قميص لقمان..
كتب أكرم بزي
جماعة 14آذار، والسياديون، وموظفو
السفارات، تنتابهم من فترة الى فترة نوبات جنون مفتعلة، تخلط الحابل بالنابل، وتشعل جبهات الإعلام المأجور، ويكاد الفرد منهم كلما أتيحت له فرصة الظهور على الهواء مباشرة حتى يبدأ بكيل الاتهامات والتركيز على جهة واحدة ويتناسون عمداً أن لبنان يحتوي على معظم أجهزة المخابرات بل يشكل لهم "مركزية"، إن كان على صعيد التخطيط والدراسة والتنفيذ الخ…
(قبل كل شيء، وحتى لا يفهم موقفنا على أنه دعوة للإفلات من العقاب، نعتبر أن أي "جريمة قتل سياسي" ترتكب في هذا البلد تصب في مصلحة الخدمة "لإسرائيل ولأعوانها في الداخل والخارج"، وبالتالي يجب محاسبة مفتعليها، وضمن هذا التوجه نطالب بملاحقة المرتكبين وكشف هويتهم، وتقديمهم للقضاء وفضحهم).
مذ وعيت على هذه الدنيا، وأنا أسمع وأرى بأم العين مباشرة او عبر وسائل الإعلام عن اغتيال هنا وجريمة هناك، تارة في بيروت وأخرى في كافة مناطق لبنان، وتارة عبر سيارة مفخخة، وأخرى عبر كاتم الصوت، وغيرها عن طريق غزوات وانزالات للعدو الصهيوني، "غط وطار" وخلف وراءه الدمار منذ ما قبل 1968، (إنزال الكوماندوس الصهيوني في مطار بيروت وتدمير أسطول الميدل ايست، وعملية فردان)، وغيرها…
يتعاطى "السياديون" وموظفو السفارات مع عملية مقتل لقمان سليم، كمن رأى جريمة بالجرم المشهود! هم يريدونها كذلك، بل وظيفتهم أن يظهروها بهذا الشكل. ولكن الملفت أن بعض الأشخاص المحسوبين "مستقلين فعلاً" أو من "اليسار العاطل عن العمل"، يكاد يصابون "بالفتاق" لشدة تأثرهم بما حدث، وإنهم وإن كان "لديه" (أي لقمان ومن معه) رأي مختلف فيجب علينا أن نتقبل هذه الآراء على اختلافها ونناقشه ونحاوره علنا نصل الى نتيجة معه.
يا أخي، على أي أساس تناقش شخصاً يدعو إلى إبادتك، ومحوك، والمعروف أن "لقمان سليم" دعا أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة لابادة طائفة بأكملها، بغية التخلص من "حزب"، وإذا كان لديه موقف او عداء من "حزب"، هل يجيز له التخلص من طائفة برمتها. أوليس هو القائل:
"أدعو لتوجيه ضربة عسكرية لحزب … في لبنان، حتى ولو كان هنالك خسائر جانبية، فالشيعة في لبنان لن يعوا الا اذا تعرضوا لنكبة" ..
أوليس هذا تحريضاً على القتل الجماعي والإبادة؟
هل يمكن لعاقل أن يقول هذا الكلام؟
لماذا لم يحاسبه القانون اللبناني على هذا التحريض؟
ولماذا تم السكوت عنه حتى تمادى كل هذا التمادي؟
ولماذا لم ينبري له أرباب هذه الطائفة لمحاسبته؟
لنعد إلى "قميص لقمان"،،،
الذي قتل الخليفة عثمان بن عفان، هم "الثائرون الخوارج"، (نهبوا بيته وسرقوا بيت مال المسلمين فتبين ان خروجهم كان للدنيا وليس للإصلاح السياسي كما يزعمون)! والذين طالبوا بدمه ورفعوا "قميص عثمان" هم "معاوية وأتباعه"، الذين كان جل همهم الإستئثار بالسلطة آنذاك.
فاستغل المنافقون ورؤوس الفتنة الذين يتربصون بالإسلام وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا… لجهلهم… فاشعلوها ونفخوا فيها حتى حدث ما حدث.
من يتهم الآن أشبه ما يكونون بالخوارج، وجل همهم الوصول الى السلطة ولو على دماء الأبرياء… وما رفعهم لـ "قميص لقمان" إلا لهذا الغرض… لم ولن تكونوا بدهاء معاوية … كفاكم عهراً.