سياسةمحليات لبنانية

حذار من سياسة جر ملف التهجير السوري الى العنصرية (علي يوسف)

محاولة لإشراك المقاومة بمعالجة شكلية .. والهدف توريطها بنتائج انفجار مرسوم !!

 

كتب علي يوسف – الحوار نيوز

عندما كنت استمع لتصريح الوزيرهيكتور حجار بعد الاجتماع في السراي برئاسة الرئيس ميقاتي  والذي كان مخصصا لبحث موضوع المهجرين السوريين ،انتابتني مشاعرعدة:

١- الرغبة في التصفيق احتفالا  بالاستيقاظ  اللبناني حول خطر استمرار وجود المهجرين السوريين بعد كل  النتائج التي  تحملها لبنان ماليا واقتصاديا  واجتماعيا واتخاذ قرارات محددة وتكرار زيارات “خجولة  ” لوفد وزاري الى سوريا للتنسيق  !!!!…

٢-  شعورحزين ،وحزين جدا ،لحفلة العنصرية في التعاطي مع هذا الموضوع  رسميا وشعبيا واعلاميا للأسف، ومن كل الأطراف، ان بسوء نية او بغباء حسن النية واستجابة للجو العام، وكما يحصل في عدد كبير من الملفات ….

٣- شعور بالاستهزاء بالقرارت  الصادرة ، ان لجهة وصفها ب “الموقف الموحد” ،حيث تعودنا على استعمال هذا التعبير دائما بعد فوات الأوان ..  أو  لجهة التأكيد على تنفيذ قرارات صدرت في الاعوام ٢٠١٤ و٢٠١٩  و٢٠٢٠  ،من دون ان ينتبهوا اننا  بتنا في العام ٢٠٢٣!!!!  أو لجهة تحويل طلب الداتا حول المهجرين الى طلب محدد المهلة ..   وفي الحقيقة ان هذا التحويل  يُحول الاستهزاء الى باعث للضحك ،حيث يخطر على البال سؤال حول ما سيكون الموقف اذا لم تُحول الداتا ؟ وماذا سيفعل عندها “سبع البرومبو “؟… والأكثر دافعا للاستهزاء هو الطلب الى الاجهزة المعنية التشدد في اجراءات ضبط حركة التهجير  !! بعد ١٢ عاما  على بدء التهجير،وبعد ان وصل عدد المهجرين الى ما وصل اليه ،عددا ووضعا وازمات ومواقف عنصرية وتهديد بانفجارات امنية !!!..

٤- شعور  بالاستياء من الاستهزاء بعقول اللبنانيين والسوريين ومحاولة اعطاء جدية كاذبة لهذه القرارات .. علما انها وُضعت جميعها تحت شعار “العودة الطوعية”،وهو الشعار الذي يتم تحته تغطية عدم العودة؟!!!

٥-شعور بالغضب  كون السلطة بمعظم اطرافها وكذلك المعارضة، تعتمد منذ بدء التهجير لغات ومقاربات عنصرية ومن دون اتخاذ اية خطوة  حقيقية، ومع عمل اعلامي مواكب لحفلة العنصرية تنفيذا لرغبات واهداف المعلم الاميركي وملاحقه الاوروبية..!!

 

في ظل كل هذه المشاعر لابد من حديث حقيقي  ..وهذا الحديث يبدأ بالتأكيد انه لا يمكن ان تحدث هجرة بأعداد ضخمة وغير منظمة من دون قرار دولي او على الاقل اقليمي .. ومن يعتقد ان الهجرة من سوريا الى لبنان وتركيا والاردن جاءت بسبب الاوضاع الامنية او خوفا من السلطة،هو اما واهم او غبي او مروج  لأفكار المؤامرة  التي وراء هذا التهجير ..

ولعل المساعدات التي  تقدمها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي للمهجرين عبر ما يُسمى بمؤسساتهم الانسانية  في مقابل عدم عودتهم  واختراع شعار العودة الطوعية مع الاغراءات لعدم العودة ،تكشف بوضوح ان وراء تشجيع التهجير اهدافا اخرى غير حمايتهم ورعايتهم !

ان اي عاقل او متابع  لمجريات الامور منذ بدايتها ومُدرك للتجارب التاريخية، يعرف ان هؤلاء المهجرين هم قنابل متفجرة او موقوتة  لإحداث ازمات وتفاقمها او للتفجير عند الضرورة تستخدمها الولايات المتحدة الاميركية ،متمتعة بغباء وتبعية اوروبية ومستفيدة من تبعية السلطات في بلدان استقبال المهجرين للإملاءات والأوامر الاميركية كالخراف التي تذهب للذبح ،ولكن بتميز عن الخراف  هو انها تذهب للذبح مع متعة التبعية… !!!!!!  

فإضافة الى ما ادى اليه  وجود المهجرين السوريين من ضعوط مالية واقتصادية واجتماعية على  دول  استقبال المهجرين، فقد اختزنت الولايات المتحدة  الاميركية في هذه العملية قدرة على ابتزاز اوروبا  بفتح باب تهجيرهم  على نحو غير شرعي اليها  لتفجير ازمات متنوعة فيها اقتصادية أو أمنية وبحسب الحاجة ،وقد ادرك  الرئيس التركي هذه اللعبة فلعبها احيانا لمصلحته لابتزاز اوروبا ،في حين تستمر معاناة الاردن من الضغوط الكبيرة لهذا التهجير مع  تزايد مشاعر العنصرية التي تهدد بانفجارت امنية ، مع تميز في لبنان يتمثل في تفاقم مشاعر عنصرية بين اللبنانيين وبين السوريين لتحسين الشروط  الاميركية لتحويل ذلك الى انفجار أمني واسع وفوضى  أمنية وقتل واقتتال ،عجز الحصار الاميركي والازمات الكبيرة والضغوط على تحقيقها ،وبما يحقق اشغال المقاومة بمعالجة ساحات اقتتال عنصري ،ويُحدث ازمة بين المقاومة وبين البيئة السورية الداعمة لها رسميا وشعبيا ..

ان هذا الموضوع  يستوجب معالجة   انطلاقا من رؤية مختلفة ،واعتقد ان المقاومة  تُخطىء كثيرا بمساهمة وزير منها  في معالجة لا تملك القرار والرؤية الكاملة في مقاربتها   ، لأن هذا الأمر سيُورطها  في تحمل نتائج ما سيحصل لاحقا، والذي يملك اوراقه المعلم الاميركي  ويُنفذه اتباعه في الحكومة وفي السلطات المتنوعة  وخصوصا الأمنية  وهم كثر ؟؟!!

حذار من سياسة المسايرة التي اعتُمدت في اكثر من ملف استجابة لجو عام، ولعل هذا الملف هو الأخطر!!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى