محمد صادق الحسيني
بعد سقوط عدد كبير من الولايات الأفغانية بيد حركة طالبان ، وتقهقر القوات الحكومية ، وكلاهما تحت رعاية واشنطن منذ سنين ، تحرك الرئيس اشرف غني على عجل الى شمال افغانستان ، وتحديداً الى مزار شريف عاصمة الشمال الافغاني التاريخية ، محاولا الاستعانة بالاوزبك والطاجيك لوقف زحف طالبان( الپشتون) نحو العاصمة من الشمال.
الصورة اعلاه ، بعد ساعة من وصول الرئيس الافغاني الى المدينة الاستراتيجية ، قادما من كابول ، وهو يجتمع الى كل من المارشال عبد الرشيد دوستم القائد التاريخي للاوزبك، والقائد الطاجيكي عطا محمد نور ، وتظللهما صورة الزعيم التاريخي الجهادي للطاحيك احمد شاه مسعود.
وعلم ان اشرف غني قد اصدر اوامره بعزل قائد هيئة اركان الجيش ، وتعيين اخر جديد، مطالبا في الوقت نفسه بتسليح الجماهير في الولايات ( نوع من الحشد الشعبي) لمواجهة الزحف الطالباني المدعوم اميركياً، رغم الظاهر المخادع للاميركيين ، والذي يحاول الايحاء بانه يريد السلام في افغانستان ووحدة وطنية للشعب الافغاني..!
الرئيس الافغاني الذي كان يتصور انه بدعم من الاميركيين يستطيع تقاسم السلطة مع غريمته الطالبانية ، منحنياً جانباً ، سائر القوى والاقوام الاخرى المكونة للنسيج الافغاني ، من طاجيك وهزارة واوزبك ، يجد نفسه اليوم مضطراً ، للاستعانة بهم ، وبقيادات افغانية جهادية تاريخية ، للافلات بما تبقى من حكم متهاو، لعله يستطيع البقاء في السلطة مدة اطول.
الجنرال عبد الرشيد دستم الذي يبدو انه كان متواجداً خارج البلاد ، شوهد صباح اليوم ينتقل من كابول التي وصل اليها فجرا ، وهو يستعد للوصول سريعاً الى مزار شريف ، وهو يصرح للصحفيين المحليين بالقول:
“لم تتعلم طالبان من دروس التاريخ .. سنهزمها في الشمال ونحبط مخططها للوصول الى العاصمة ، ولا يلومن احد المارشال عبد الرشيد دوستم ان بطش بالطالبان واباد قواتهم ..!”
بلاد الافغان التي كان اسمها نورستان
تقف اليوم على مفترق طرق:
اما الغرق في حرب اهلية،او النجاة منها بطرد تجار الحروب وسيدهم الاميركي المخادع .