نزل الوحي فأدار الحريري المحركات. حكومة قريبة والتنازلات متبادلة.
شهد الليل الفائت عدة خلوات سياسية وحزبية.
الخلوة الأولى كانت في بيت الوسط، حيث ترأس الرئيس المكلف عد إجتماعات تشاورية شارك فيها عدد من الوزراء والنواب والمستشارين بغية تقديم صيغة نهائية للحكومة الجديدة في ضوء موافقة رئيس الجمهورية على أن يكون نائب رئيس الحكومة من القوات اللبنانية " دون حقيبة" مقابل ذلك يمنح الوزراء الثلاثة الآخرين حقائب عادية بإعتبار أن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بمثابة "الموقع السيادي".
وعلم في هذا الإطار أن الصيغة تخضع "لروتوش" نهائية وسيشهد نهاية الإسبوع الحالي تطورات إيجابية على صعيد الحكومة.
كما علم أن الرئيس الحريري يتجه للموافقة على تعيين وزيرا من الطائفة السنية من خارج المحسوبين على تيار المستقبل.
الخلوة الثانية كانت في "معراب" التي تبلغت موقف الرئيس الإيجابي بواسطة وزير الثقافة غطاس خوري، لكنها تنتظر التصور الشامل ليبنى على الشيء مقتضاه.
الخلوة الثالثة كانت عقدت في كليمنصو وقد إطمئن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى أن "أي تسوية ستقترح عليه ستكون منسجمة مع تطلعاته وتحترم نتائج الإنتخابات وإنه سيشارك في تسمية الشخصية الدرزية الثالثة للتوزير إلى جانب مشاركته في تسمية شخصية غير درزية".
الخلوة الرابعة كانت في عين التينة، لمواكبة التطورات الإيجابية التي مهد لها الرئيس نبيه بري منذ عدة أيام. وبموازاة الموضوع الحكومي، تابع الرئيس بري عدد من الملفات لاسيما المعلومات المطمئنة التي وردته من أنغولا من أن "لا إستهداف للجالية اللبنانية وأن رسالته للرئيس الأنغولي هي موضع تقدير الجالية والسلطات الأنغولية.
تقول مصادر وزارية ل "الحوارنيوز" أنه بقدر ما توحي الأجواء بإيجابية بقدر ما علينا الحذر من أفخاخ خارجية من قبل جهات لا تدرك حجم المخاطر الداخلية المرتبطة بالظروف الإقتصادية وإنعكاساتها على الوضع النقدي".
وتضيف المصادر بأن وزير الخارجية جبران باسيل سيطل على اللبنانيين اليوم بمواقف إيجابية أيضا. وعلمت "الحوارنيوز" أن باسيل سيؤكد على مواقف التيار الوطني الحر السابقة لجهة الإستعداد للتضحية في سبيل قيام الحكومة وحماية لبنان من مخاطر حقيقية في ضوء " معلومات خطيرة تلقاها عن إستهداف أمني إسرائيلي لمواقع عسكرية غير لبنانية في لبنان"!