رأي

يزيد الاسرائيلي…يغتال أم حسن!(نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوار نيوز

 

يراسل الطيّار قيادته ….في برقية عاجلة …مقاوم يتجه نحو الامام الحسين .. ابلغته القيادة… امنعه من الوصول إلى كربلاء ..اقتله حتى لا يصل إلى  مشرعة الصواريخ…

يطلق الطيار..سهمه الثلاثي الصواريخ نحو حسن …

يوم أمس كنت احضر مشاهد تمثيلية من مسرحية عاشوراء.وكانت الام تودع ابنها للقتال… وكذلك الأخت والزوجة، وفي مشهد كانت السيدة زينب (ع) تودّع الإمام الحسين (ع) وتهيئ له جواده للمعركة الأخيرة… كانت المشاهد تمثيلية ،اما عواطف المحبين والانصار فكانت حقيقية وصادقة وكذلك دموعهم.

اليوم شاهدت مشهداً حقيقياً ،لأم تودع ابنها وكانت لا تزال تلبس السواد على الإمام الحسين، أحضرت له الفطور (الترويقة) وشربت معه الشاي ثم اسرج  جواده”الرابيد” وتوجه نوح الميدان، وغادر المنزل بدعاء امه وقد احتضنته الاحتضان الاخير مع دعاء بالسلامة والنصر.

كانت  ام حسن ..لاتزال على شرفتها واذا بصوت انفجار يدوي وغبار يغطي الطريق…فيقفز قلبها نحو الانفجار وتصرخ…هذا حسن…وركضت تلملم أشلاء حسن…

لا تزال الطائرة  تلاحقه …قفز الشجاع الحسيني من على ظهر جواده الرابيد..راكضا نحو الزيتون ..تلاحقه الطائرة…وام حسن على التل ..تطلق نيران دعائها على الطائرة ..تراقب . صرخت.. وهرولت بإتجاه حسن… حسن لم يستشهد من الضربة الأولى …كما علي الأكبر….لم يستشهد من الضربة الأولى.

حسن لم يستسلم ولم ينهزم، كالعباس ..قطعوا يده اليمنى وبقي يقاتل  … لكن سهماً ثلاثي الصواريخ عاجله كما عاجل حرملة عبدالله الرضيع بسهم ثلاثي مسموم وكما عاجل الإمام الحسين بسهم ثلاثي مسموم.

ام حسن تلوح بمنديلها الأسود …وتصرخ بالحداء الأخير …حسن… يا نور العيون

 حسن… يا دمع العيون

ويناديها  حسن ..ويقول لها ..يما ذكريني …

 الجنوب  العاملي …يحيي عاشوراء وذكرى كربلاء… ليس تمثيلا ..بل شجاعة وجهادا وشهادة.!

كان حسن يردد بالمجالس ،كما كل الشهداء “ياليتنا كنا معكم” ففتح الحسين ذراعيه ..مناديا للصادقين..

 تعالوا إلى كربلاء…. وصل حسن …كما وصل كل الشهداء… أنصار ابا عبدالله الحسين.

سيأتي اخوة حسن واهل حسن وكل الاحبة ..يغسلونه  ويلبسونه الكفن …لكن الحسين لا يزال بلا راس في صحراء كربلاء ..بلا غسل … ولا كفن… لكن رأسه المرفوع على الرماح .. يبتسم.. .لقدوم حسن..!

سلاما …يا حسن

سلاما ….يا ام حسن. …

يقتل الشهداء ..مرة واحدة..اما امهاتنا ..فيقتلن كل يوم..حتى الموت الأخير…

امهاتنا شهيدات الحزن الذي لاينتهي…

حسن..كل الشهداء..

ام_حسن..كل أمهات الشهداء

الفاتحة لارواح الشهداء !!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى