ماري ناصيف الدبس – الحوارنيوز
فوجئت، صباح هذا اليوم، بفيديو موزع من موقع “يا صور” يتحدّث فيه أحد الصيادين عن وصول كميات من “المساعدات” التي ألقيت من طائرات النقل الأميركية في بحر غزة إلى شواطئنا، بينما تمر على الشاشة صور لمشايات من البلاستيك داخل أكياس مربوطة بمظلات…
ذكّرني المشهد بكاريكاتور نشره الرسّام الفرنسي بلانتو Plantu، منذ عدة سنوات، في جريدة “لوموند” يظهر فيه شاب أفريقي هزيل جائع يلتقط كيسا سقط من طائرة تحمل مساعدات إلى القارة الأغنى في العالم والمنهوبة منذ مئات السنين… ليجد فيه كومبيوتر مستخدم !
هكذا كانت دائما هدايا الاستعمار ومن ثم الامبريالية لشعوب جنوب الكرة الأرضية… خردة مرفقة بالقتل والدمار. بل، يمكن القول، إن الامبريالية الأميركية على وجه الخصوص برعت في اختيار الهدايا لشعوب العالم، من القنبلة النووية إلى هيروشيما وناغازاكي، إلى النابالم الذي أحرق أراضي فيتنام ولاوس وكمبوديا، إلى القنابل الانشطارية والعنقودية وصواريخ الفوسفور واليورانيوم المنضب تتناثر كحبات البرد على فلسطين ولبنان، بل والعديد من بلدان العرب، إلى دعم الكيان الصهيوني في حرب الابادة التي يشنها ضد بنات وأبناء غزة، إن بالحديد والنار أم بالتجويع … كل ذلك مرفق، كما شاهدت اليوم، ببعض الأطعمة التي تجاور “مشايات البلاستيك” “الأساسية جدا” من أجل مقاومة الجوع والعطش ومعهما فقدان الأدوية والمواد الطبية اللازمة للمستشفيات.
والأنكى من هذا وذاك أن بايدن وإدارته يتحدثون عن إقامة “جسر” بحري يمتد من جزيرة قبرص إلى قطاع غزة، مبررين ضرورته لتسهيل دخول المساعدات إلى شعب القطاع المحاصر، بينما كل الدلائل تشير إلى أن الهدف من الجسر هو “الترانسفير”… أي ترحيل المدنيين بناء للخطة المشتركة الامبريالية- الصهيونية.
لذا، ننصح أهلنا في غزة، الذين لم ولن تنطلي عليهم أكاذيب بايدن وإدارته، أن يحتفظوا ب”المشايات” لرميها في وجه “الكاوبوي” الأميركي بعد دحر الكيان الغاصب الذي يشكّل القاعدة الأمامية للولايات المتحدة في منطقتنا.
* اكاديمية – عضو قيادة الحزب الشيوعي اللبناني
إضغط على الرابط لمشاهدة الفيديو:
https://www.youtube.com/shorts/FgJqeU7ChaE