كادوا ان يكونوا انبياء..
كتب د.أحمد عياش
يتساقطون على الجبهات دفاعا عن الناس، يقاتلون من دون سلاح،يعاندون ملاك الموت ويقتحمون الامجاد.
في كل مساء .
في كل مساء يودع بطل اهله، يقبل اطفاله، يلوّح بيده للوطن مبتسما، يرفع شارة النصر وينام.
تبدلت الاسماء.
تبدلت الاسماء والعناوين، توزعت الاجساد ، زرعتها الناس في ارضها في الصيف وفي الشتاء، روتها السماء، كادوا لولا ثبوت مقولة خاتم الرسل ان يكونوا انبياء.
تعرفهم من وجوههم ، من عيونهم ، من تعبهم، من رقة قلوبهم، من مصباح كهربائي عتيق معلق في بيت اهلهم و في غرفة طلبة الجامعات…
ينزفون علما كالقلم.
تعرفهم من كتاب .
آثار سهرهم محفورة كتجاعيد حول عيونهم واثار سهرهم محفورة على عتمة ليل بلاد نهبوا مالها وارضها وعزها وكرامتها واليوم يسرقون صحة الناس.
وحدهم امتطوا الجياد و رفضوا ان تباع وان تشترى الارواح.
يقاومون دفاعا عن صحة الناس.
انهم خط الدفاع الاول والاخير قبل الرحيل.
يسكنون الحد الفاصل بين نبض القلب وصمته الابدي.
يسكنون الحد الفاصل بين الموت والحياة.
انهم كهنة السماء الحقيقيون.
انها اسياد الغيب الاصيلون.
تعرفهم من ثوبهم الابيض .
عملهم صلاة.
لا ابيض من بياض قلوبهم ولا انعم من لمسات ايديهم.
غيرهم ينشر الحرب وهم ينشرون السلم والرضى والحياة.
عند كل مساء.
عند كل مساء تطوي الاقدار حكاية فارس نجح بأكثر من مئة اختبار وبألف امتحان وتعلم اكثر من لغة ليحكي ولينقذ كل الناس.
ليقول لكم بكل لغات العالم:
سلامتكم فرحنا يا ناس.
صباح الانوار،تعرفهم من كتاب.
تعرفهم من كتبهم واقلامهم واختامهم و اوراقهم المنثورة على المقعد الخلفي في سياراتهم ،وتعرفهم من ابتساماتهم ان قهرتك الآخ والآه وتعاقبت عليك الويلات وبقيت وحيدا على سرير ليس لك احد غير الجدران والآلام والذكريات ، بعد ان ابتعد عنك الاهل والاحباب وتركوك بأيد امينة يحبها الاله.
انهم الايدي الامينة التي يحبها الاله.
تجدهم في غربتك الصحية، عند سريرك الجديد المغطى بشرشف ابيض وسط الأمصال وعزف الآلات وخفقات القلوب الخائفة ودمعات العيون، يقفون بقربك، يشدون على يدك، يمسحون جبينك ويهمسون لك:
لا تخف نحن هنا لننقذك بعون الله.
اذكر الله.
قل الحمدلله.
انهم.
انهم لولا ثبوت مقولة خاتم الرسل ،مَن كادوا ان يكونوا انبياء.
قولوا !
حيّوامعي يا ناس:
عاش الحكماء.