كتب د.أحمد عياش
تناقل الاطباء والمرضى اليوم انباء عن تمنع بعض المستشفيات عن استقبال المرضى لاغلبية الجهات الضامنة الخاصة اضافة لتعاونية موظفي الدولة. كما يتحدث الاطباء عن صعوبات جمّة تشهدها المختبرات الطبية والمستشفيات اذ يصعب تصليح الآلات التي تتعطل للتكلفة العالية الثمن. ولا يظنن احد اننا نعني المستشفيات الصغيرة بل الكلام يعني حتى مستشفيات كبرى.
صحيح ان بعض السفارات تحاول عرقلة طلبات الحصول على تأشيرات عمل للاطباء، الا ان هجرة الاطباء والممرضين تتكاثر كل يوم ،اذ تحولت قيمة معاينة الطبيب ولا تتجاوز في احسن الاحوال العشرة دولارات ،علما ان غالبية الاطباء المختصين يتقاضون 5دولارات للمعاينة في العيادة، بينما اتعاب الاطباء في المستشفيات تتأخر كالعادة لأشهر واحيانا لسنوات.
واذا اضفنا ان اتعاب الاطباء لدى الجهات الضامنة التي لم تُقبض منذ اكثر من سنتين ، خسرت من قيمتها عشرة اضعاف مع تدهور سعر الليرة ما يعني ان عمل الاطباء ذهب سدى.
المريض المتوتر الواصل الى العيادات او الى المستشفيات لا يعرف ان الطبيب تحول لمكسر عصا، بين حاجة المريض المحقة والانسانية للعلاج وبين تدهور احوال الطبيب المادية وبين المافيا الادارية التاريخية الظالمة لحقوق الاطباء في بعض او اغلب المستشفيات، وبين فقدان الادوية في الصيدليات ، ما يلزم الطبيب تغيير اسماء الادوية للمريض حسب الموجود .كما تحولت الصيدليات نفسها لمحلات لبيع العطور والحفاضات وفرشاة الاسنان ومقص الاظافر وما تبقى من الادوية في السوق.
الويل كل الويل لمن يصاب بحالة طارئة تستدعي الاستشفاء في هذه الايام ،لأنّ التكلفة باهظة تحت حجج كثيرة.
اما حكاية ان المستشفيات بنيت كعمل خيري للناس، فهذا ما يفضحه الواقع وما يستدعي تغيير اسماء بعض المستشفيات التي تبنت اسماء مقدسة ،اذ لا يليق بها رفض المرضى او سلخ جلدهم ماليا ،والا فما الفرق بينها وبين المستشفيات الاخرى الخاصة غير المقدسة وغير الالهية.
كارثة طبية وشيكة، حذر منها الاطباء تكرارا وكالعادة. فالقيمون على الدولة لا يسمعون غير اصوات احقاد الطائفية و اصوات رغبات زيادة المال والرأسمال وتثبيت نفوذ الاحزاب الحاكمة و الفاشلة في ادارة البلاد.
لا يعرف المرء ان كان عليه ان يتحسر او ان يشمت بالناس التي هي مستعدة في كل لحظة ان تدافع عن قاتلها وان تهاجم المدافع عن حقوقها.
ايام وتتوالى المآسي الصحية .
الافضل الانتباه والحذر وتوقي كل اشكال الحوادث الطارئة ،لأن تقبيل الايدي عند ابواب المستشفيات صار لا يُجدي.
وحده الطبيب يتعاطف مع المريض ،فلا تخطىء بحقه ايها المواطن الذي عليك ان تعرف تماما هوية من قهرك.
تحية للاطباء.