شباط (الكنّاس) في مواجهة الزبّالين!
كتب طارق مزرعاني – الحوارنيوز
شباط … أحبّه شهر مميّز: بقصر أيامه بتقلّباته وتنوّعه فهو شهر وسطي بين الشتاء والخريف من جهة والربيع والصيف من جهة أخرى فنجد فيه ملامح من هذه الفصول الأربعة، هو لا يهدأ على طقس واحد فلا نشعر فيه بالملل، ويأتي بعد عناء الشتاء فتبدأ فيه الأيام المشمسة فيقولون "شباط مهما شبّط ولبّط ريحة الصيف فيه"، ويقولون "فلان متل شباط ما إلو رباط " أي دائم التقلب
ويقولون "شباط شهر الزلازل والعيطات"، ويقولون "شباط اللبّاط".
وإذا جاء شباط بلا عواصف ورعود ولم يمت فيه أحدٌ من كبار السن يقولون: "شباط شبّط وما لبّط" ،
ويتّهمونه أنّه يتآمر مع آذار فيقرضه بضعة أيام لكي يُكمل على ما تبقّى من العجائز، وهذه الأيام يسمّونها"المستقرضات" …
وكلمة "شباط " على الأرجح من (شَبَط )السريانية بمعنى "كنّس " لِما يحدث فيه من عواصف تُكنّس الأرض ومن عليها،
ولا يزال عامة الناس عندنا يسمّون المكنسة الخشنة والسميكة القش:" مشبطة" وهي تسمّى أيضاً "مقشّة" .
وهذه بعض الصور من وادي الملّول وهو امتداد لوادي السلوقي ووادي الحجير يبدأ من خراج بلدات حولا وميس الجبل وشقرا بجوار قلعة دوبيه و يصل حتى مشارف عيترون ماراً من الجهتين بأراضي برعشيت عيناتا وكونين من الغرب وبأراضي بليداومحيبيب من الشرق …
وهو بالتالي يفصل بين قضاءي مرجعيون وبنت جبيل …..
وقد سرقنا نزهةً في الطبيعة التي تسير على طبيعتها وتقول للبشر عودوا الى طبيعتكم
ولكن البشر تركوا الطبيعة فتلوثوا بالأمراض والأوبئة والحروب وشوّهوا الطبيعة بالكسّارات وزجاجات البلاستيك وباقي مظاهر التطور الذي يحمل في داخله مقتله….
انه بكل بساطة شباط الكناس النظيف الجميل في مواجهة سنوية مع الزبالين، أي رماة الأوساخ والزبالة في كل أنحاء الطبيعة التي اكتشفنا مؤخراً أنها دواء للكثير من الأمراض والجائحات القاتلات.