رأي

16آذار:إغتيال قائد في الجبل(أحمد عياش)

 

د. أحمد عياش – الحوارنيوز

 

لم يبق من المعلّم غير اسمه وكتاب حزين على رفّ مكتبة مهجورة.

بقي بعض نقاط دم لقائد حالم بوطن على زفت طريق دير دوريت، وسيارة “بونتياك” معطّلة بلوحة عراقية مفتوحة الأبواب على خيارات كارثية.

لا يموت القادة الحقيقيون الا رمياً بالرصاص او رمياً بالورد حتى الموت.

لا فرق هنا بين الرصاصة والوردة.. فكلاهما يقتلان.

بقيت جريدة ورقية تُشترى قبل أن تُباع، وأقلام تُكسر قبل أن تُكتب ويسار يتيم اثخنوه جراحاً.

يغادر المعلّم المدرسة بعد ان يتيقن أن تلامذته تحوّلوا لمقاتلين من حبر ومن دم ومن ثقافة وطنية ومن ماء نهر الباروك.

ليس في عاليه نهر.

ليس في بعلبك أرز.

ليس في الكورة معاصر زيتون .

ليس البلاد وطن يا قائد، وليس القضاء بعدالة، والجيش هنا حرس في شوارع كي لا يتقاتل ناسك وحرس حدود متحركة .

وليس الدين بأخلاق يا معلّم .

ايها المغدور انتقاما لأن جسمك من خبز الفقراء واحلامك من بحر هادئ، ومعولك من تراب مقدّس وريشتك فلسفة اشتراكية لا تعد.

هنا الغياب حضوراً أجمل للشعر والغناء والرقص والصلاة ولوجه صادق تمنى الخير لشعبه.

ايها المعلم،

هنا الناس بقيت ناساً ولم تتطوّر لشعب، فإلى من كنت تحكي والى من كنت تكتب ومن اجل من كنت تغضب وتصيح .

كل الأوفياء تم اغتيالهم.

هنا لا احد يسمع ولا احدا يقرأ.

اتقنوا فنون القتل على الهوية.

اتقنوا حراسة المصارف.

ما كان الهدف يا قائد يستحق المغامرة.

ما زالت الطائفية أقوى واشرس وتتقدّم وتنتشر.

ما زالت برجا تتحدى واشنطن، وما زال علي شعيب يقتحم المصارف ويُقتل.

وما زلنا نخفض علو العلم، فالحزن بأرزه والألم.

يا آذار،

ما زالت رصاصة الاغتيال كلما رأت عينيك تعتذر، والشجر هنا ما زال يحوم حول ضريحك يبكي ويضحك، لا حزنا ولا فرحا، كعاشق خط سطراً في الهوى ومحا.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى