سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: السعودية تقدم مرشحها لرئاسة الحكومة ..ومخاوف على الأجهزة الأمنية بعد القضاء
الحوارنيوز – خاص
ما زالت المواقف السياسية المتصلة بتشكيل الحكومة ثابتة على عناد المعنيين في وقت يملأ فراغ الحكومة الفوضى والمزيد من الإنهيار على غير صعيد.
صحف اليوم استمرت بعكس التطورات كل بحسب موقعها السياسي من الملفات. صحيفة “الأخبار” نقلت كلاما عن لسان ولي العهد السعودي بأن المملكة تفضل نواف سلام على سعد الحريري، فيما سادت تساؤلات عن طبيعة الاجتماع الأمني الذي عقد في بعبدا وما إذا كان سيتسبب بإنقسام أمني بعد القضائي.
ماذا في التفاصيل؟
-
صحيفة “الاخبار” عنونت:” ابن سلمان: نواف سلام مرشحنا” وكتبت تقول:”الحكومة تغرق أكثر وأكثر. أما الرحلات الخارجية لسعد الحريري فتحوّلت إلى فولكلور يسعى من خلاله إلى إضاعة الوقت، علّ محمد بن سلمان يعطف عليه بلقاء. لكن بحسب المعلومات، فإنّ الأخير لا يزال مصرّاً على إسقاط لبنان من حساباته. وأكثر من ذلك هو لا يثق بالحريري لرئاسة الحكومة ويفضّل نواف سلام عليه
لم يجد الرئيس سعد الحريري بعد بديلاً من تضييع الوقت في زيارات خارجية يحمّلها أكثر مما تحتمل، منتظراً دعوة لا يبدو أنها ستصل يوماً. فالديوان الملكي السعودي أسقط الحريري من حساباته، حتى بدأ يتحدث عن البديل.
وبحسب ما نقل عن مسؤول عربي كبير زار السعودية أخيراً، والتقى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، طارحاً عليه ضرورة مساعدة لبنان للخروج من أزمته، رفض الأخير تقديم أي مساعدة للبنان، مشيراً إلى أن بلاده “دفعت 20 مليار دولار بعد عام 2005 في لبنان، وهي غير مستعدة لتكرار التجربة، لأن اللبنانيين يرفضون مساعدة أنفسهم”. وقال ابن سلمان لضيفه: “نحن لا نثق بسعد الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية، ومن يطمئننا نحن والأميركيين هو نواف سلام”.
كلام محمد بن سلمان عن دعم نواف سلام يمكن عطفه على كلام تردّد أن مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل قاله للرئيس نجيب ميقاتي على مائدة الإفطار، عندما زار بيروت. ونقل عن هيل قوله إن الأزمة في لبنان حادة إلى درجة أنها لا تُحلّ إلا باستقالة ميشال عون أو تنحّي سعد الحريري. ولكن بما أن استقالة ميشال عون غير ممكنة لأسباب شخصية وتاريخية، قد يكون الحل بتنحّي الحريري. عندها سأل هيل ميقاتي: لماذا لا تتولى أنت رئاسة الحكومة؟ إلا أن الأخير رفض ذلك. لكن عندما سئل ميقاتي عمّا نُقِل عن لسان هيل، نفى ذلك نفياً قاطعاً، محيلاً سائليه على الرئيس فؤاد السنيورة والنائب ياسين جابر اللذين كانا على مائدة الإفطار قرب ميقاتي وهيل.
بصرف النظر عن مدى صحة ما نقل عن هيل، فإن ذلك يتوافق مع ما يقوله كل من يلتقي مسؤولين أميركيين وعرباً وأوروبيين. فهؤلاء يؤكّدون أن لا أحد يتمسك بسعد الحريري إلا الفرنسيين والمصريين. والأخيرون سبق أن عبّروا عن ذلك بإلغاء زيارة الرئيس حسان دياب إلى القاهرة، بالرغم من الاتفاق عليها. كما عبّروا عن ذلك عندما زار وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت وتجنّب زيارة السرايا الحكومية، بالرغم من العلاقة التاريخية بين مصر ورئاسة الحكومة اللبنانية، والتي تعود إلى عام 1943.
بالعودة إلى الحريري، الذي لا يزال عاجزاً عن سلوك دروب قصر بعبدا، فقد طمأن إلى أن رحلاته الخارجية ليست سياحية، مشيراً إلى أن “ما أقوم به اليوم هو استباق لتشكيل الحكومة، وحين أشكل الحكومة أباشر فوراً بالعمل وأكون قد تحدثت سلفاً مع كل الأفرقاء الذين سيأتون إلى لبنان، وحينها نتمكن جميعاً من النهوض بلبنان”.
-
صحيفة “الجمهورية” عنونت:” البابا يرهن زيارته الى لبنان بالتأليف ومخاوف من الامن بعد القضاء” وكتبت تقول:” تحوّل الاشتباك السياسي الى جزء من يوميات اللبنانيين، ولم يعد مهماً بالنسبة إليهم عنوان هذا الاشتباك او من يقف خلفه، إنما متابعة التوترات المتنقلة من ملف إلى آخر بعيداً عن اي اهتمام بطريقة معالجة أساس المشكلة المتمثلة في الأزمة المالية التي لا يمكن معالجتها سوى عن طريق تأليف حكومة، فيما الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري تجاوز الحدود اللبنانية هذه المرة وتطايرت الرسائل والحملات بين القصر الجمهوري والفاتيكان التي زارها الحريري والتقى فيها قداسة البابا فرنسيس في مؤشّر واضح الى ان المسألة تتجاوز “القلوب المليانة” إلى استحالة التعاون المشترك لإنتاج حكومة قادرة على قيادة البلد وإخراجه من المأزق الذي هو فيه.
لم تمر زيارة الحريري للفاتيكان بردا وسلاما على العهد الذي اعتبر ضمناً ان الرئيس المكلف التقى بالمرجعية الكاثوليكية في العالم في الوقت الذي كان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قد وجّه رسالة إلى الدوائر الفاتيكانية من خلال السفارة البابوية في لبنان، ولكن اللقاء حصل مع الحريري لا باسيل الذي حاول الالتفاف على الزيارة من خلال ثلاث خطوات-هجومات:
ـ الخطوة الأولى تمثلت في اللقاء المفاجئ لباسيل مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وما رافقه من تسريب مناخات إيجابية عن هذا اللقاء وتحميل الراعي مواقف مؤيدة لوجهة نظر باسيل، والهدف من ذلك توجيه رسالة مزدوجة إلى الفاتيكان عشية لقاء الرئيس المكلف مع البابا مفادها انّ العلاقة بين بكركي وبعبدا جيدة خلافاً للأجواء السائدة، وان الحريري يسعى الى مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني، في محاولة لتحريض الفاتيكان على الحريري وإجهاض مفاعيل زيارته.
ـ الخطوة الثانية تمثلت في توتير الأجواء السياسية من خلال المواجهة التي قادتها القاضية غادة عون بهدف نقل التركيز من زيارة الحريري للفاتيكان إلى الاشتباك السياسي الداخلي.ـ الخطوة الثالثة تتعلق بالاشتباك المفتعل مع الحريري بتوصيف زيارته بأنها سياحية الطابع لاستدراجه إلى اشتباك يُنهي مفاعيل هذه الزيارة ويَحرف الأنظار عن نتائجها ويعيد ترتيب الأولويات في الأحداث السياسية، فيتقدّم الاشتباك بين العهد والرئيس المكلف على زيارته الفاتيكانية.
التوتير سيّد الموقف
وقالت مصادر متابعة لـ”الجمهورية” ان كل هذا الجو يؤكد المؤكد وهو ان لا حكومة في الأفق، وانّ التوتير سيبقى سيِّد الموقف، وان البحث عن مخارج أخرى يجب أن يبدأ قبل ان يدخل لبنان في محظور رفع الدعم الحتمي في ظل غياب القدرة على توفير البدائل او الدعم الخارجي المطلوب للبطاقة التموينية. فالمشهد الحكومي مقفل، والاشتباك السياسي يتواصل فصولاً، والوساطات الحكومية مجمّدة، والمساعي الخارجية لم تنجح حتى اللحظة في تحقيق الاختراق المطلوب، والانهيار تتسارع وتيرته، والناس ضحية مطرقة الاشتباك السياسي الذي يأخذ أكثر من وجه وشكل، وسندان الأزمة المالية المفتوحة على الأسوأ.
-
صحيفة “النهار” عنونت:” البابا للحريري: حقوق جميع اللبنانيين وليس المسيحيين” وكتبت تقول:”ارتاح اللبنانيون أمس من مسلسل “الكسر والخلع” الذي تمادى قرابة أسبوع مفجرا ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ “الممارسات” القضائية في انتظار ما سيقوم به التفتيش القضائي لجهة بت وضع القاضية غادة عون بعد مخالفتها لقرار كف يدها عن ملفات كانت تتولاها وإمعانها في تحدي قرار مجلس القضاء الأعلى. واذ انتقل الحدث اللبناني بكل دلالاته رمزيا ومعنويا الى الفاتيكان حيث طبعت لقاءات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بطابع بالغ الأهمية في هذا التوقيت ومن حيث المضمون الذي عكسه اجتماعه مع البابا فرنسيس ومن ثم مع كبار المسؤولين الفاتيكانيين، بدا صعبا على العهد وتياره السياسي “هضم” هذا التطور البارز وتركه يمر من دون تشويش. وهو الامر الذي ترجم أولا في تسريبات نسبت الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مواقف في لقائه مع النائب جبران باسيل مساء الأربعاء تبين انها غير صحيحة. اما الإشارة الأخرى فبرزت مع تدبير اجتماع امني على عجل في قصر بعبدا لم تنجح التبريرات التي سيقت حول مدى إلحاحه في حجب محاولة حرف الأنظار عن لقاءات الحريري في الفاتيكان.
بذلك احتلت زيارة الحريري لروما بشقيها الفاتيكاني والإيطالي الواجهة الداخلية مجددا ولو ان المواقف المعلنة للحريري من هناك ابرزت مجددا المدى العميق لازمة تشكيل الحكومة التي شغلت معظم المحادثات التي اجراها مع البابا والمسؤولين الفاتيكانيين والإيطاليين. وابرز الخلاصات التي انتهت اليها الزيارة عكست عمق القلق والاهتمام لدى الفاتيكان حيال لبنان خصوصا عبر الموقف البارز الذي نقله الحريري عن البابا لجهة تأكيد عزمه زيارة لبنان وانما بعد تشكيل الحكومة الجديدة بما ينطوي عليه هذا الموقف من تحفيز للقوى اللبنانية على تحمل مسؤولياتها الانقاذية .
ولم يخف الفاتيكان علنا هذا البعد اذ اعلن مدير المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي ماتيو بروني أن البابا التقى على انفراد بالرئيس المكلف سعد الحريري وإن اللقاء استمر حوالي 30 دقيقة، “وقد رغب البابا مجددا في تأكيد قربه من شعب لبنان، الذي يمر بلحظة من الصعوبة الشديدة وعدم الاستقرار وذكر بمسؤولية جميع القوى السياسية في التزامها بشكل ملح بما يعود بالنفع على الوطن”. وأضاف أن البابا فرنسيس أكد من جديد رغبته في “زيارة البلاد بمجرد أن تكون الظروف مؤاتية “.