الحوارنيوز – وكالات
تسجل القارة الأفريقية في بلدانها المختلفة أعلى نسب من الإصابات في فيروس كورونا عالميا، في وقت تبذل الدول المعنية جهودا جبارة للتخفيف من حجم الأزمة ومكافحة انتشار فيروس كورونا ومنع تحوله الى وباء مع تراجع القدرات المحلية.
أمام هذا الواقع، طالب المبعوث الخاص لشؤون فيروس «كورونا» في الاتحاد الأفريقي، سترايف ماسييوا، بدعم الدول الأفريقية لتصنيع اللقاحات المضادة للفيروس في القارة؛ من أجل تعزيز مكافحة الجائحة، التي حصدت أرواح ملايين الأشخاص على مستوى العالم.
ووفق تصريحات، نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أوضح ماسييوا خلال مؤتمر صحافي أسبوعي للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن “الهيئات جاهزة الآن لتسهيل إنتاج لقاحات ضد (كورونا) في أفريقيا”.
وأضاف: “نريد أن نوضح لجميع الموردين أنه إذا كنت تريد مستقبلاً طويل الأمد معنا الآن، فعليك أن تنتج من أفريقيا… نصحت رؤسائي أننا بحاجة إلى طاقة إنتاج الآن، فإذا لم تكن لدينا طاقة إنتاجية وظهرت المشكلة نفسها، فسنكون في المأزق نفسه”.
وأشار إلى أنه في الأسابيع القليلة الماضية، قام رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا وفريق الصندوق الأفريقي لاقتناء اللقاحات بإشراك الدول الأوروبية بشأن توصيل مادة اللقاح بدلاً من التبرعات، ولذلك وافق الأوروبيون على شحن مواد اللقاح إلى منشأتنا… نقدر هذه الخطوة لأننا نريد زيادة الإنتاج في القارة، لن نحل هذه الأزمة من خلال التبرعات، نحن بحاجة إلى الإنتاج في القارة.
وقال ماسييوا في تصريحات سابقة أن “حقيقة الأمر أن الاتحاد الأوروبي لديه مصانع لقاحات، ولديه مراكز لإنتاج اللقاحات في أنحاء أوروبا: لم تأت جرعة واحدة، ولم تأت قنينة واحدة من مصنع أوروبي إلى أفريقيا”. وأضاف أنه بدلا من ذلك، أحال الاتحاد الأوروبي أمر أفريقيا إلى الهند.
وأضاف ماسييوا “هناك الكثير من الأشخاص الذين تلقوا التطعيم، بحيث يمكنهم مشاهدة كرة القدم دون كمامات الآن. ليس هذا هو الوقت المناسب بالنسبة إلى أوروبا لفتح منشآت الإنتاج. نحن بحاجة إلى تلك المصانع الأوروبية – لا نطلب تبرعا”.
وفي مقابل تخلف الاتحاد الأوروبي عن مساعدة أفريقيا، تبدأ الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل في إرسال الشحنة الأولى من اللقاحات المضادة لمرض كوفيد – 19 التي تبرعت بها لأفريقيا.
وأعلنت إدارة الرئيس جو بايدن في الشهر الماضي أنها ستتبرع بنحو 500 مليون جرعة من لقاح فايزر المضاد لفايروس كورونا إلى البلدان المئة الأقل دخلا في العالم، وأنها لن تطلب شيئا مقابل هذه الجرعات.
وتحتاج أفريقيا بشكل عاجل إلى لقاحات كورونا، حيث أنه من بين إجمالي 700 مليون جرعة مقرر إعطاؤها هذا العام، يتوفر فقط 65 مليون جرعة في القارة.
وقال جون نكينغاسونغ، من المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها “تعلمنا درسا خلال العام الماضي، مفاده أنه لا يمكننا الاعتماد على الآخرين لضمان أمن التطعيم في القارة”.
وظهر بصيص أمل مع بدء الإنتاج في أفريقيا. واعتبارا من أغسطس، سوف تنتج شركة أدوية في جنوب أفريقيا مجموعه 500 مليون جرعة من لقاح جونسون أند جونسون في غضون عام وتوزعها في القارة وعلى دول الكاريبي.
وتدفع هذه الحالة عددا كبيرا من المستثمرين اللبنانيين والأجانب في الدول الأفريقية الى زيادة وتيرة المساهمات بمكافحة الفيروس كما ونوعا من خلال شراكة مع الدول المعنية بإنتاج اللقاح في أفريقيا وعلمت الحوارنيوز أن عددا من اللبنانيين بدأوا مشاوراتهم الأولية لتبيان الإمكانية القانونية والفنية لمثل هذا العمل “الجبار”.
يأتي ذلك في الوقت الذي سيبدأ فيه الاتحاد الأفريقي هذا الأسبوع توزيع 400 مليون جرعة لقاح من شركة «جونسون أند جونسون»، في إطار الصندوق الأفريقي لاقتناء اللقاحات؛ حيث تسعى القارة لتحصين 60 في المائة من سكانها بحلول عام 2022.
وبموجب قانون الصندوق الأفريقي، سيتم توزيع 6 ملايين لقاح هذا الأسبوع على 27 دولة دفعت بالفعل، بينما تقوم 18 دولة أفريقية أخرى بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقيات القروض مع البنك الدولي، لذلك يتوقع أنه بحلول نهاية أغسطس (آب) المقبل، ستكون 45 دولة أكملت شحنتها الأولى، وبعد ذلك ستقوم «جونسون أند جونسون» بالشحن من منشأة آسبن بمتوسط 10 ملايين جرعة بين شهري سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول) المقبلين.
في غضون ذلك، سجلت نيجيريا، صاحبة أكبر تعداد سكاني في أفريقيا، أمس حالة وفاة أخرى بسبب فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى 272 حالة إصابة جديدة في 9 ولايات بالبلاد، طبقاً لما ذكرته صحيفة «بريميوم تايمز» النيجيرية، أمس (الأحد).
وأشار المركز النيجيري للسيطرة على الأمراض في أحدث تقرير له في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى أن لاغوس تصدرت مرة أخرى قائمة الإصابات بتسجيل 182 حالة إصابة جديدة. وبذلك، يرتفع إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 0 17 ألفاً و895. وإجمالي حالات الوفاة إلى 2132. مع تسجيل حالة وفاة جديدة، السبت الفائت. ومن بين حالات الإصابة في نيجيريا 164 ألفاً و788 حالة خرجت من المستشفيات بعد العلاج.