د.أحمد عياش
كلام قائد الجيش تحذير واضح وانذار أوّل ومحاولة ناجحة للتمهيد لعمل انقاذي آت لا محالة.
لا حل سياسيا بين متناحرين ماليين ومصرفيين واقتصاديين وتجار واتباع سفارات و خدم ولاءات مختلفة .
كأن الصدام بين الدولة المالية العميقة المحلية ومصالح الدول المالية العميقة الاجنبية قد تأجل او تمت تسويته في الظلام.
معركة اسقاط مأرب ليست عابرة، انما هي مدخل لهزائم متتالية لمملكة ولإمارات يبدوان وكانهما قد تأخرا عن سداد ما يجب دفعه للولايات المتحدة، فوجب تأديبهما عسكريا ما جعلهما يضغطان على خاصرة الصمود والتصدي التي تؤلم اكثر لعلهم يمنعون الهزيمة.
ما عدنا نفهم ، من تدعم امريكا هناك؟!
لا وجود لمعارضة في الدول العربية او العالمثالثية، المعارضة مجزأة وتتبع شعارات مختلفة ومتناقضة.
كما السلطة احزابا متنافرة، كذلك المعترضون ضدها، مجموعات لا يجمعها شيء.
لا سلطة واحدة وموحدة ولا معارضة متجانسة.
كتب على السلطة الفشل كما كتب على المعارضة عدم النجاح.
كلام قائد الجيش تحذير واضح وانذار أوّل . الضعف في كلامه، نقمته من اجل رواتب الجند والضباط اكثر منه لوم وعتب وتوعد للصوص الادارة ولخونة الاقتصاد والمال.
هل في البلاد قضاء ومدعون عامون ما يكفي للمواجهة؟
هل قادة المؤسسات الامنية بعيدة عن سؤال من اين لك هذا،والناس في القرى ترى بأم العين ثروات هذا وذاك؟.
هل لدينا عسكر عقائديون ام نحن نعلم ان من يلتحق بالامن انما يبحث عن وظيفة تحميه وتحفظ كرامته ،فإن فقد الراتب قيمته فكر بترك المهمة والهجرة؟.
ربما علمناه الدفاع عن دولة بدل ان نعلمه الدفاع عن الوطن ،او ربما بفطنته انتبه انه يخدم دولة فاشلة ولا يضحي من اجل وطن يحبه فارتبك وقرر الاعتزال.
الفرق بين تنظيمات عقائدية وبين مؤسسات امنية ان عناصر التنظيمات يؤمنون بصوابية مهمتهم ويسترخصون ارواحهم من اجل القضية والمبدأ والعقيدة، ومجانا بينما عناصر المؤسسات الامنية في الدول يدركون مع الممارسة انهم مأمورون في وظيفة ليعيشوا لا ليموتوا، فهم اذكى من ان يفنوا عمرهم من اجل وهم.
صعب جدا ان تجد نفسك موظفا ،مهمتك حماية مدير يسرق امام عينيك رغيف خبز اهلك، وعليك ان تحميه من غضب اخوانك.
كلام قائد الجيش تحذير واضح وانذار أوّل أن على السلطة السياسية ان تستيقظ بسرعة قبل ان يضطر لقول “كفى” ،ربما بحكومةعسكرية، ربما بالسماح لنهضة حكومة ثورية، ربما بترك مغامرين يقومون بمهمة عجز عنها ابطال آخرون.
من لم يفهم ما قاله قائد الجيش عليه ان يستدرك، فليس من عادة قادة الجيوش المزاح عندما يجدون البلاد في عين الخطر وفي قلب العاصفة والانفجار.
تحية للشرفاء اينما كانوا.
زر الذهاب إلى الأعلى