182651 وافدا الى لبنان الشهر الحالي لتمضية الاعياد منذ
تحقيق حلا ماضي
ساعات قليلة ويحتفل العالم برأس السنة بعد ميلاد السيد المسيح، يسوع الناصري الذي ولد على أرض فلسطين ليخلص العالم من الظلم والاستبداد كان المقاوم الأول في التاريخ، ضحى بنفسه من أجل الآخرين.
هذا العام، جاءت الذكرى حزينة مؤلمة، فالأرض التي شهدت ولادة يسوع الناصري تتألم، فلا احتفالات ولا أجراس تقرع في كنيسة المهد حزنا وتضامنا على ما يدور من تنكيل بحق أهل الأرض، وليس بعيدا عن فلسطين، الجنوب اللبناني حيث وطأت قدما السيد المسيح أرضه وحيث حصلت أولى معجزاته في بلدة قانا – الجليل عندما حول الماء الى خمر.
يتشارك الجنوب الحزن هذه الأيام مع أرض فلسطين وأهلها، ويتعرض أيضا لعدوان إسرائيلي يؤدي الى إزهاق حياة الناس وتدمير ممتلكاتهم ونزوحهم عن أرضهم، لبنان الذي يعاني ما يعانيه من أزمات إقتصادية وسياسية ينتظر مواسم الأعياد لإعطائه جرعة دعم معنوية ومادية ستأتي بالدرجة الأولى من مغتربيه، الذين لن يتخلوا يوما عن إعطاء المعنى الحقيقي للعيد بأن يكونوا في لبنان لتمضية مواسم الأعياد مع ذويهم واصدقائهم. وعلى الرغم من الأجواء المضطربة التي تخيم منذ أشهر على لبنان والتهديدات المتلاحقة لمطار بيروت وما رافق ذلك من توقف مؤقت لبعض شركات الطيران العالمية، التي عاودت منذ ايام رحلاتها الى لبنان، فإن حركة المسافرين من والى مطار بيروت تبعث على الأمل ويكاد يكون المشهد من المطار هذه الايام بملاقاة اللبنانيين بعضهم لبعض “العيدية” الحقيقية لكل اللبنانيين.
بالمقابل يصر مطار بيروت على بث أجواء العيد، فكان من أوائل المطارات والمؤسسات الذي بادر الى وضع زينة الميلاد ولو بشكل رمزي في كافة أرجائه، حيث زينت صالات المغادرة والوصول، وعلى الرغم من التهويل بتراجع حركة المسافرين من والى المطار مع نهاية موسم الصيف، وهو أمر طبيعي، الا أن تلك الحركة لا تلبث ان تعاود نشاطها عند كل مناسبة.
فمنذ بداية شهر كانون الاول الحالي، بدأت حركة الوافدين الى لبنان تشهد إرتفاعا تدريجيا ليصل عدد الوافدين بشكل يومي الى المطار 13000 الف وافد من مختلف دول العالم تزدحم بهم قاعة الوصول في المطار، الا ان النسبة الأكبر كانت لقادمين من الدول العربية، ووصل عدد الوافدين بشكل عام منذ بداية الشهر الحالي وحتى اليوم الى ما يزيد عن 182651 وافدا الى لبنان.
للبنانين مع الأمل قصة لا تنتهي، فكلما اشتدت الصعاب، كانوا اكثر تشبثا بوطنهم، وكما كانت السيدة مريم العذراء تنتظر “ولدها” ليعود بسلام من جولاته في صيدا وصور ومنطقتهما عند ” سيدة المنطرة” على مشارف بلدة مغدوشة في الجنوب، كذلك نحن اللبنانيون ننتظر عودة الاستقرار والسلام ليعود للعيد معناه الحقيقي.