سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: الكبتاغون المهرّب الى السعودية سبب لمزيد من الخناق
الحوارنيوز – خاص
وسط ركود تام في حركة توليد الحكومة، وأمام مشهد تنامي الانهيارات والانقسامات السياسية والقضائية، برز أمس موقف للمملكة العربية السعودية أعلنت فيه وقف استيراد الخضار والفاكهة من لبنان وحتى مرورها عبر الأراضي السعودية، بسبب اكتشاف عمليات تهريب حبوب الكبتاغون المخدرة من لبنان بواسطة هذه السلع.
موقف المملكة لم أرفقته بتعليل جنائي يظهر الشركات والأشخاص المتورطين وما إذا كان جرى تعاون بين الجهات المختصة بين البلدين بهذا الشأن، أم أن هذا التعاون قد توقف مع خروج ما عرف بأمير الكبتاغون السعودي من لبنان!
-
صحيفة “النهار” حملت على السلطة والعهد على خلفية القرار السعودي وعنونت:” الانهيارات الى تسارع وصدمة جديدة سعودية” وكتبت تقول:” ليس غريباً ان يستجير اللبناني وهو يقف امام مسلسل الفضائح والصدمات اليومية التي يتلقاها تحت وطأة السلطة التي تخطت كل الأرقام القياسية للفشل والعجز والفساد والتفلت والتخبط، بشعر المتنبي “فصرت اذا اصابتني سهام تكسرت النصال على النصال”. بوتيرة مخيفة تزداد سرعة انزلاق لبنان الى مهالك تفتت المؤسسات وتفريخ أزمات متزايدة بوتيرة شبه يومية، فلا يكاد يمر يوم الا ويفتح ملف فضائي جديد، او تنفجر فضيحة إضافية، او تتعرض سمعة لبنان لمزيد من التشويه والهلهلة على نحو لم يسبق حصول ما يماثله حتى في حقبات الفوضى الشاملة وانحلال الدولة تماما خلال حقبات الحرب.
وقبل ان تبرد ملامح “المهادنة” التي غاب معها مشهد القاضية غادة عون عن يوميات اقتحامات عوكر لشركة مكتف لاضطرار القاضية المتمردة أخيرا الى المثول امام هيئة التفتيش القضائي، انفجرت فضيحة تهريب الممنوعات والمخدرات من لبنان الى أراضي المملكة العربية السعودية التي يبدو ان كأسها قد فاضت بعمليات التهريب هذه، فعمدت الى اتخاذ إجراء قاس وصارم فورا، بمنع ادخال كل أنواع الصادرات الزراعية اللبنانية والآتية الى المملكة من لبنان. الاجراء السعودي اتسم بدلالات بالغة السلبية على لبنان اقتصاديا ومعنويا وديبلوماسيا، اذ يشكل صدمة قاسية جديدة لعلاقات البلدين التي تأثرت تأثرا سلبيا عميقا في السنوات الأخيرة بسبب تعرض المملكة لحملات سياسية وإعلامية عنيفة من “حزب الله” متصلة بتورط الحزب عبر المحور الإيراني في حرب اليمن واعتداءات الحوثيين على المملكة. واذا كانت عمليات تهريب الممنوعات الى المملكة سواء من المعابر البرية اللبنانية – السورية او المعابر البحرية تفتح مجددا اخطر مسارب الخطر الاقتصادي والأمني التي تساهم في انهيار لبنان واقتصاده وما تبقى له من علاقات عربية وخليجية يمكنها ان تعين اللبنانيين على الصمود في أسوأ ظروف تطبق عليهم، فان سؤالا تردد فورا امس في الكواليس الديبلوماسية والسياسية حول ما اذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون سيبادر الى تحرك فوري ما لاحتواء تداعيات هذه الصدمة الخطيرة ام يتركها متجاهلا آثارها ؟ ما املى طرح هذا السؤال ان الرئيس عون فاجأ الجميع اول من امس بدعوته رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ووزيري الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية الى اجتماع استثنائي لمجرد ان نقل اليه ان القوى الأمنية استعملت الخشونة مع انصار غادة عون من التيار العوني بعدما أمعنوا اعتداء على املاك شركة مكتف. افلا يستأهل اذاً قرار دولة بحجم ومكانة السعودية وتاريخها مع لبنان اجتماعا طارئا لوضع الأجهزة الأمنية امام مسؤولياتها في وضع حد للتراخي والتواطؤ والفساد بعدما دفع اللبنانيون الاثمان الباهظة للتهريب الى سوريا والان يتهدد التهريب الى السعودية المزارعين اللبنانيين في كل المناطق ؟
فبعد اكتشاف كميات مهربة من مادة الأمفيتامين (المستعملة في تصنيع الكبتاغون) في شحنات من الخضر المتجهة إلى السعودية، أعلنت وزارة الداخلية السعودية “منع دخول إرساليات الخضر والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها بدءا من الساعة التاسعة من صباح (غد) الأحد، وذلك الى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الاجراءات اللازمة لايقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة”. وأشارت الوزارة الى أن خطوتها هذه تأتي في إطار “الحرص على حماية مواطني المملكة والمقيمين على أراضيها من كل ما يؤثر على سلامتهم وأمنهم”.
-
صحيفة “الجمهورية” عنونت:” تأكيد دولي: التعطيل داخلي .. أوروبا: نحضر العقوبات .. السعودية: رسالة سلبية” وكتبت تقول:” انّه زمن الجراد، جراد سياسي خبيث يفتك بالدولة ومؤسساتها، وضرره بشهادة العالم اجمع، وكذلك بشهادة ضحاياه اللبنانيّين في كلّ المناطق ومن كلّ الفئات، أكبر واكثر فداحة من ضرر الجراد الذي بدأ يغزو لبنان، وها هي اسرابه بدأت امس، بالتحليق بكثافة وتتناسل في مشهد مخيف في جرود عرسال وتنذر بإبادة أخضر الأرض ومزروعاتها. هو وجع فوق وجع، يسقط على دولة في ذروة تحلّلها؛ ملوّثة بطاقم حاكم قابض عليها، ومستوطن في قعر المسؤولية، مقدّماً، بوقاحة فاجرة، النموذج الأسوأ في التخلّي عنها وضرب أسسها وهيبتها ومعنوياتها، وتوسيخ سمعتها، وتفسيخ أركانها وإسقاط مؤسّساتها واحدة تلو الأخرى.
صراع مفتوح
امام هذا التلوّث والفجور الوقح الذي لا يبدو انّه سيقف عند حدود، صار السكوت على هذه الجريمة، وتمادي الطاقم الحاكم في خطف البلد وخنق اهله بالجوع والوجع والفقر، وحرمانهم من لحظة امان واستقرار وانتعاش صارت حلماً بالنسبة اليهم، بمثابة جريمة اكبر منها، وخصوصاً مع ما يُعدّ له هذا الطاقم وغرفه التخريبية من تحضيرات لدفع البلد من جديد نحو صراع مفتوح في كلّ الإتجاهات ومع كلّ الجهات، يتحرّك فوق رمال متحرّكة قد تبتلع بالكامل ما تبقّى من البلد، بل لا تبقي منه شيئاً.
وإذا كان تشكيل الحكومة يشكّل الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل نحو استعادة شيء من الاستقرار والانفراج السياسي والاقتصادي والنقدي، فإنّ هذا التشكيل على وجوبه، قد أُخرج من كونه أولوية لدى الطاقم المتحكّم بالدولة، حيث لا كلمة تعلو – بالنسبة اليه- على لغة الاشتباك، التي باتت كل اسلحتها السياسية مذخّرة و”مخرطشة” تمهيداً للصراع المقبل، تعبق بالحديث عنه مختلف الاوساط السياسية المحلية والخارجية، وتخشى مما يخبئ من منزلقات يهوي اليها البلد اكثر فأكثر.
مات التفاهم
يؤكّد ذلك، ما وقفت عليه “الجمهورية” من مطّلعين على خلفيات العلاقة العقيمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وخلاصته “موت اي امكانية لتفاهم بينهما .. والاستحالة القاطعة لتعايشهما تحت سقف حكومي واحد، وكل ما يحيط بهما وبتياريهما السياسيَّين يؤشر الى انّه لم يبق امامهما سوى الصعود الى ذروة التوتر والصدام”.
جمود .. وقلق
وسط هذه الصورة، يبدو الداخل اللبناني جامداً بالكامل. وتؤكّد مصادر سياسية ناشطة على الخط الحكومي لـ”الجمهورية”: “انّ كل الوساطات متوقفة، وكل المبادرات صارت على الرفّ، ولا حراك حكوميّاً في أيّ اتجاه، وذلك بعدما اصطدمت كل المحاولات بتفشيلها المتعمّد ممن يريد الحكومة على مقاسه وفي خدمة تياره السياسي”.
الحل بيد اثنين
الحل لهذه الأزمة العقيمة، وكما يقول مرجع مسؤول لـ “الجمهورية” “سهلٌ جداً، فهو بيد اثنين لا ثالث لهما، أي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، ففي يدهما، ان يقودا البلد في لحظة تعقّل الى الانفراج، وفي يدهما ان يقوداه الى الخراب، ولكن مع الأسف يبدو مع “العداوة” السياسية والشخصية التي تجمعهما، انّ الخيار الثاني هو المرجح حتى الآن”.
-
صحيفة “اللواء” نقلت عن مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة توقعها “ان تعاود الاتصالات والمشاورات بين الاطراف المعنيين بعملية التأليف في وقت قريب لبلورة صيغة الحكومة المرتقبة تمهيدا لولادة حكومة المهمة. وقالت انه برغم كل الأجواء الملبدة والمواقف الساخنة التي يتبادلها الاطراف ولاسيما الصادرة عن رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل من جهة ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جهة ثانية والتي بلغت ذروتها فيما قاله الاخير من روما متهما باسيل وحلفاءه بتعطيل تشكيل الحكومة، لاحظت المصادر ان هذا التصعيد، لا بد وان ينحسر في الاسابيع المقبلة بعد ان بلغ الذروة ولم يعد بالإمكان الاستمرار في وتيرة التصعيد نفسها من دون جدوى، وبعدما لم تنفع اساليب تعطيل تشكيل الحكومة ومحاولات تطفيش الحريري في تحقيق هذا الهدف. وتستند المصادر في توقعاتها بعودة الحرارة إلى عملية التشكيل مجددا الى جملة وقائع لا يمكن تجاهلها اولها الرسالة التي حملها المبعوث الاميركي دايفيد هايل الى رئيس الجمهورية مؤخرا وتضمنت الدعوة الى تسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية وفسرها البعض بانها رسالة اميركية واضحة الى العهد لوقف كل اساليب عرقلة تأليف الحكومة الجديدة. وقد قابلها عون بتجميد مرسوم اعادة تحديد الحدود البحرية الجنوبية، ما اعتبره البعض بمثابة تجاوب غير معلن مع المطلب الاميركي. الرسالة الثانية من حزب الله الذي طلب من جبران باسيل بأكثر من لقاء تجاوز المطالب وتسهيل خطى التشكيل. اما الرسالة الثالثة، فستكون خلال الزيارة التي يقوم، بها باسيل نهاية الشهر الجاري الى موسكو، وتردد انها ستكون مناسبة لتكرار موقف روسيا الداعي للإسراع بتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري من غير الحزبيين ولا ثلث معطلا لأي طرف فيها، ما يعني ضمنا ان كل المناورات لتبديل هذا الموقف في غير محلها. وتشير المصادر المذكورة إلى ان هذه الوقائع زادت من عزلة العهد وفريقه واضعفت هامش حركته الى الحدود الدنيا، بينما تعتبر التحذير الذي أطلقه نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بمثابة جرس إنذار يجب أن يؤخذ عل محمل الجد لأنه ليس من هباء. وتكشف المصادر النقاب عن اتصالات بعيدة من الاضواء تجري بشكل غير مباشر لإزالة كل الملاحظات على مبادرة الرئيس نبيه بري، باعتبارها تصلح كحل مقبول بين كل الاطراف وتثبيت صيغة الثلاث تمانات ومن دون حصول اي طرف فيها على الثلث المعطل، لافتة الى تقدم حصل بهذا الخصوص. ولكن برغم كل هذه المؤشرات لم تسجل اي إتصالات علنية تبشر بحلول حلحلة ما، في حين غادر الرئيس المكلف سعد الحريري بيروت مساء الى الإمارات العربية المتحدة.
وقالت مصادر متابعة لحركة الرئيس الحريري لـ”اللواء” ان الأمور مازالت على حالها والتعطيل معروف مصدره، مشيرة الى ان مبادرة الرئيس نبيه بري بتوسيع الحكومة الى 24 وزيرا من الاختصاصيين وبلا ثلث ضامناً لأي طرف، لم تتبلور بشكل كامل بعد، مع ان الحريري كان في جوها ووافق عليها لكن بري والحريري بانتظار موافقة الرئيس ميشال عون عليها لتتم مناقشة تفاصيلها. فيما تقول اوساط بعبدا ان المبادرة غير مكتملة والمطلوب من الحريري تقديم صيغة متكاملة متوازنة ليعطي عون رأيه فيها. وعلى هذا لا يزال حراك الرئيس بري متوقفاً.
اما في الاهتمام الخارجي بلبنان، فقد أكد المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمن الأوروبي بيتر ستانو، أن “العقوبات في حق مسؤولين لبنانيين متاحة ولكن لم يتم اتخاذ القرار بعد، مشدداً على أننا نفكر بعقوبات على من يعيق إيجاد الحلول بلبنان”. وأعلن ان “الحوافز والعقوبات تجاه لبنان لا تزال مجرد نقاشات داخلية”، مؤكداً أن قراراً سيتخذ بشأن لبنان قريباً لأن الوضع طارئ. وقال: نعرف الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني، وندعمه لكن سنكون صارمين مع المعرقلين.
بالتوازي، استبعد النائب ياسين جابر “وجود أي مخارج للملف الحكومي في الأفق، في ظل الفوضى المقلقة وتحلل الدولة وعدم اكتراث خارجي بعد فشل كل المحاولات أمام التعنت الداخلي”. وقال ان “المبادرة الفرنسية مطروحة لكنها اصطدمت بالتصلب الداخلي في المواقف”.
باسيل يصعّد!
ويضيف اليوم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تأزماً جديداً للمشهد، عبر ما يشبه المؤتمر الصحفي، يعقده عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، يتطرق خلاله إلى تأليف الحكومة، وأزمات ترسيم الحدود البحرية وقضية القاضية عون وغيرها.
وحسب بعض المصادر المتابعة، فإن القاضية عون كانت وضعت النائب باسيل في أجواء ما حصلت عليه من شركة مكتف، وما جرى معها منذ ان بدأت التحقيق بالقضية.