ڤيروس كورونا بين الهلع والحذر
طلال الإمام –استوكهولم- خاص الحوارنيوز
في الطريق الى مطار ستوكهولم اعتقدت، وبتأثير الهلع الذي يجتاح العالم وتمارسه مختلف وسائل الاعلام خوفا من فيروس كورونا، اعتقدت انني سأجد مسافرين بكمامات، إجراءات استثنائية بحق القادمين والمغادرين …وان المطار سيكون شبه خال من المغادرين خوفا من الفيروس. اندهشت عندما وجدت ان كل الأمور تتم كما السابق وليس ثمة إجراءات استثنائية. سألت احدى الموظفات قالت "ليس لدينا بعد أي اجراء استثنائي سوى توجيهات عامة للمسافرين بإتباع وسائل النظافة بشكل اكثر من المعتاد"، واضافت "ان الكمامة لاتحمي تمامًا من الإصابة" …..
استعرض هذه الوقائع لأنني لمست هلعًا زائدا لدي البعض الذي بدأ بتخزين المواد الغذائية وعدم ممارسة أي نشاط في أماكن عامة .
ان ماذكرته لايعني ابدا عدم أخذ انتشار الفيروس على محمل الجد او عدم اتخاذ اجراءات احتياطية لمنع انتشاره على المستوى الشخصي والعام . الحذر واجب ومطلوب لكن من دون خلق حالة من الهستيريا. هناك بلدان أغلقت المدارس، وحدّت من التجمعات، ألغت بعض الفعاليات الحاشدة. شركات طيران أوقفت رحلاتها لبلدان بعينها ،وشركات سياحية أضحت على حافة الإفلاس ،كما تم وقف استيراد المواد الغذائية من بعض الدول المصنفة خطرة ؟
في الوقت ذاته تكثر بين الهلع والحذر التساؤلات والتحليلات والأسئلة حول هذا الڤيروس اللعين وخطره الذي يؤثر على صحة البشر عدا تداعياته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
تساؤلات من شاكلة هل تم انتشار الفيروس بفعل فاعل لأسباب سياسية او اقتصادية؟ هل هي حرب بيولوجية ؟
هل تقف شركات بيع الأدوية وراء ذلك؟ هل ذلك جزء من الحرب غير المعلنة بين اميركا والصين وإيران ؟
هناك من يشير الى ما عانته البشرية في تاريخها القريب من حروب بيولوجية ، ام ان الامر هو ان ڤيروس ينتقل من الحيوان للإنسان ومن الانسان للإنسان بسرعة الريح ؟.
اخيرا لماذا يتم التركيز او وقف الرحلات من و الى بلدان بعينها ؟.
اسئلة كثيرة تبرز وليس بامكان احد حتى الان الإجابة عليها..والى حين الوصول الى الحقيقية سيعيش العالم حالة من الهلع احيانا والحذر المبالغ فيه احيانا اخرى .
الحذر مطلوب نعم ، وتعاون البلدان للحد من انتشار الفيروس والعمل لإيجاد مصل مضاد مطلوب …غير المطلوب هو الهلع الذي يفاقم المسألة ولايحلها.