المشهد الأميركي الساخر!!
كتب واصف عواضة:
مضحك الى حد الشماتة والسخرية، ذلك المشهد الانتخابي غير المسبوق في الولايات المتحدة الأميركية.لوحصل ذلك في أي دولة من دول العالم الثالث لقامت قيامة الإدارة الأميركية وأتحفت العالم بالدروس النموذجية في أصول الانتخابات والديموقراطية .
للوهلة الأولى يخال المتابعون لعمليات فرز الأصوات لانتخابات الرئاسة الأميركية ،والجدل الدائر حولها ،خاصة من لدن حملة الرئيس دونالد ترامب،أننا في واحدة من دول الموز.فالحديث عن التزوير والسرقة ودس البطاقات الانتخابية في صناديق الاقتراع وانتخاب الأموات ،كل ذلك يذكرنا بما كان يجري في عهود "الشعبة الثانية" في لبنان ،يوم كانت تستبدل صناديق الاقتراع بصناديق أخرى تحمل وجوها الى البرلمان غير تلك التي انتخبها الناس.
على مدى ثلاثة أيام ما يزال الجدل قائما حول الفرز في سبع ولايات ،فيما أنجز الفرز في 43 ولاية من الليلة الأولى.يطالب الجمهوريون بوقف العد في الولايات السبع ،بحجة أن البطاقات الانتخابية التي اقترع أصحابها بريديا بشكل مبكر، مشكوك بأمرها ،وهي جزء من مائة مليون صوت.
أمس الأول وقف محامي الرئيس ترامب رودي جولياني أمام الشاشات،وهو عمدة نيويورك السابق ، كواحد من زعماء المافيا ، موجها إتهامات للخصوم من شأنها أن تهدم أركان المصداقية التي طالما تمتعت بها دول الغرب في مجال نظافة الانتخابات.
تحدث جولياني عن تزوير في بنسلفانيا وميتشيغن ووسكنسون ونيفادا .قال بالحرف "إن فيلادلفيا مدينتي لديها سمعة سيئة تاريخية في مجال التزوير" .وقال أيضا "هناك مئات الآلاف من البطاقات الانتخابية دخلت الى عمليات الفرز ولم يراقبها أحد".وقال أيضا وأيضا "سنفضح فساد الحزب الديموقراطي ولن نسمح لهم بأن يسلبونا الفوز".
وأمس وقف الرئيس ترامب نفسه أمام الكاميرات في البيت الأبيض، وعلى طريقة "يا سامعين الصوت"، رافضا أن يجيب على أسئلة الصحافيين،فبدا كأي نائب في برلمانات العالم الثالث، ظلمته اللجان الانتخابية ،صارخا من أعماق نفسه:"أنجدوني ..إنهم يريدون إسقاطي"!
متعب كان دونالد ترامب في انتخابه عام 2016،ومتعب في ولايته المربعة التي أرهقت العالم،ومتعب اليوم في احتمال خروجه من السلطة.وهو متعب للأميركيين أنفسهم ولأميركا قبل أن يتعب العالم في قرارات هاميونية كشفت وجه أميركا البشع أمام التاريخ.
في الخلاصة ،سوف تحسم أميركا إسم رئيسها المقبل اليوم أوغدا أو بعد شهر..لكنها ظهرت في رداء مهترئ متهلهل ،فاقدة لما تبقى لها من مصداقية أمام العالم أجمع .لكن المؤسف أن أميركا التي تحاسب العالم كأستاذ مدرسة يحمل "مسطرة" في صفوف الحضانة ،لن تجد من يحاسبها .فهل تحتضر أميركا من الداخل كما يحتضر العالم جراء أفعالها ؟..
فلننتظر ونر!!