مبادرة فرنسيّة متحورة.. والتيار الحر يبشر بالفصل السابع
حسن حدرج -الحوارنيوز خاص
بات واضحا أن لا حكومة ستؤلّف بالاتّفاق بين الفرقاء اللبنانيين من دون تدخّلات خارجيّة، و أنّ الحلّ لن يخرج من بيروت وحدها دون اللّجوء الى فرنسا ومبادرة رئيسها.
عشاء عمل جمع الرّئيس المكلّف سعد الحريري مع ماكرون البارحة في باريس ،تمّ خلاله تناول الملفّ اللّبناني و تطوّره و بعض الملفّات الاقليميّة، والظّاهر أن الرئيس ماكرون مصمم على متابعة مبادرته وحلحلة عقبات تشكيل حكومة لبنان الانقاذيّة.
لقد سلّم اللبنانيون بإجماعهم على أن أزمة الحكومة باتت بحكم المدوّلة والمعرّبة، فقد تحدث عنها صراحة رئيس لجنة المال والموازنة عضو قيادة التيار الوطني الحر في أكثر من مناسبة، وذهب في مقال له في صحيفة النهار بتاريخ ٢ شباط الجاري إلى حدّ تبشير اللبنانيين بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وبموازاة التعطيل الداخلي الممنهج والمترافق مع حديث كنعان عن التدويل والفصل السابع، فقد ظهر الى العلن بعد لقاء ماكرون -الحريري أن هناك مسعى لتجديد المبادرة الفرنسيّة إنطلاقاً من معطيَيْن:
الأول العمل لتليين موقف المملكة العربية السعودية تجاه الرئيس الحريري شخصياً، والتقليل من الشروط التعجيزية التي تضعها أمامه كمدخل "للتفكير" في عودته إلى رحاب المملكة!
والثاني معالجة بعض الاختلافات الداخلية بشيء من تدوير الزوايا، على الطريقة اللبنانية.
وبحسب بيان لمكتب الحريري "فقد تناول اللقاء الذي دام ساعتين مساعي الرئيس الحريري لترميم علاقات لبنان العربية وحشد الدعم له في مواجهة الأزمات التي يواجهها، إضافة الى جهود فرنسا ورئيسها لتحضير الدعم الدولي للبنان فور تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي وإعادة إعمار ما تدمر في بيروت جرّاء انفجار المرفأ في آب الماضي". وقد "بحث الرئيسان الحريري وماكرون في الصعوبات اللبنانية الداخلية التي تعترض تشكيل الحكومة وفي السبل الممكنة لتذليلها".
وفي انتظار ما سيحمله المسعى الفرنسي، رصدت بعض المعطيات التي تندرج تحت قائمة الاحتمالات لا أكثر، منها يقول إن الحلّ سيكون في رفع عدد الوزراء من 18 الى 20 وزيرا، وأخرى تقول إنّ فرنسا ستسمّي وزيرين للعدل والدّاخليّة يوافق عليهما رئيس الجمهوريّة والرّئيس المكلّف.
وتضيف معلومات خاصة للحوارنيوز أن فكرة تسمية فرنسا لوزيري العدل والداخلية لم تلق ترحيبا من الرئيس ميشال عون، الذي أعرب عن عدم ممانعته تعيين وزيرين مستقلين بالتوافق مع الرئيس المكلف.
لا أجواء ايجابيّة حتّى الان في موضوع تشكيل الحكومة بإنتظار ما سيحمله خطاب الرّئيس الحريري في ذكرى اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري، وما سيصرّح به عن اجتماعه بالرّئيس ماكرون و الحلول التي طُرحت على الطّاولة.
وسيكون على اللبنانيين إنتظار الخطاب المتلفز للسيد حسن نصرالله في ١٦ شباط لمناسبة ذكرى القادة الشهداء… و الى حين تحرّك المبادرة الفرنسيّة المتجدّدة أو المتحورة، تبقى أحوال البلاد معلّقة اذ لا حلول ولا دعم خارجي و لا حتّى مشاريع من شأنها دفع الركود الاقتصادي و لو بقليل الا بوجود حكومة تحمل الثّقة الدّوليّة قبل الثّقة اللّبنانيّة.