92 عاما على ولادة الإمام الصدر: تحية الى يوسف العصر
*القاضي حسن الشامي- خاص الحوارنيوز
– ٤ حزيران… عيد مولدك الثاني والتسعين، بقدر ما نعتبره يوماً أشرق على لبنان بكل أبنائه، بقدر ما تشرق بنا غصة "المعاناة" ممَّا تتعرَّض له، مع رفيقين أوفياء، خلف "قضبان مجهولة"…ظالمة…قاسية.
– في عيدك يا عمامة الطهر التي لا مثيل لها، نفتقد من ينطبق عليه ما قيل بحقِّ جده الإمام علي:《لساناً صادقاً ودرهماً حلالاً وأخاً يستراح إليه》…ومن جمع ثلاث خصال قلَّت وندرت في المرء نفسه: "طلة" بهية مصحوبة بتواضع محبَّب ساحر…نزاهة صارمة لا تعرف المساومة مع أي "باطل"…وديناميكية ممزوجة بذكاء "لامع".
– في عيدك "سيدي" (ولم ولن ولا أقولها إلا لك) سنضيء شموع الفرح مضمَّخة بالحسرة على أبشع وأغرب جرمٍ متمادٍ لا تستحقه… بل على العكس: أنت الذي كان ينتظر《لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه》كما قلت عام ١٩٧٧، وكما أجمع عليه مشرِّعو تعديل الدستور في الطائف عام ١٩٨٩…ودولة "نظيفة" حديثة لائقة بمواطنيها ترعاهم كلهم دون تفرقة…مدنية تحترم وتجلُّ جميع الأديان السمحة.
– في عيدك يا معلِّم الأحرار والحرية: نخبرك أن لك تلامذة في لبنان والعالم، يدافعون بصلابة عن حرية الرأي والمعتقد…عن العدل والعدالة…عن "الوفاء والولاء"…عن "التقى" الذي لم يبارحك…عن بقاء اليد ممدودة للجميع…لا سيما الفقراء المحرومين…عن النخوة في حماية أي أقلية، ونصرة أي مظلوم.
– في عيدك أيها "الصرخة المستمرة في وجه الطغاة" نقول: إذا كانت الجاهلية لم تنجس جدَّك الإمام الحسين بأنجاسها، فأنت لم تدنسك الدنيا أو الطائفية بأي من قذاراتها.
– في عيدك يا "مسيح الجنوب": سلام إليك في تلك الزنزانة الصحراوية القذافية (المتجددة!)… ولنا أن نتخيل صبر السيدة أم صدري عافاها الله…ومعها صدر الدين وحوراء وحميد ومليحة…إذ في كل طرقة باب هناك إنتظار مستمر… ولكم أن تسألوا عما يحسُّ به أهل المخطوف …فكيف إذا كان مثل قامتك؟
– في عيدك يا إمام الوطن: نخالُ أنفسَنا نردِّد مع شقيقتك السيدة أم رائد شعر الجواهري: تمثلت يومك في خاطري/
ورددت صوتك في مسمعي
وهي التي خرجتَ من بيتها يوم ٢٥ آب ١٩٨٧ إلى ليبيا من أجل لبنان وجنوبه وأهله لا سيما مسيحييه.
– في هذا العيد وكما دائماً : نرسمك "مثالاً" حياً قلّ نظراؤه …نتلمس كل خطواتك…نشتم رائحتك في كل مكان مكثت أو مررت فيه… وقد كان لي -حرفياً- شرف تتبعك وتلمس آثارك ( ولا أنسى تلك اللحظة التي حملت فيها يداي جواز سفرك "العائد" من روما، حيث أحسست بالفعل أن رائحتك تفوح منه، وأنه عندما لبّيتُ رغبة بعض المحبين في رؤيته لم يتمالكوا أنفسهم من البكاء).
– ختاماً يا "يوسف العصر": عيوننا لا توقف الدموع…وقلوبنا لا تستطيع التخلص من حرقة "الغياب" الذي طال.
*مقرر لجنة المتابعة الرسمية لقضية إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه