رهاب غير مبررعند دفن ضحايا كورونا
د.أحمدعياش
ساهم جهل منظمة الصحة العالمية و العلوم الطبية العالمية بأسرار الفيروس عند بداية الجائحة الى اخذ احتياطات مفرطة غير مبررة اليوم بما خص دفن المتوفين من جراء الفيروس.
اختلطت الامور بين ذكريات الناس قديما عن الجذام والطاعون والكوليرا والانفلونزا الاسبانية وبين فيروس معروف الهوية والانتماء انما مجهول المضاعفات مع الزمن لحداثته.
فيروس الكوفيد لا يحمل منشارا بعد موت المريض ،ليخرج من الجسد ليخرق الكفن وكيس النايلون وخشب التابوت.
الفيروس يسكن رئتي المريض وينجح بالعدوى عند حركة الرئتين والزفير عبر رذاذ مائي- بخاري يخرج من الفم اكثر من الانف الى مسافة لا تتعدى المتر الواحد ،الا بحال السعال والعطس، فان باستطاعة الرذاذ ان يطير الى مسافة حدها الاقصى 4 امتار.
عند المتوفي، يستحيل خروج الفيروس من الفم او الانف هوائيا ،انما الخشية من العدوى تقع عند لمس الفم والانف وجلد المتوفي، اذ لربما الفيروسات ما زالت تعيش عليها كمسطحات، ولو ان الابحاث لغاية الان لا تستطيع ان تجزم مدة الوقت الذي تعيشه تلك الفيروسات .فمنهم من يتحدث عن ساعات ومنهم من يقول بعدة ايام ومنهم من تحدث عن دقائق فقط.
انما المؤكد ان الفيروس لا يحمل منشارا ولا بندقية ولا هو حارق خارق متفجر .
الاحتياطات المفرطة كإنزال النعش برافعة(ونش) الى القبر او لف الميت باكثر من كيس، يجعل المشهد دراميا لا يمثل الحقيقة الطبية العلمية ،انما يعكس خوف ورهاب الناس من تلقي العدوى.
رهاب الناس من الموت بعدوى فيروس كوفيد التاسع عشر جعلهم يخافون اكثر من طقوس دفن الموتى التي بحد ذاتها تطرح اسئلة وجودية عميقة وتثير الرعب عند التنبه لنهايات وشيكة مفاجئة.
يكفي ان يرتدي المهتمون بامر تجهيز الجثة قفازات وان يضعوا لثاما على الانف والفم وان يبقوا اجسادهم بعيدة عن لمس الجثة ليغسلوا الميت بهدوء ومن دون خوف .
انهم يخافون من نقاط الماء ان ترتد بعد لمسها جسد المتوفي اجسادهم وهذا خوف رهابي غير مثبت علميا.
بالامكان غسل الميت ووضعه في تابوت له فتحة زجاجية عند الوجه لتراه عائلته بأمان ،كما بالامكان انزال الميت بالتابوت في القبر بهدوء وامان اكثر ثم نزع الغطاء الاعلى منه ثم وضع البلاط ومن بعده رمي التراب.
فكرة ان الفيروس سيقتحم التراب وينشر الفيروسات في القبر مجرد اوهام لا صلة علمية لها.
هدف الوزارات المختصة ومنظمة الصحة العالمية هو منع تجمعات الناس في الجنائز اضافة لمنع تقبيل الميت وحضن الجثة ليس اكثر.
اما المبالغة في الاحتياطات فانها على صلة بذاكرة عميقة مخيفة عن امراض معدية قديمة شرح اليتها العلم وارتاح .
كذلك الكوفيد فانه يوما بعد يوم تتضح اسراره اكثر وسينضم كعدوى عادية اضافية جديدة في حياة الانسان ولن يختفي ابدا…
دراما دفن ضحاي كوفيد هوليودية بامتياز، ومخيلة الناس تعشق الرعب لانها تخاف الموت وترفضه كحقيقة في داخلها.
الانسان يخاف الميت طبيعيا ،فكيف ان كان الميت مشبوها بنشر الموت؟!
مناعة القطيع تنتشر وبقوة وربما ستسبق اللقاحات بتطعيم الناس طبيعيا من دون الحاجة لذكاء لجنة الكورونا التي فشلت فشلا ذريعا في خطة المواجهة والوقاية بل سقطوا شخصيا صرعى امام القائد كوفيد التاسع عشر فاضح الانظمة الرأسمالية بامتياز ولم يحاسب فشلها احد.
لجنة الكورونا والصحة والداخلية تمتعوا باتهام المواطن الجائع والمهزوم والمنهوب.