يوم استشهاد “الفدائي اسماعيل هنية”:ما يزال توقيعه على شالي وكوفيتي (أحمد عياش)
كتب د. أحمد عياش:
بعدما كاد ينتهي اللقاء مع الرئيس اسماعيل هنية في مقرة الرئاسة في غزة، قام بلطف ليوزع علينا “كوفيات” و”شالات” فلسطينية .قبضت يدي على يده مانعا إياه.نظر إلي مبتسما :
-ما الأمر يا حكيم؟
قلت مبتسما:
وقّع على الكوفية والشال.. سيأتي يوم نفتخر بتوقيعك.
تناول قلما و وقّع:
اسماعيل هنية😞🌹.
وما زالت الكوفية و ما زال الشال في الدار، وما زال توقيعه شاهدا اننا منتصرون لا محالة ولو طال المسير.
*******
لم انم ليل أمس لأستيقظ على نبأ أليم آخرمن طهران.غفوت على أمل أن ينصرنا الله الغالب لهم انطلاقا من غزة او من بيروت.
غفوت على ثأر آت في الليل لا محالة، فإذا العدو الأصيل يثأر منّا كيفما وساعة يشاء.
بدل ان نثأر نحن يلاحقنا العدو الأصيل اينما كان.
إلى أين المفرّ من حلفاء العدو الأصيل الأوفياء له؟
من علّم العدو الأصيل اسماء الأماكن كلها؟
من علّمه أين وكيف ومتى يتحرّك الفدائيون؟
لماذا لم ينزل الفدائيون إلى الانفاق تحت الارض؟
ماذا يفعلون في الضوء؟
اي طمأنينة هي ان العدو لا يعرف ولا يستطيع؟
لا أوافق الرأي.
بل قادر ان ينالنا وسط طهران نفسها.
سابقا اغتالونا في تونس وفي روما وفي قبرص.
سقط الفدائي اسماعيل هنية شهيداً في وسط الديار وارتفع السؤال:
وماذا بعد؟
كأن العدو يعلم ما لا نعلمه عنّا،كأنّنا تحوّلنا لأهداف متحركة أمام صياد محترف لا يخطىء رمي الرصاص.
سقط القائد الفدائي كما قال أبو علي إياد:
نموت واقفين ولن نركع.
كن ما تكونه!
كن ابن فتح، كن ابن حماس، إنما كن فدائياً ما دامت الشهادة توحدنا طالما الانتصار بعيد.
هذا الصباح دموعنا دماء.
ديارنا تتشح بالسواد.
مات الفدائي ابن اهل الشرف والجماعة.
فجر حزين من حارة حريك إلى طهران إلى غزة والموت واحد.
كما الدم واحد.
كما الفاجعة واحدة.
يهوه ليس أقوى.
سوء إدارة الصراع في السلم وفي الحرب مؤلم اكثر.
الله اعلم بغضبنا وبحيرتنا.
ما نحن فاعلون؟
سقط الفدائي كما سقط معظم أفراد عائلته بين جريح وشهيد وحالنا كحال الصحافي الذي وقف أمام جثث عائلته في غزة فقال:
“معليش
معليش كلو فدا فلسطين
معليش كلو فدا فلسطين بهون”
لا يموت الشرفاء الا استشهادا، من حارة حريك إلى غزة إلى القاهرة إلى صنعاء إلى الجزائر إلى طهران.
دمنا واحد .
وحدتنا أطهر وضوء.
حيّي على الكفاح!