كتب علي يوسف
تُدرك الادارة الاميركية ان دخول النفط الإيراني الى لبنان ليس عملية اجرائية مؤقتة أو تلبية لحاجة آنية ، وإنه هو بداية الدخول الاقتصادي للبنان في محور المقاومة بعد أصبح الأكثر فاعلية في هذا المحور على الصعيدين السياسي والعسكري …
وتُدرك هذه الادارة أن هذا الارتباط الاقتصادي سيصبح ارتباطا استراتيجيا ،ستكون له مفاعيله لمرحلة زمنية غير محدودة ترتبط بمستقبل المنطقة …..
وانطلاقا من ذلك تحركت السفيرة الاميركية بسرعة لمحاولة استكشاف إمكان ان يشكل تشكيل الحكومة وتأمين بعض التمويل إعاقة لهذه الخطوة، من دون ان يلغي مشروع إذلال اللبنانيين للوصول الى تحميل المقاومة مسؤولية هذا الاذلال وإشغال المقاومة في ازمة رفضها الشعبي ، وكل ذلك لمحاولة ارباكها وإراحة الكيان الاسرائيلي ..
ويمكن القول إن التحرك الاميركي الحالي في سباق عشوائي بين اتجاهين :
إما الضغط لتشكيل حكومة وتأمين بعض التمويل لإفشال مشروع استيراد النفط الإيراني، أو جعله خطوة مؤقتة على الاقل عبر تأمين رفض رسمي للاستمرار فيه وابراز عدم الحاجة اليه بفعل تأمين التمويلات اللازمة لتأمين المحروقات عبر قطر مثلا !!
وإما اعتبار استيراد النفط الايراني مشروع تحد ،وبالتالي اعادة عرقلة مشروع تشكيل الحكومة والدفع باتجاه مزيد من الازمات والفوضى والاحداث الامنية والاضطراب واستخدام كل الادوات المتوافرة لديها سياسيا وامنيا في سبيل ذلك …..
الأيام القليلة المقبلة ستبين لنا ذلك !
زر الذهاب إلى الأعلى