قبل ساعات من تسلم بايدن: بكركي لاستئناف المبادرة الحكومية.. ولا غطاء فوق رأس فاسد
كتب محمد هاني شقير
ساعات قليلة ويخرج الرئيس الاميركي دونالد ترامب من البيت الابيض ليحل مكانه الرئيس جو بايدن،فيما الأطراف السياسيون في لبنان ينتظرون تلك اللحظة لينشطوا مبادراتهم السياسية بغية تشكيل حكومة جديدة.
وفيما يشهد لبنان واحدة من أعقد أزماته على الاطلاق جراء تمسك الطبقة السياسية، بالنظام القائم وعدم استعداد أي طرفٍ وازن منها للانخراط في عملية تغيير حقيقية في بنية النظام وهيكليته التي نخرها الفساد، فإن الاتجاه لدى هذه الطبقة مستمر لجهة اعادة تعويم نفسها من جديد. لذلك فان هذه القوى لا ترى بديلاً من تشكيل الرئيس سعد الحريري لحكومته على أن يجري توزيع حقائبها بما يناسب جميع الأطراف الفاعلين.
وفي هذا السياق فإن مبادرة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لم تتوقف لجهة تأمين ظروف سياسية ملائمة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري. غير أن الفيديو الذي تسرب من القصر الجمهوري عرقل مسيرة تلك المبادرة ولم ينهيها. فالبطريرك بحسب المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، "لم يوقف اتصالاته في هذا الشأن وهو استمر بالتواصل خارجيًا وداخليا لاعادة الروح لمبادرته بغية تشكيل حكومة انقاذ وطوارىء تكون مع لبنان وشعبه ويكون وزراؤها من الاختصاصيين واصحاب رؤية وحلول ومن غير الحزبيين. واعتقد انه من واجب كل الاطراف دعم وتغطية هكذا حكومة متجردة. فلبنان يقوم على أحزاب سياسية وطائفية لا يمكن القفز فوقها وربما هي توافق على حكومة لا معها ولا ضدها انما مع لبنان. إن الغرب يعرب عن استعداده لدعم لبنان ومساعدته للخروج من أزمته الاقتصادية، ولكن القناة الطبيعية لهذا الدعم تكون عبر تشكيل حكومة موثوقة يرضى عنها الشعب اللبناني قبل الأحزاب."
ولبنان بحسب غياض "لم يعد يحتمل تصدعات وكوارث؛ فبعد كارثة المرفأ الزلزال جاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلة، هذا فضلاً عن الازمات المتعددة التي تصيب بلدنا ،إن لجهة اقفال مئات المؤسسات أبوابها وتحول العاملين فيها الى مشردين بلا عمل، وإن لجهة نضوب السيولة من العملة الاجنبية وانعكاسها على المودعين اولاً وعلى جميع اللبنانيين ثانيًا؛ أفليس لبنان قادم على ما يسمونه رفع الدعم عن الدواء والطحين والمحروقات؟ من يستطيع وقف هذا الانهيار إن لم تتشكل الحكومة أمس قبل اليوم يتساءل غياض"؟
الاتصالات جارية بغية عقد لقاء مصارحة بين الرئيسين عون والحريري. فلبنان وشعبه يستحقون التضحية من أي نوع كانت؛ شخصية وعامة ولبنان أكبر من الجميع. لذلك يتوقع غياض أن تسفر المشاورات التي يجريها سيد بكركي عن عقد لقاء صريح بين الرئيسين تسيطر عليه الروح الوطنية ومصلحة لبنان العليا، ولنسمّه لقاء غسل القلوب، ولا يخرجا منه إلا وبشائر تشكيل الحكومة باديةً في ملامحهما ليزف حينها الرئيس الحريري خبر الوصول الى خواتيم نهائية تفضي الى تشكيل حكومة انقاذية شعارها العمل ثم العمل بما يخدم هذا البلد وشعبه المعطاء".
وحول الأنباء التي تحدثت عن تبلغ لبنان رسميًا طلبًا من جهات عليا في الاتحاد الأوروبي وسويسرا لتقديم مساعدة قضائية في تحقيق جارٍ حول ملف تحويلات مالية تخص حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وموقف سيد بكركي منه، قال غياض: بكركي لا تتدخل في ملفات قضائية، ولو انها تنادي بالعدالة والانصاف على الجميع وللجميع. مع الأسف لقد اطلقوا قصة تقول ان غبطة البطريرك وضع خطوطًا حمر لحماية هذه الشخصية أو تلك. إن بكركي مع محاسبة جميع المرتكبين ولكن جميعهم، وعدم حماية أي منهم وتحت أي مسمى كان، وفي الوقت عينه عدم استهداف اي شخص او اية مؤسسة او مجموعة ليكونوا كبش محرقة. فنحن مع محاكمة الفاسدين ولا سيما أن هناك أشخاصًا محسوبين علينا جرت محاكمتهم فيما تمنع آخرون عن ذلك. علمًا أن الفساد أصبح هيكليًا داخل جميع مرافق ومؤسسات الدولة. فالسوس ينخرها وهو قاب قوسين أو أدنى من تدميرها عن بكرة أبيها. فليحاكم كل من سولت له نفسه سرقة ونهب المال العام، مهما علا شأنه، وهذا حق وملك للشعب اللبناني وحده."