كارول شبلي تويني – الحوارنيوز
ثلاثة امور باتت واضحة وثابتة اليوم:
الامر الاول هو ان طريق اللبنانيين باتت معبدة باتجاه الموت.
الامر الثاني هو ان مغتصبي الحكم في لبنان لن يرتدعوا ولن يتنحوا لكي يتمكن اللبنانيون من اعادة تكوين سلطتهم.
والامر الثالث هو ان المجتمع الدولي لن يساعد اللبنانيين ما لم يساعدوا انفسهم.
ما العمل اذاً ؟
هل نقف مكتوفي الايدي؟
هل نستمر في الانتظار؟
وماذا ننتظر بالتحديد؟
هل المطلوب الاستمرار في البحث عن بطل او قائد ملهم نلتف حوله لينقذنا؟
من الواضح ان هذا الامر لن يحصل. فسنة ونصف السنة مرت على ثورة اللبنانيين المجيدة ولم يظهر هذا البطل الى العلن.
وحيث ان الهزيمة والانكسار والانحلال اصبحوا مصيرنا اليوم،
وحيث ان الشعب اللبناني شعب شجاع، مقدام ومناضل شرس يرفض الاستسلام، يتعين علينا اذاً ان نبادر.
والمبادرة تبدأ اولاً بالعودة الى ذاتنا والبحث عن صفات البطولة المختبئة في قلبنا وضميرنا. وسيكتشف كل منا ان في داخله بطلا عزيز النفس، حرا وعاشقا لوطنه. بطل مترفع عن المصالح الشخصية، نزيه ومنفتح. بطل مبادر، متواضع وانساني. بطل يملك الوعي، يقول الحقيقة من دون احراج او خوف، ويؤمن بالدولة وبالقانون وبالمساواة. بطل ينطق بالحق والعدالة، يبغض المراوغة والخداع وجاهز ليشارك في اعادة بناء دولته واسترجاع هيبة مؤسساتها واستعادة كرامته الوطنية.
في الأمس انتصرت نقابة المهندسين على السلطة. فكيف يمكننا ان نستتبع هذا الانتصار وانقاذ انفسنا؟
يتم ذلك بالعودة اولاً الى الدستور، لأن الدستور سلاحنا وهو ليس فقط احكام تحدد كيفية ادارة الدولة، وانما هو حد من حدود السلطة عندما تتجرأ هذه الاخيرة على الاستبداد والطغيان.
وثانياً بالعودة الى الشارع حيث شكلت ثورتنا المعارضة الحقيقية التي اخافت السلطة المستبدة.
ليس مطلوباً من اللبنانيين ان يكونوا خبراء دستوريين، ولكن يلزمهم ان يكونوا ايجابيين وان يخرجوا من حالة الانتظار المحبطة والقاتلة ليفهموا دورهم في هذه المرحلة الصعبة.
زر الذهاب إلى الأعلى