ويسألونك عن الحراك: هو سفينة تبحر في بحر هائج بين الخوف والرجاء
نبدأ من الاخر ، ثم نعود الى المربع الاول …
عبد الله بن عبد العزيز
مخاطباً الامريكيين : اقطعوا راس الافعى في ايران…!
هل تذكرون هذا الكلام منذ العام ٢٠٠٨ م والذي كشفته الويكليكس في العام ٢٠١٠ م
هذا هو جوهر المخطط الذي يُعمل به و بات الان جلياً للقاصي والداني في لبنان وفي غير لبنان ايضاً ولم يعد سراً على احد لا بالحراك الطيب والعفوي ولا بالخبيث والمبرمج والموجه البتة …!
يريدون راس المقاومة وسلاحها وهو المخطط الذي يجب ان يبدأ تنفيذه من اخراجها من الحكومةالحكومة، ومن ثم سحب التغطية الرسمية عنها ،وتالياً ان امكن زجها في حروب داخلية تستنزفها وتشاغلها وتشغلها عن الكيان الصهيوني الذي بات يحبس انفاسه بانتظار حرب البقاء المستحيل…!
ومن اجل تقريب الصورة لاهلنا ونخبنا وبيئتنا المقاومة المشغولة في هذه اللحظات بردة شربل نحاس ،وافتتانها بمقاربة جورج غانم نقول:
نعم المطلوب رأس حزب الله
الذي يمثل رأس حربة محور المقاومة…
وتخوفكم هو ان ينهار السقف على الجميع كما حدث في الاعوام ٧٥ او ٨٢ وما تلاهما من حروب قاسية ومدمرة على لبنان …
وهذا بالتحليل الظاهري وبالحساب التقليدي صحيح…
لكن الغوص في الرؤية والتعمق في القراءة يجعله غير صحيح…
كيف…!؟
في تلك الاعوام كانت الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية المقصودة بالقضاء والتصفية والاخراج من الحلبة ضعيفة عدة وعديداً ومكشوفة الظهر تماماً استراتيجياً ومتهمة بنقصان العمق والعقيدة الوطنية، اي ليست محلية بالتمام والكمال ( ليس من باب التشكيك بالثورية او الوطنية بل من باب الارتباط العقيدي والايديولوجي)…
كما ان سورية آنذاك لم تكن متوائمة معها بل متعارضة في ابعاد عديدة…
وايران آنذاك لم تكن موجودة ايضا بما هي ايران اليوم …
ولا حتى موسكو ولا بكين اللتان كانتا تعلنان تضامنهما العام معها ( تذكروا جيدا بانهما كانتا في ضعف وبالكاد يدافعان عن وجودهما…)…!
اما اليوم فالظروف والحالات مختلفة مائة في المائة عماكانت عليه آنذاك…
فالمقاومة الاسلامية اليوم المعادية للامبريالية والنظام العالمي الفاسد ليست حركة وطنية سبعينات القرن الماضي ولا مقاومة فلسطينية السبعينات والثمانينات…
المرتبطتين ( تبعياً بالقوة كما بالفعل وبحسابات موازين القوى) بمحور عالمي كان اقصى ما يطمح اليه هو المحافظة على نفوذه في دمشق التي كانت اساساً ليست على وفاق مع الحالة اللبنانية الفلسطينية المتصادمة مع نظام الحكم اللبناني المنضوي تحت المنظومة الاستكبارية العالمية كما ذكرنا اعلاه ….
بل هي اليوم تصنف مقاومة وطنية لبنانية بامتياز ، جذورا وعمقاً وايديولوجيا وعقيدة وتاريخ وجغرافيا ( ارض)…
مضافاً اليها دعم سوري وايراني بلا حدود وهما دولتان اصبحتا ( حضرتا ام لم تحضرا فيزيكياً) جزءاً لا يتجزأ من فعل القوة التي تختزنها قيادة المقاومة اللبنانية…
ومعهما اضافة لذلك قوتان صاعدتان دولياً هما روسيا والصين اللتان اطاحتا عملياً بالاحادية الامريكية العالمية، و هما اللتان تكادان تخرجان امريكا وكل الغرب من كل منطقتنا العربية والاسلامية عدا قاعدة واحدة متهاوية ومتهافتة اسمها " اسرائيل"…
والاهم من كل ما تقدم هو ان هذه المقاومة اللبنانية المطلوب رأسها اليوم باتت تملك من القوة والجبروت والهيبة والاقتدار والسطوة بكل حسابات الصديق والعدو ،بما يجعل العالم كله على حافة الهاوية لو تم الاعتداء عليها، كما انها باتت تطوق " اسرائيل" من الجهات الاربع بما يهدد الكيان بالزوال…
وهنا دعونا نعود الى خطة اصحاب النوايا الخبيثة والعاطلة ممن ركبوا موجة الحراك والذين يروجون لخطر انهيار الهيكل على الجميع…
ماذا يملكون من ادوات تهديد…!؟
-انفجار اجتماعي اي طوفان بشري متنقل يضغط على جمهور المقاومة وقيادتها …
-انهيار اقتصادي مالي نقدي للمنظومة المصرفية ما يجعل الدولة اللبناية تعلن افلاسها…
اليس كذلك..!؟
الاول جربوه وسيواصلون تجريبه ولن ينجح، لان طوفاننا البشري الصامت الناطق اقوى من طوفانهم وهو لم يتحرك بعد فكيف لو تحرك…!
فمقاومتنا ليست جماعات غوار وعصابات متمترسة في الجبال تغير على المدن بين الفينة والاخرى بل شعب وامة وما ادراك ما امة…
واما الثاني الذي يهولون به ويلوحون ويستخدمونه بشكل ضغوط هائلة الى حد التهديد بالهاوية لاجل استخدامه ضد الدولة بالاساس وتالياً الجميع ، فانهم هم من يعرف جيداً باننا ضد بقاء هذه المنظومة اصلاً لانها اصل فساد النظام السياسي اللبناني ونحن من يطالب باسقاطها، لكننا طلبنا مكافحتها تدريجياً شفقة بالدولة والمستفيدين منها من اشقائنا بالمواطنية من ذوي الدخل العالي والميسورين ….
اما جمهورنا الفقير والمعتر والمسكين والمستضعف من اوسع الطبقات اللبنانية العابرة للطوائف والمذاهب والمناطق فهم محرومون منها ومن منافعها اصلاً…
لذلك ان سقطت هم سقطوا وليس نحن …لا مقاومة ولا جمهور ولا شعب لبناني، وهم يعرفون ذلك حق المعرفة…
لذلك لا يظنن احد ،اي احد ،اننا مهددون او قلقون ، ولا ان خصومنا الخارجيون او اذنابهم الداخليون يملكون اي وسيلة ضغط علينا تجعلنا نتراجع عن ثوابتنا او تطيح بقدرتنا على الصمود…
نعم جنرال واحد يستطيع ان يهزمنا هو الجنرال جزع او زملاؤه "كلل او ملل او يأس او قنوط" …
ولما كان هؤلاء حرام علينا في ديننا وعقيدتنا لذلك نحن صامدون…
بل نحن قادرون على جعلهم المهزومون …
بمن ..!؟
بالجنرال صبر
وهم يراهنون على استبدال اصطفاف الجنرالات ، وهو ما لن يكون…
ولذلك فهم في اللحظة التاريخية الفارقة التي نمر بها الان لن يتجرأوا
لا باغراقنا اكثر فاكثر بالطوفان
ولا تفجير لبنان ولا دفعه للفوضى الشاملة ولا بالمقامرة باستدعاء الخارجي الاصيل كما فعلوا في العام ١٩٨٢…
لانهم الادرى بما يمكن ان يصيبهم من دمار شامل لا يحتمل ولا يطاق، وهو ما يحذر منه اسياد بعض متطرفي ومغامري الداخل الصغار وبعض محرضيهم الاقليميين من امثال هامون " اسرائيل" او صبية مشايخ الخليج…
الذين اشرنا اليهم في مقدمة المقال …!
ذلك ان اسيادهم كانوا مترددين اصلاً في العام ٢٠٠٨ ونحن كنا ضعفاء يومها ولم يستو عودنا وينضج بعد ولم نكن نملك الا بعض رباط الخيل ودعاء الجوشن الصغير…
فكيف بنا ونحن اليوم نُنزل بافاعيهم الطائرة من السماء مع صباح او مساء كل يوم فيما سحرتهم يسجدون ليوسفنا…!؟
تخبزوا بالافراح يا حيتان
السلطة والمال الحرام