قالت الصحف: موافقة لبنان على توسعة “الميكانيزم” بمدني لا توقف العدوان ولا الضغوط!

الحوارنيوز – خاص
استمرت الإعتداءات الإسرائيلية المتنقلة في لبنان بموازاة ضغط أميركي مستمر بلغ حد مطالبة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالاتصال المباشر برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو كما صرح أمس توم براك..
مشهد تداخلت فيه المواقف الدولية وتباينت فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: التصعيد يعيد رسم المواقف الدولية المتضاربة… برّاك يطالب عون بالاتصال المباشر بنتنياهو!
وكتبت تقول: بدا رئيس الجمهورية جوزف عون في تكرار إعلانه استعداد لبنان للتفاوض واعتماد خيار التفاوض الحصري كأنه يقارع تعاظم احتمالات تعرّض لبنان لحرب إسرائيلية جديدة لم تتوقف الصحافة الإسرائيلية عن التبشير باعتبارها شبه حتمية، فيما لا يني “حزب الله” وداعمته إيران في المقابل عن رفع شعارات التحدي والرفض لتسليم السلاح، بما يتقاطع ضمناً مع سياسة تقديم الذرائع لإسرائيل وتبرير المواقف الدولية الضاغطة بشدة تصاعدية على الحكم والحكومة في لبنان. وفي حين تواصلت أجواء التهويل والتخويف بالحرب من دون اتضاح أفق أي وساطة بعد، لا أميركية ولا مصرية، من شأنها بلورة الإطار التفاوضي المحتمل بين لبنان وإسرائيل بما يردع احتمالات الحرب ويبرّدها، عكست أوساط ديبلوماسية مواكبة للمشاورات اللبنانية الجارية بين المسؤولين معطيات جازمة حيال ضرورة استعجال الدول الوسيطة وضع صيغة تفاوضية يوافق عليها لبنان وإسرائيل، لتجنب الانزلاق مجدداً إلى خيار التصعيد الحربي. ولم تقطع هذه الأوساط سلباً بإمكان أن يتلقى لبنان هذا الأسبوع معطيات مصرية جديدة تتعلق بالموقف الإسرائيلي من التفاوض غير المباشر أو المباشر، علماً أن الإدارة الأميركية تنشط بدورها لبلورة إطار تفاوضي، ولو أن نبرة الموفد الأميركي توم برّاك القاسية حيال لبنان في حديثه الأخير لم تترك أي انطباعات مرنة حيال طبيعة الوساطة الأميركية. كما أن الساعات الأخيرة شهدت “عودة” محتدمة للمواقف الديبلوماسية الخارجية من لبنان، الأمر الذي فسر بأنه نتيجة استشعار خطورة التهديدات بتصعيد العمليات الإسرائيلية، فيما طوّر برّاك مواقفه مشدداً على أنّ الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات القائمة بين لبنان وإسرائيل. وفي لقاء مع صحافيين في تركيا، قال برّاك: “إنّ رئيس الولايات المتحدة يتصل ببوتين، ويتصل بالرئيس الصيني، أفلا يستطيع الرئيس عون أن يرفع السماعة ويتحدث إلى نتنياهو ويقول له: كفى، لنضع حدًّا لهذا العبث، ولنُنهِ هذه الفوضى؟”.
وأُدرج موقف رئيس الجمهورية جوزف عون أمس، بقوله إن “ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض” في إطار محاولات نزع الذرائع الإسرائيلية في شأن خيارات الدولة اللبنانية واستقطاب التأييد الدولي لموقف لبنان من التفاوض، بما يضغط على إسرائيل لتجنب تصعيد عملياتها في لبنان. وقد أعلن عون “أن ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض، ففي السياسة هناك ثلاث أدوات للعمل، وهي الديبلوماسية والاقتصادية والحربية. فعندما لا تؤدي بنا الحرب إلى أي نتيجة، ما العمل؟ فنهاية كل حرب في مختلف دول العالم كانت التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدو. ولغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الديبلوماسية التي نعتمدها جميعاً، من الرئيس نبيه بري إلى الرئيس نواف سلام”.
ووسط ترقب لما ستتكشف عنه الأيام المقبلة في شأن اقتراح الحل الذي يعمل على خطه مدير المخابرات المصري حسن رشاد وما قد يكون تبلّغه الرئيس سلام في مصر خلال لقاءاته المتنوعة على مدى يومين، برز تطور لافت حيال ترددات الكلام العاصف الذي صدر قبل أيام عن الموفد الأميركي توم برّاك، وتمثل في رد نادر للمبعوث الأميركي السابق إلى لبنان آموس هوكشتاين على مواقف خلفه توم برّاك.
وعلّق هوكشتاين، عند سؤاله عن رأيه في وصف برّاك للبنان بأنه “دولة فاشلة”، فقال: “إن لبنان يعاني بالفعل من مشاكل وتحديات اقتصادية ضخمة. وعوضاً عن التفكير في أخطائهم، علينا نحن، المجتمع الدولي، أن نقول إنه بعد حرب 2006، كان “حزب الله” وإيران من قاما بإعادة الإعمار، وإن كنا لا نريد لهما أن يفعلا ذلك، فعلينا نحن أن نتقدّم بأموال ومقاربة حقيقية لإعادة الإعمار. نولي أهمية كبيرة لإعادة الإعمار في غزة وننظم مؤتمرات، ويجب أن نفعل الأمر عينه للبنان”. وتابع: “يجب أن نبرهن للناس في جنوب لبنان أن المجتمع الدولي لا يظهر فقط عندما يكون هناك قصف، بل أيضاً لإعادة إعمار الطرقات والمزارع وإعادة الكهرباء. فعندما يكون هناك فراغ ما، غالباً لا يملأه أناس خيّرون”.
وفي إطار داعم للبنان أمام هذه اللوحة التصعيدية، أعلن وزير الخارجية الفرنسيّ جان نويل بارو “أننا ندعم رئيس لبنان والحكومة لتحقيق كل أهداف وقف النار مع إسرائيل”، ودعا إلى نزع سلاح “حزب الله” وانسحاب إسرائيل من النقاط الـ5. وشدّد على استعداد فرنسا لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار لبنان، وقال: “على لبنان مواصلة الإصلاحات الاقتصادية لتشجيع المانحين الدوليين”.
في المقابل، انبرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني لانتقاد المبعوث الأميركي توم برّاك، فاعتبر أنه “أدرك صعوبة نزع سلاح “حزب الله” في لبنان، الأمر الذي دفعه لإطلاق تهديدات صريحة”. وقال لاريجاني: السيد برّاك، الذي يتحدث بسهولة ويفصل نواياه، قال عند وصوله للمرة الأولى، إن أمامكم 60 يوما، وعليكم نزع سلاح لبنان وما إلى ذلك، لكنه أدرك بعد ذلك أن هذا غير ممكن، فغضب وشتم عدة مرات. كما قال أخيراً: إما أن تستمعوا إلى ما نقوله أو أنتم تعلمون، أي أننا سنطالب إسرائيل بضربكم”.
أما ميدانياً، فشنت مسيّرة إسرائيلية بعد الظهر غارة بـ3 صواريخ موجهة مستهدفة سيارة على مفترق الشرقية وسط بلدة الدوير، ما أدى إلى مقتل محمد علي حديد، وإصابة 7 مواطنين بجروح واندلاع النيران بالسيارة المستهدفة وتوسّعها، فتسببت باضرار كبيرة بالمجمع التجاري الذي يضم 17 محلاً تجارياً. ولاحقاً استهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في حي أبو لبن في بلدة عيتا الشعب وأعلنت وزارة الصحة عن سقوط شهيد.
ليبيا تسلّم لبنان التحقيقات في ملف الصدر
برز تطور إيجابي كبير بين لبنان وليبيا تمثل في تسليم الوفد الرسمي الليبي الذي يزور بيروت، السلطات القضائية اللبنانية ملف التحقيقات الليبية التي أجريت في السنوات الماضية حول قضية اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا، الأمر الذي سيؤدي إلى الموافقة على تخفيض كفالة هانيبال القذافي وإطلاقه.
وعقد الوفد الليبي الذي يزور بيروت سلسلة لقاءات تمثلت بالاجتماع مع المحقق العدلي في قضية اختفاء الصدر، القاضي زاهر حمادة، ورئيس لجنة متابعة قضية الصدر القاضي حسن الشامي والمدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، وختمت بزيارة رئيس الجمهورية جوزف عون. وكشفت مصادر قضائية أن الوفد أظهر تعاونًا جديّا مع الجانب اللبنانيّ، وكانت المفاجأة بتسليم لبنان التحقيقات الليبية السابقة التي طالب فيها لبنان مرارًا. هذه التحقيقات التي أجرتها ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، واستجوبت شخصيات سياسية وأمنية ليبية كانت تملك معطيات حول قضية اختفاء الصدر. وأبدى الجانب اللبناني تعاونه مع الوفد الليبي ووافق على حلّ ملف هانيبال القذافي وخفض الكفالة ورفع منع السفر عنه خلال الأيام المقبلة.
- صحيفة الأخبار عنونت: عون يمهّد لإرسال مبعوث مدني… وبري يطالب مصر بـ«هدنة الشهرين» | الضغط الأميركي يتعاظم: اذهبوا إلى التـفاوض تحت النار!
وكتبت تقول: على وقع إشهار العدو الإسرائيلي نواياه الحربية تجاه لبنان، وشدّ الحبال السياسي غير المباشر على خلفية ملف المفاوضات المباشرة الذي تضغط في اتجاهه تل أبيب وواشنطن، جدّد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون دعوته للتفاوض، مؤكداً أنه «ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض، ففي السياسة هناك ثلاث أدوات للعمل: الدبلوماسية، والاقتصادية، والحربية. وعندما لا تؤدّي بنا الحرب إلى أي نتيجة، ما العمل؟
نهاية كل حرب في مختلف دول العالم كانت التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدوّ». وشدّد على أن «لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الدبلوماسية التي نعتمدها جميعاً، من الرئيس نبيه بري إلى الرئيس نواف سلام».
ويفتح موقف رئيس الجمهورية الباب أمام النقاش التنفيذي حول كيفية حصول التفاوض بين لبنان وكيان الاحتلال، سيما أن عون أوحى بأن القرار قد اتُّخذ بالفعل، مستفيداً من زخم سياسي بعد طلبه من الجيش اللبناني «التصدّي للاعتداءات الإسرائيلية»، وبعد كلام المبعوث الأميركي توم برّاك حول واقع لبنان، ما دفع الأوساط السياسية إلى الربط بين الموقفيْن، خصوصاً أن كلام برّاك اعتُبر بمثابة إنذار للدولة اللبنانية وللعهد أكثر من كونه موجّهاً إلى حزب الله، كما فُهم وكأنه يشكّل غطاء لأي عمل عدواني محتمل، وصولاً إلى جولة حرب جديدة، مع التأكيد أن السبب هو فشل لبنان في نزع سلاح حزب الله الذي يُعتبر تهديداً لإسرائيل.
وفي هذا الإطار، أكّد أكثر من مصدر أن «عون تلقّى رسائل استياء من الأميركيين على خلفية طلبه من الجيش اللبناني التصدّي للعدو، وقد أُبلغ من أكثر من جهة أن المطلوب منه هو الإيفاء بالتزاماته، أي الطلب من الجيش نزع سلاح الحزب، وليس خوض مواجهة مع إسرائيل».
مع ذلك، طرحت دعوة عون إلى التفاوض السؤال نفسه: على ماذا سيفاوض لبنان، وكيف، وأي أوراق قوة يمتلكها؟
خصوصاً أن إسرائيل لا تزال ترفض وقف الأعمال العدائية خلال مرحلة التفاوض. وقد أثار الرئيس بري هذه النقطة خلال لقائه مدير المخابرات المصري اللواء حسن رشاد، مؤكّداً أمامه ما كان قد طلبه من برّاك، بضرورة وقف الاعتداءات لمدة شهرين على الأقل، وسأله عمّا إذا كانت هناك أي آلية لإقناع العدو بالامتثال لذلك، خصوصاً أن الإسرائيليين كرّروا عبر الوسطاء أنهم لن يقدّموا أي ضمانات، وأن على لبنان القبول بالتفاوض «تحت النار».
وواصل برّاك أمس ضغوطه، وقال في حديث صحافي: «لماذا لا ترفع حكومة لبنان الجميلة سماعة الهاتف؟ الرئيس الأميركي يتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويرفع السماعة ليتصل بالرئيس الصيني شي جين بينغ، ألا يستطيع الرئيس عون أن يرفع السماعة ليتصل بنتنياهو ويقول: لِنُنْهِ هذه المهزلة، لِنُنْهِ الأمر؟».
ومنذ بدء مهمته في حزيران الماضي، لا يكفّ برّاك عن توجيه التهديدات للبنان، بحرب أهلية أو إسرائيلية، وعن توجيه إهانات للبنانيين، في أداء لم يعد محل ارتياح حتى لدى بعض الأميركيين. وفي هذا السياق، كان لافتاً ردّ المبعوث السابق عاموس هوكشتين على برّاك قائلاً إن «إطلاق الأحكام لا يُسهم في الحل، بل المطلوب تحرّك فعلي من المجتمع الدولي».
وأضاف أنّ «لبنان يواجه أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة، لكنّ التفكير لا يجب أن يقتصر على أخطاء اللبنانيين، بل على مسؤولية المجتمع الدولي الذي ترك فراغاً ملأه حزب الله وإيران بعد حرب 2006». وأضاف: «إذا لم نرغب بأن يواصلا لعب هذا الدور، فعلينا نحن أن نتقدّم بمقاربة جدّية لتمويل إعادة إعمار الجنوب»، مشدّداً على ضرورة أن «يُظهِر المجتمع الدولي حضوره في مشاريع التنمية والبنى التحتية، لا فقط عند وقوع الغارات».
التهويل الإسرائيلي
إلى ذلك، تواصل التحشيد الإعلامي الإسرائيلي ضد حزب الله بذريعة دخوله مرحلة التعافي. وذكرت صحيفة «معاريف» أن جيش الاحتلال يستعدّ لسيناريوات متعدّدة على الجبهة الشمالية مع لبنان، في ظل ما وصفته بتزايد مؤشرات النشاط الميداني للحزب خلال الأسابيع الأخيرة. وأشارت إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت تحركات متزايدة لعناصر حزب الله في مناطق عدة من لبنان، أبرزها شمال نهر الليطاني والبقاع وجنوب بيروت، مشيرة إلى أن الحزب يعمل على إعادة بناء «قوة الرضوان» وإخراج بعض الأسلحة من المخابئ التي سبق أن استُهدفت.
وأضافت أنّ حزب الله يسعى إلى تنفيذ «عملية مزدوجة»، تقوم على إعادة بناء قوته العسكرية بهدوء من جهة، وتجنّب أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل من جهة أخرى، في محاولة للحفاظ على توازن الردع القائم وتفادي تصعيد واسع النطاق في المرحلة الراهنة.
ويستكمل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الخطاب السياسي الأميركي والإسرائيلي، خصوصاً على مستوى مسألة حصرية السلاح، إذ قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لشبكة «فوكس نيوز»، إن «نزع سلاح حزب الله وإنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها حاسمان لاستقرار لبنان».
وذكرت قناة «كان» العبرية، في تقرير لها أمس، أن «قوة حزب الله شهدت في الأسابيع الأخيرة تعاظماً سريعاً، قد يؤدّي إلى تصعيد محتمل مع لبنان»، وأن «مسؤولين كباراً في إسرائيل يقولون إن الحزب ينجح في إعادة ترميم بنيته التحتية، خصوصاً في مناطق سيطرته، فيما الحكومة اللبنانية غير قادرة فعلياً على مواجهة هذه التهديدات، وتُظهِر عجزاً واضحاً».
وبحسب التقرير نفسه، فإن «هناك أمراً آخرَ مثيراً للاهتمام، وهو أن إسرائيل لا تقصف في بيروت، ويبدو أن ذلك يتم بناءً على طلب أميركي. فيما يقول المسؤولون العسكريون، إن التهديدات هناك (بيروت) ليست فورية، لكنّ مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً عاد وأكّد أن لا مكان في لبنان سيكون بمنأى عن الهجمات».
- صحيفة الديار عنونت: استراتيجيّة «المياومة» في المقرّات الرئاسيّة… أسئلة ولا إجابات!
«إسرائيل» ترفض التفاوض… والمقاومة لا تُفرج عن أسرارها وتبدّد الغموض
ضغوط ماليّة أميركيّة لمحاصرة الموقف اللبناني
وكتبت تقول: فيما ينتظر لبنان «عاصفة» ضغوط اميركية مالية هذه المرة، في محاولة لتضييق الخناق على حزب الله، فان كل من يزور المقرات الرسمية: بعبدا، عين التينة والسراي الحكومي، يخرج دون اجابات حول الاسئلة الصعبة التي ينتظر اللبنانيون اجابات عنها.
لا اجوبة حيال مستوى التصعيد الاسرائيلي المرتقب. ولا اجوبة حيال حقيقة ما يريده الاميركيون الذين يكثرون من الكلام، ولا يقدمون اي حلول او تسويات، بل لا يترددون في رفع مستوى الضغوط. وايضا لا توجد اجابات حول اسباب تراجع زخم الدور السعودي، ومدى قدرة القاهرة على حجز مقعد جدي بين اللاعبين المؤثرين في الملف اللبناني. وماذا عن مهلة الستين يوما قبل نهاية العام لاقفال ملف جنوب الليطاني؟ وماذا بعده؟ هل الشمال خارج النقاش؟ وهل الحديث مجددا عن هذه المهلة مجرد حث للتنفيذ، او تهديد باطلاق يد «اسرائيل» اكثر لاستباحة الاراضي اللبنانية؟
كما دخل الى مدار الغموض كيفية مواجهة الجيش لاول اختبار مفترض للتوغلات الاسرائيلية؟ كيف تكون ردة الفعل وما هي حدودها؟ وماذا لو بالغ جيش الاحتلال بالرد، وتعمد إيذاء ضباط وعناصر ومواقع الجيش؟ وماذا لو لم يحرك الجيش ساكنا لاعتبارات عديدة، ومنها قد يكون لوجستيا؟ اي تداعيات يمكن ان تترتب عن ذلك؟
استراتيجية «المياومة»
لا مبالغة في هذا التقييم، تقول اوساط سياسية بارزة، تشير الى ان المسؤولين اللبنانيين يتعاملون مع التطورات السياسية والامنية «مياومة»، اي كل يوم بيومه، ينتظرون المؤشرات الخارجية من المبعوثين الدوليين والاقليميين، لكن دون جدوى، لان أيّا من زوار بيروت في الايام القليلة الماضية، لم يحمل معه اي اجابة يمكن البناء عليها لبناء استراتيجية واضحة للتعامل مع التطورات.
ومن هنا، يكرر رئيس الجمهورية جوزاف عون الدعوة الى التفاوض مع العدو الاسرائيلي، وزاد عليها بالامس، اظهار وجود توافق وتناغم مع الرئاستين الثانية والثالثة على هذا الموقف، وهو يخاطب الداخل بكل مكوناته، لايجاد ارضية صلبة ينطلق منها الى هذا الخيار حين يجهز الطرف الآخر.
وفيما بات واضحا ان تطوير مهمة لجنة «الميكانيزم» ترضي الرئيس بري، فان حزب الله لم يمانع في السابق حصول امر مشابه، بل دعم موقف الرئيس ميشال عون ميدانيا، حين كان التفاوض على «قدم وساق» حول الترسيم البحري، وهو لم يكن يوما «حجرعثرة» امام استعادة لبنان لحقوقه. وهذا حصل في الماضي دون حوار مباشر، ودون اتفاق سلام، وما تكفل به الرئيس بري في ظل الفراغ الرئاسي خلال الحرب الاخيرة، هو الآن مسؤولية الرئيس عون دستوريا، وهو يدرك جيدا ما عليه ان يفعل لحماية السيادة اللبنانية. لكن تبقى الدعوة الى التفاوض مجرد عرض لاستراتيجية لبنانية دون شريك في المقابل، لا الاميركي جاهز، ولا «الاسرائيلي» يرغب بذلك، ويواصل محاولة فرض الاستسلام تحت النار.
متى يزور رعد بعبدا؟
وفي هذا السياق، تكشف تلك الاوساط، ان الخطوط العامة التي تم التفاهم عليها بين الرئيس ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في زياته الاخيرة الى بعبدا، شكلت ارضية متينة للعلاقة بين حزب الله والرئاسة الاولى، ولانه لا جديد في ملف التفاوض في ظل استمرار الرفض الاسرائيلي، للبحث في الشكل والمضمون حتى الآن، لم تحصل اي لقاءات جديدة مؤخرا، حتى على مستوى المستشارين، لسبب بسيط، انه لا توجد مستجدات يمكن البناء عليها للتشاور او تبادل الآراء، وحين يحصل هذا الامر، سيتم التواصل مجددا لـ «يبنى على الشيء مقتضاه».
لا جديد من «اسرائيل»
وفي هذا السياق، لم يتبلغ الرئيس عون من منسقة الأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت القادمة من «اسرائيل»، ما يوحي بان حكومة بنيامين نتانياهو قد غيرت مقاربتها تجاه لبنان.
وخلال جولة الأفق التي تناولت الأوضاع العامة، في ضوء التطورات المتصلة بسبل معالجة الوضع في الجنوب، لم يجد عون ما يوحي بقرب وقف الاعتداءات الإسرائيلية، والاتصالات الجارية لإعادة الاستقرار إلى الحدود، لم تتجاوز مرحلة «جس النبض» لمقترحات لم ترتق بعد الى مستوى المبادرات التي يمكن الركون اليها.
تهديدات «إسرائيلية» متجدّدة
في هذا الوقت، ينشغل الوسط السياسي والامني والاعلامي في «إسرائيل» بسردية اعادة حزب الله لقدراته. وفي هذا الاطار، أطلعت الاجهزة الأمنية زعيم المعارضة يائيير لابيد على التقارير، التي تشير الى ان حزب الله يعزز قدراته، وزعمت انه يستعد لمهاجمة «اسرائيل»، فيما الدولة اللبنانية فشلت في القيام بدورها.
ولفت التقرير الى ان حزب الله يبني منظومة دفاعية شمال الليطاني، ونجح في استخراج اسلحة من اماكن كان «الجيش الاسرائيلي» قد استهدفها. كما افاد ان حزب الله يستعيد بسرعة جهوزيته، خصوصا ان «اسرائيل» لم تدمر الا 40 في المئة فقط من الانفاق. وقد اعلن رئيس الاركان ايال زامير ان قوات الاحتياط ستكون في واجهة المواجهة، فاما يتحقق الاستقرار واما العودة الى الحرب حتى النصر.
وفيما يستمر النقاش في «اسرائيل» حول كيفية تدمير حزب الله دون الدخول الى حرب مفتوحة، عادت التقديرات الاسرائيلية للتأكيد ان حزب الله يستعد لجولة جديدة من الحرب.
ما اسباب «التوتر» الاسرائيلي؟
لكن الجديد، ما نقلته مصادر ديبلوماسية «للديار» عن وجود «توتر» مستجد لدى المسؤولين «الاسرائيليين»، خلال النقاش حول مستقبل الاوضاع على الحدود مع لبنان، ولفتت المصادر الى ان من زار «اسرائيل» خلال الاسابيع القليلة الماضية، عاد بانطباع مختلف عما كانت عليه الامور قبل اشهر. فالسؤال اليوم لم يعد يرتبط بمسألة نزع سلاح حزب الله أو عدمه، فهذه القضية كانت ولا تزال اولوية يناقشها «الاسرائيليون» يوميا مع الاميركيين، ويمارسون الضغط كي ترفع واشنطن مستوى ضغوطها على الدولة اللبنانية. لكن السؤال المتقدم على غيره، يتعلق بالاسباب الحقيقية وراء التزام حزب الله بسياسة عدم الرد على الخروقات «القاسية» التي تستهدف الكثير من كوادره، واستهدفت في كثير من الاحيان مدنيين، ولانه لا توجد قناعة راسخة في «اسرائيل» بان حزب الله وصل الى مستوى من الضعف، الذي يجعله يتجاهل هذه الضربات، فان القلق يتعاظم راهنا من استراتيجية «الغموض» المتبعة من قبل الحزب، والتي تجعله يتجاوز هذه الخسائر اليومية. والسؤال مقابل ماذا؟ ماذا الذي يجهز له «تحت الارض « يتطلب تجاوز هذه المرحلة، على الرغم من فداحة الثمن؟ والى متى تستمر تلك الاستراتيجية؟
لا اجوبة.. ومخاوف
لا اجوبة، ولهذا ينقل الديبلوماسيون الى بيروت مخاوف من هذا «التوتر الاسرائيلي»، الذي قد يتحول الى فعل ميداني اكثر قسوة، في ظل رغبة لدى القيادتين السياسية والعسكرية، في رفع مستوى اختبار «صبر» حزب الله، لدفعه الى ارتكاب «اخطاء» تساهم في الكشف عما يقوم به في «الظل»، ولا معلومات متوافرة حوله حتى الآن.
وما يحصل ميدانيا جزء من هذه الاستراتيجية غير المحددة بسقف معين، لكن المفارقة التي تحتاج الى تمعن، نوعية الاستهدافات التي باتت تصيب في معظمها جرحى «البايجر»، وهي اما تعبير عن «عمى» استخباراتي يترجم في غياب الاهداف «الدسمة»، او تعمد استهداف مقاومين سابقين في محيط مدني، كترجمة عملية لتوسيع مروحة الاستهدافات، في محاولة لاستفزاز حزب الله بالضغط اكثر على بيئته.
انتظار عيسى.. وتناقضات براك!
وبانتظار وصول السفير الاميركي جديد ميشال عيسى الى بيروت، والذي بدأ يروج في واشنطن الى قدرته على ادارة الملف اللبناني على نحو افضل من «المستشارين»، لا يزال المسؤولون اللبنانيون، بانتظار استراتيجية اميركية واضحة، يمكن البناء عليها للتفاهم على المرحلة المقبلة، ولهذا يذكر الرئيس عون الجهوزية للتفاوض، وينتظر الاجوبة التي لم تأت بعد.
وحتى تتضح الصورة، ثمة عجز عن فهم التناقضات الاميركية، والتي يعبر عنها على نحو «فج» توم براك، الغارق في طرح افكار مشتتة تتعارض مع بعضها بعضا، خصوصا عندما يؤكد ان بلاده لا تريد غرق لبنان بحرب اهلية، ويقر ان نزع سلاح حزب الله بالقوة سيؤدي الى ذلك، لكنه يصر على رفع مستوى الضغط على الدولة اللبنانية لتنفيذ التزاماتها. اما جديده بالامس فنفيه ان تكون هناك مهلة لنزع سلاح حزب الله تنتهي نهاية العام! وقال لا يوجد اي اتفاق على ذلك، ولن تفعل بلاده شيئا اذا قالت «اسرائيل» ان لبنان لم ينفذ التزاماته… هناك لجنة مراقبة، وعليها ان تعالج الامور.
تهويل بضغط أميركي مالي
وستكون الدولة بكل اجهزتها امام اختبار جديد للضغوط الاميركية، مع زيارة مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب جون هيرلي، الذي اعلن من «اسرائيل» انه بحث مع مسؤوليها فرض مزيد من الضغط المالي على حماس وحزب الله.
وقبل وصول هيرلي الى بيروت بدأت التسريبات حول نيته مضاعفة الضغوط على لبنان، لتضييق الطوق حول «عنق» حزب الله اقتصاديا، وهو يسعى لمطالبة الاجهزة الرسمية بمضاعفة الاجراءات، لما تسميه تجفيف منابع تمويل حزب الله. وهو سيعيد مراجعة الاجراءات العملانية التي تشرف عليها واشنطن، لمنع تهريب الاموال من المطار والمرفأ، وكذلك الحدود البرية اوعبر شركات التحويل.
كما يتوقع ان يطرح هيرلي ملف تصفية القرض الحسن، وكل المؤسسات الاجتماعية التابعة للحزب، لأنها في رأي واشنطن واجهة لتبييض الاموال لمصلحته؟!. وهو سيحمل معه «سيف العقوبات» مجددا، مهددا بضرورة التسريع بالاجراءات. ويبقى السؤال هل تملك الدولة الاجوبة؟ وهل هي قادرة على الالتزام «بدفتر الشروط» الاميركي؟ اذا صحت التسريبات.
التفاوض… واستراتيجية هوكشتاين
وكان رئيس الجمهورية اكد مجدداً امس، ان «ليس امام لبنان إلا خيار التفاوض، الذي لا يكون مع صديق او حليف بل مع عدو»، مشددا خلال استقباله وفدا من مجموعة آل خليل على «ان لغة التفاوض اهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الديبلوماسية التي نعتمدها جميعا، من الرئيس نبيه بري الى الرئيس نواف سلام».
وعشية لقاء المصيلح لإعادة الاعمار، وفي موقف يظهر التضارب في الرؤية الاميركية تجاه لبنان، علّق المبعوث الأميركي السابق إلى لبنان آموس هوكشتاين، عند سؤاله عن رأيه في ما قاله المبعوث الأميركي توم براك، حول كون لبنان «دولة فاشلة»، قائلاً إن «لبنان يعاني بالفعل من مشاكل وتحديات اقتصادية ضخمة». وأضاف: «عوضاً عن التفكير في أخطائهم، علينا نحن، المجتمع الدولي، أن نقول إنه بعد حرب 2006، كان حزب الله وإيران من قاما بإعادة الإعمار، وإن كنا لا نريد لهما أن يفعلا ذلك، فعلينا نحن أن نتقدّم بأموال ومقاربة حقيقية لإعادة الإعمار. نولي أهمية كبيرة لإعادة الإعمار في غزة، وننظم مؤتمرات، ويجب أن نفعل الأمر عينه للبنان». وتابع: «يجب أن نبرهن للناس في جنوب لبنان أن المجتمع الدولي لا يظهر فقط عندما يكون هناك قصف، بل أيضاً لإعادة إعمار الطرقات والمزارع وإعادة الكهرباء. فعندما يكون هناك فراغ ما، غالباً لا يملؤه «أناس خيرون».
الاعتداءات تتصاعد
وفي هجوم جديد استهدف شارعا تجاريا، شنت مسيرة معادية ظهر امس غارة بـ3 صواريخ موجهة، مستهدفة سيارة على مفترق الشرقية وسط بلدة الدوير، مما ادى الى استشهاد الشاب محمد علي حديد، واصابة 7 مواطنين بجروح، واندلاع النيران بالسيارة المستهدفة وامتدادها الى سيارتي ميني كوبر وهوندا . وتسببت بأضرار كبيرة بالمجمع التجاري الذي يضم 17 محلا تجاريا، من مطاعم ومحال مواد غذائية ومكتبة وملحمة، فضلا عن محيطه من محلات وشقق، اصيبت بأضرار مادية. وتعتبر المحلة المستهدفة منطقة مكتظة بالسكان.
ولاحقاً استهدفت غارة من مسيرة دراجة نارية في حي ابو لبن في عيتا الشعب، واعلنت وزارة الصحة عن سقوط شهيد.
ماذا أبلغ بري الحجار؟
وفي ملف الانتخابات، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وتناول اللقاء عرضا لآخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة، لا سيما الامنية منها وشؤونا تشريعية ترتبط بالملف الانتخابي.
وعلم في هذا السياق، ان الرئيس بري كان حاسما لجهة اجراء الانتخابات في موعدها، وقد اكد وزير الداخلية الجهوزية لاتمام ذلك، اذا تمت معالجة الثُغر الخاصة بمقاعد المغتربين ال6 في الخارج. وقد ابلغه الرئيس بري انه لا عودة لانتخاب المغتربين للنواب ال128، وعلى الوزارة ان تعمل حسابها على هذا الاساس.
التحقيقات في اغتيال ايليو؟
وفي بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون عائلة الشاب إيليو أبو حنا، التي ضمّت والده ووالدته وشقيقته، إضافةً إلى محامي العائلة زياد أسود، وقدم الرئيس عون تعازيه للعائلة، مؤكدا «أن التحقيقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية مستمرة حتى جلاء الحقيقة».
وتجدر الاشارة الى ان التحقيقات مع 6 موقفين فلسطينيين تم تسلمهم من الامن الفلسطيني، خلصت الى تحديد هوية اثنين من الذين اطلقوا النار على السيارة، وتسببوا بوفاة ايليو، فيما يبقى 3 مسلحين متوارين عن الانظار، ويجري العمل لتوقيفهم. وقد تبين ان السيارة اصيبت ب7 رصاصات، وقد اصيب ايليو برصاصتين في الظهر والقفص الصدري. وقد اجريت فحوصات مخبرية لفحص وجود اي نوع من المخدرات في جثة ايليو، وجاءت النتائج سلبية.
«فوضى» بلدية بيروت
وفيما زار عدد من نواب بيروت وزير الداخلية احمد الحجار للبحث في «الفوضى» السائدة في ادارة مجلس البلدية في بيروت، اثر بروز قضية صرف مبلغ 330 الف دولار دون مرور امر الصرف بالمجلس، تفيد المعلومات القضائية ان التحقيقات تتجه نحو تثبيت تهمة سوء الادارة ، وليس الاختلاس، على امين الخزنة خ. أ. الموقوف لدى امن الدولة، بعدما صرف المبلغ لمستحقيه من ضباط فوج الاطفاء، بدل فواتير بنزين متراكمة.
لكن تبقى التحقيقات جارية لمعرفة مصير مبلغ 32 الف دولار تخلى عنه الضباط كبدل تسوية! ووفقا لمصادر مطلعة تطفو على السطح رائحة خلافات سياسية وكيدية، على خلفية الخلاف مع المحافظ الذي يعتبر امين الخزنة مقربا منه. وثمة كلام عن حصول خ. أ. على موافقة شفهية من المحافظ والبلدية، على عملية الصرف ثم جرى الانقلاب عليه. ومن المرتقب ان تتوسع النيابة العامة المالية في التحقيقات، لتشمل اكثر من ملف في البلدية. كما دخل على الخط ديوان المحاسبة.



