمعت عنه مراراً، والمؤسف عندما نراه ينبع أحياناً من حملة الشهادات وأساتذة جامعات ومدارس ومثقفين؛ ألا وهو التشهير عبر وسائل التواصل الإجتماعي من خلال إنشاء محادثات وهمية بنفس الشكل الأساسي لعدة تطبيقات منها ماسنجر وأغلبها ( واتساب) النسخة الأصلية، حيث يتم إضافة أشخاص إلى قائمة الدردشة وكتابة محادثة بين شخصين بنفس الإسم والصورة، وهناك تطبيقات عديدة بتسميات مختلفة تتميز بأنها مجانية مئة في المئة وتدعم مجموعات كبيرة من اللغات منها الإنكليزية والفرنسية والعربية.
وبما أن اللغة العربية موجودة بينهم فلا يتوانى بعض العرب عن إستخدام محادثات واتساب مزيفة بهدف التشهير بإنشاء سيناريوهات وهمية في غاية الإحترافية ومن الصعب جداً تمييزها عن الحقيقية.
ولا يحتاج هذا الأمر السيء إلى أي صلاحيات من التوصيل بالواتساب أو بأي شيء آخر ، هو يقوم فقط بإنشاء محادثة وهمية لتصويرها وإستخدامها، من أجل الأذية المقصودة والتشهير بدافع الدفاع عن النفس، وهذا الأخير هو حقٌّ شرعي كما يقال، لكن بهذه الأساليب يتحول من دفاع عن النفس إلى بهتان.
والأسوأ من كل هذا بعض الذين يفعلون ذلك ويعتبرون أنفسهم تربوا في مجتمعات إيمانية أو دينية فنراهم يستشهدون بآيات قرآنية على صفحاتهم كي يستعطفوا الناس من حولهم ويصدقوا بسهولة تلفيقاتهم.
هؤلاء يجب ألا يكونوا بمأمن من الملاحقة القانونية،ففي أغلب البلدان يوضع المُتهم بالتشهير والفبركة تحت طائلة العقوبات وفق أنظمة مكافحة الجرائم الإلكترونية التي تؤدي إلى السجن مع دفع غرامة مالية.
حتى إذا لم تكن فبركة وهي فعلا محادثة خاصة حصلت بين شخصين،فإن مجرد نشرها هو أحد أوجه التشهير وإقتحام الخصوصية بل هو عمل إجراميّ نظاماً وسلوكاً.
أما في لبنان!
فما أوسع خيال من يكتبون سيناريوهات تشبه المسلسلات العربية و المكسيكية لكنها وهمية. وما أوسع خيال من يكتبون رسائل إلكترونية وينسبوها لغيرهم.
أما إنسانيا !
فكلّ هذا ضد المنهج الأخلاقي لأن الشخص الذي يمتلك بعض الصفات الإنسانية لا يتحرك لسانه بالإساءة لغيره ولا يصدر عنه إتجاه الناس إلا كل الخير وكل سلام خاصة إحترام خصوصياتهم.
فما علينا كبشر إلا الإبتعاد عن الكلام السلبي الذي يؤدي إلى الحقد وإلى البغضاء. والرأي الآخر لا يعالج بالشتائم والتشهير إنما بالحكمة .
وإذا وقفنا من طلوع الفجر حتى مغيب الشمس ونحن نسبّ الخصم ونشتمه أو نلعنه هل نستطيع أن نجذبه إلينا !
حتما سنصل إلى نتيجة لا تُحمد عقباها !!!