د.أحمد عياش
اجتهد كثيرون في تحليل الواقعة العسكرية التي حصلت البارحة بين العدو الاصيل والجيش العربي السوري ،واحتار الخبراء العسكريون بهوية وشكل وانتماء الصاروخ اللطيف الذي سقط قرب مفاعل ديمونا.
مما لا شك فيه ان ذلك الصاروخ أطلقه الرئيس فلاديمير بوتين من روسيا الفدرالية باتجاه أوكرانيا، ليصيب من يقف خلف الحدود الاوكرانية ليسقط في المكان الصحيح كرسالة واضحة لمن يحشد في البحر الاسود ولمن يجد في الرئيس الروسي قاتلا .
رسالة الصاروخ واضحة ارادت عبره القيادة الروسية ان تحذر من يهمه الامر ان لها حلفاء في كل مكان، وان باستطاعتها غض النظر عن نواياهم وعن سلوكهم، فمن اراد اللعب عند الحدود عليه ان يعرف ان الروسي يلعب بلا حدود.
في حرب 2006، حاولت اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية اللعب في جورجيا (ابخازيا-ازمة كودوري-اوسيتيا) ما جعل القيادة الروسية تسمح بتمرير صواريخ كرونيت للمقاومة في لبنان لايقاف زحف ارتال الدبابات الاسرائيلية.
سام 5 او فاتح 110، لا يمكن ارتجال حرب من دون غمزة عين من القيادة الروسية لحلفائها المتعبين والمنهكين.
هذا الاحتمال لا ينفي ولا يلغي التقدير والتهنئة لمن اطلق الصاروخ في الاتجاه الصحيح ولو متأخرا جدا ،عسى الا يكون الصاروخ البعيد المدى الوحيد ،كما يفضل الا يكون الصاروخ كرد فعل على غارة اسرائيلية ، بل الاصوب المبادرة في القصف ولو لمرة واحدة، فالعقل الاسرائيلي العسكري لا يحب المفاجآت لأنها تزعزع كيانه ووجوده، وتظهر ان اسرائيل ليست ارضا آمنة ليهود العالم…
توازن الرعب هو الحل الامثل مع العدو الاصيل.
زر الذهاب إلى الأعلى