سينما ومسرح

وفاة الممثل حسن حسني: الفنان الذي ملأ الشاشات طوال عقود من الزمن

 

الحوار نيوز – خاص

تشيع مصر ظهر اليوم الفنان حسن حسني وسط إجراءات دقيقة نظرا للأوضاع الصحية العامة وجائحة كورونا.
وكانت وسائل إعلامية مصرية، اعلنت فجر اليوم السبت، عن وفاة الفنان الكبير حسني، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، عن عمر يناهز 89 عاماً.

وقال الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية إنه جاري التواصل مع عائلة الفنان الراحل لمعرفة موعد ومكان تشييع الجنازة،فيما أفاد موقع (اليوم السابع) المصري، أن الفنان حسني توفي بمستشفى دار الفؤاد، إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت إلى دخوله المستشفى مساء أمس، وظل على مدار الـ 24 ساعة داخل العناية المركزة حتى فارق الحياة منذ قليل.

وظهر النجم حسنى، أمس الجمعة، فى أحدث صورة له مع الفنان الشاب محمود ياسين، حفيد النجم محمود ياسين، حيث نشر الفنان الشاب صورة جديدة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى (إنستجرام)، وهو يجلس بجوار النجم حسن حسنى، الذى أطل على جمهوره مبتسمًا ويبدو فى حالة صحية مستقرة.

وهذه بعض الأخبار المتصلة بحياة الفنان الراحل:
• توفيت رشا ابنة الفنان حسن حسني جراء اصابتها  بمرض السرطان، الذي ظلت تعاني منه لأشهر، حتى رحلت عام 2013. وكان والدها يرسل التقارير الطبية الخاصة بها إلى أحد المستشفيات الكبيرة بألمانيا، وجاء الرد أن الحالة حرجة ومتأخرة ولا جدوى من العلاج، وشاء القدر أن يرسل هذا التقرير في نفس يوم وفاتها بمستشفى "الشروق" بالمهندسين، الأمر الذي سبب صدمة كبيرة لوالدها.

 

• في دار الأوبرا المصرية، سلم المخرج داوود عبد السيد درع تكريم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعين، إلى الفنان حسن حسني الذي علق باكيًا: "الحمد لله إن هذا التكريم جاء أثناء حياتي لأسعد به عشان أفرح بالتكريم دا وأنا وسطيكم لسه، أنا بحبكم قوي".

 

حكى الفنان حسن حسني، في ندوة تكريمه بالمسرح المكشوف ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، عن موقف جمعه بالملكة فريدة في باريس، عندما ذهب مع فرقة المسرح القومي لتقديم مسرحية "إيزيس وأوزوريس"، برفقة الفنانة سميحة أيوب والفنان عبدالله غيث.

وأضاف: "عقب انتهاء العرض، صعدت الملكة فريدة لتصافحنا، وطلبت أن تتصور معي، ولم أصدق أن الملكة التي كنت أهتف باسمها وأنا طفل في ميدان عابدين، تطلب أن تلتقط معي صورة، وكانت معها الصحفية آمال بكير"، لافتًا إلى استغراب آمال من عدم سؤاله عن الصورة ليحتفظ بها، موضحًا أنه لا يحب الظهور ولا يبحث عنه.
قال الفنان حسن حسني، في مداخلة مع الإعلامي تامر أمين ببرنامج "آخر النهار"، إن بعض الفنانين كانوا يصروا على وجوده في الأفلام رغم انشغاله الشديد وارتباطه بأعمال كثيرة، وأكد أن من بينهم الفنان رامز جلال الذي نام أمام بيته لأيام ثلاثة متواصلة، وأقسم أنه لن يصور أي مشهد في فيلم "مراتي وزوجتي" دونه.
•  قال حسن حسني، في ندوة تكريمه بالمسرح المكشوف، ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، إن الفيلم الوحيد الذي سعى للمشاركة به هو "سارق الفرح" لداود عبد السيد، مضيفًا: "عرضت عليه أن اشارك فيه حتى ولو من دون أجر، وحصلت على 5 جوائز بسبب شخصية (ركبة) التي جسدتها في 
المولد والنشأة

ولد في حي القلعة (15 أكتوبر 1931) لأب مقاول، وخلال عمرهُ الطويل الذي لم يكن خاليا من متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته، والتي بدأت في حي الحلمية الجديدة.

ففي سن السادسة فقد والدته التي وافتها المنية في سن مبكرة، وهو الحدث الذي أسبغ عليهِ هالة من الحزن الدفين.

وفي المدرسة الابتدائية وتحديدا في مدرسة الرضوانية عشق التمثيل الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، ويذكر أنه قدم دور "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلالهِ على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية عام 1956.

في تلك الأثناء شارك الفنان حسين رياض في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، بعد أن لفت الانظار إلى مستوى أدائه، وقتها تأكد حسن أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.


وبالفعل جاءت بداية عقد الستينات ليجد نفسهُ ممثلا محترفا يتقاضى أجرا عن عمل يحبه لدرجة العشق، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش، وقتها لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم‘ حيث كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصولهِ إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب لهُ أزمة شاركهُ فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري عقب هزيمة الخامس من يونيو/حزيران عام 1967، وقتها شعر الاثنان بالانفراج، ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فرصة لإظهار الموهبة.

يقول حسن حسني عن تلك المرحلة: "لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن عابدين خارج دائرة الضوء، التي كنا نحلم بها، وقتها نقلت إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواتي الأولى، فقدمت عليهِ مسرحيات عديدة منها مسرحية عرابي مع المخرج نبيل الألفي، ومسرحية المركب اللي تودي مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيبا لدى جمهور المسرح".

وإلى جانب تلك المسرحيات قدم حسن حسني مع المخرج سمير العصفوري مسرحية "كلام فارغ " التي استمر عرضها لمدة 6 أشهر، وهو رقم قياسي بمقاييس تلك الفترة، وكان نجاحه في هذه المسرحية سببا في انتقالهِ إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلالهِ نجاحا آخر في حياتهِ المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية عقد السبعينات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته على حد تعبيره وفي مقدمتها روبابيكيا وصاحب العمارة.

وفي نهاية عقد السبعينات شارك حسن حسني في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا الذي اشتهر باسم بابا عبده مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله، على الرغم من حجم الشر الذي جسده فيه.

ومع مطلع عقد الثمانينات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالا كثيرة لا يذكر هو نفسه عددها، وعرضت في دول الخليج العربي بكثافة. وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب "الممثل الطائر" نظرا لكثرة تنقله بين استديوهات عجمان ودبي لأجل تصوير العديد من الأعمال الفنية.

كان الإغراء المادي لتلك الأعمال يفوق قدرة حسن حسني على رفض العمل بها، وهو ما أثر على علاقته بالمسرح، الذي ابتعد عنه لنحو ثماني سنوات، وهو مايبرره حسن حسني بقوله: "على الرغم من عشقي للمسرح الا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني إلا بعد مشاركتي في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو مالفت نظري إلى أهمية أعمال التلفزيون وأثرها على تحقيق الفنان للانتشار".

وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني عن المسرح طوال تلك السنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف عقد الثمانينات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية "ع الرصيف"، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء وقدم أيضا في عام 1985 المسرحية الفكاهيه اعقل يا مجنون مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.

علاقة حسن حسني بالسينما بدأت بدور صغير في فيلم الكرنك مع المخرج علي بدرخان في عام 1975، إلا أن دوره في فيلم سواق الأتوبيس الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982 كان علامة فارقة في حياتهِ المهنية والفنية، حيث لفت إليهِ الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديدا بشكل مختلف.

بعدها قدم مع عاطف الطيب عدداً من الأفلام، من بينها البريء، البدروم، الهروب، كما عمل مع عدد آخر من المخرجين من بينهم محمد خان في فيلم زوجة رجل مهم، ورضوان الكاشف في فيلم سارق الفرح، والذي حصل على شخصية "ركبة" القرداتي، التي جسدها فيه ونال عليها 5 جوائز.

وهو الدور الذي يقول عنه حسن حسني: "لقد استمتعت بأداء هذا الدور الذي جسدت من خلاله شخصية قرداتى عاشق الفتاة الصغيرة التي تحلم بأن تكون راقصة، فيعزف لها على الرق، وعندما تحين لحظة امتلاكه لها يفارق الحياة، كانت شخصية مركبة المشاعر وصعبة الأداء، ولكنها ممتعة لي كممثل لصعوبة التعبير عنها".

وكان عام 1993 عاما مميزا في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيهِ إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية جوز ولوز التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزهِ بجائزة أحسن ممثل، متفوقاً على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة الذين نافساه على الجائزة في ذلك العام. وقتها كان المعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب "فتى الشاشة" أو "الجان".

وفي نفس العام أيضا فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبة حسن حسني، الذي أعلن أن دخوله السينما كان "على كبر" كما يقول المصريون، فقالت عنه الناقدة إيريس نظمي: "هو فنان نجح في فرض نفسه بالموهبة، وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما يبقى الفنان بقيمته".

منذ منتصف عقد التسعينات بدأت مرحلة جديدة في حياة حسن حسني كان أكثر ما يميزها مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، إلى الحد الذي قال عنه البعض أنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام التي لا تخلو من وجودهِ فيها، بدءا من أفلام محمد هنيدي وانتهاء بأفلام حمادة هلال، وهو ما دفع الكاتبة حسن شاه إلى انتقاده قائلة: "حسن حسني يمتلك موهبة عظيمة ولكنه يبددها في أفلام لا ترتفع لمستوى أفلام المقاولات".

هذا الرأي اختلف معها فيه الناقد مصطفى درويش الذي يرى في حسن حسني صاحب قدرة فائقة على رسم الابتسامة الهادئة على الشفاه، مؤكدا أن وجوده مع شباب الكوميديا مكسب كبير لهم، ويوفر لهم القدرة على التعلم غير المباشر دون حساسية، لانه لا يطرح نفسه منافسا لهم، ولكنه مضيف لهم ولأعمالهم.

وللكوميديا مكانة مميزة في حياة حسن حسني يقول عنها: "أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة في الأداء على الموقف، وهذا أحد أسباب مشاركتي الشباب تلك الأفلام الكوميدية، أما السبب الآخر فهو رغبتي في تأمين تكاليف المعيشة، قد يلومني البعض على المشاركة في أعمال دون المستوى، ولكنني أريد تأمين نفسي ضد تقلبات الأيام".

وتعد أعمال الفنان حسن حسني حزمني يا، رأفت الهجان، بوابة الحلواني، المغتصبون، المواطن مصري، القاتلة، السيد كاف، سارق الفرح، ناصر 56، لماضة، من العلامات الفارقة في مشواره الفني، ويبقى حسن حسني "قشاش السينما والفيديو والمسرح"، وإن كان الأخير قد تراجع من قائمة اهتماماته بسبب انشغاله في السينما، فكان آخر ما قدمه هو لما بابا ينام الذي توقف عرضه بسبب وفاة الراحل علاء ولي الدين.

 

يعتبر حسني حسني القاسم المشترك لافلام الكوميديا في السنوات العشر الأخيرة نظراً لظهورهِ في معظم أفلام الكوميديا للكوميديين الشباب، وقد أطلق عليه الكاتب الراحل موسى صبري "القشاش" لأنه يمتلك القدرة للتفوق على نفسهِ في أي دور يسند إليه، حتى يقنعك بأنه هو صاحب الشخصية التي يؤديها، و"القشاش" اسم أطلقهُ المصريون على القطار الذي يقف ويحمل ركابا من كل المحطات. أما خيري بشارة فمنحه لقب "المنشار" في إشارة للكم الكبير من الأعمال التي يقدمها، لدرجة أنه عرض لهُ أربع مسلسلات في شهر رمضان لإحدى السنوات.

إنه الفنان حسن حسني، الذي بات بطلاً لمعظم أفلام الشباب الكوميدية في السنوات العشر الأخيرة، وهي الظاهرة التي بررها هو بقوله: "في عام 1982 منحني الفنان القدير عماد حمدي فرصة الظهور معه في فيلم سواق الاتوبيس في دور مؤثر بالفيلم يكاد يكون المحرك الأساسي للأحداث، في الوقت الذي كانت فيه مشاهد هذا الفنان العظيم لا تتجاوز أصابع اليد، فلماذا لا أفعل أنا الآن ما فعله معي أساتذة الفن العظام".


الفنان حسن حسني شارك في أكثر من مائتي عمل في السينما والتلفزيون والمسرح ،وملأ الشاشات طوال عقود من الزمن .

 

وفاة الممثل حسن حسني: الفنان الذي ملأ الشاشات طوال عقود من الزمن

تشيع مصر ظهر اليوم الفنان حسن حسني وسط إجراءات دقيقة نظرا للأوضاع الصحية العامة وجائحة كورونا.
وكانت وسائل إعلامية مصرية، اعلنت فجر اليوم السبت، عن وفاة الفنان الكبير حسني، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، عن عمر يناهز 89 عاماً.

وقال الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية إنه جاري التواصل مع عائلة الفنان الراحل لمعرفة موعد ومكان تشييع الجنازة،فيما أفاد موقع (اليوم السابع) المصري، أن الفنان حسني توفي بمستشفى دار الفؤاد، إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت إلى دخوله المستشفى مساء أمس، وظل على مدار الـ 24 ساعة داخل العناية المركزة حتى فارق الحياة منذ قليل.

وظهر النجم حسنى، أمس الجمعة، فى أحدث صورة له مع الفنان الشاب محمود ياسين، حفيد النجم محمود ياسين، حيث نشر الفنان الشاب صورة جديدة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى (إنستجرام)، وهو يجلس بجوار النجم حسن حسنى، الذى أطل على جمهوره مبتسمًا ويبدو فى حالة صحية مستقرة.

وهذه بعض الأخبار المتصلة بحياة الفنان الراحل:
• توفيت رشا ابنة الفنان حسن حسني جراء اصابتها  بمرض السرطان، الذي ظلت تعاني منه لأشهر، حتى رحلت عام 2013. وكان والدها يرسل التقارير الطبية الخاصة بها إلى أحد المستشفيات الكبيرة بألمانيا، وجاء الرد أن الحالة حرجة ومتأخرة ولا جدوى من العلاج، وشاء القدر أن يرسل هذا التقرير في نفس يوم وفاتها بمستشفى "الشروق" بالمهندسين، الأمر الذي سبب صدمة كبيرة لوالدها.

• في دار الأوبرا المصرية، سلم المخرج داوود عبد السيد درع تكريم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعين، إلى الفنان حسن حسني الذي علق باكيًا: "الحمد لله إن هذا التكريم جاء أثناء حياتي لأسعد به عشان أفرح بالتكريم دا وأنا وسطيكم لسه، أنا بحبكم قوي".

حكى الفنان حسن حسني، في ندوة تكريمه بالمسرح المكشوف ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، عن موقف جمعه بالملكة فريدة في باريس، عندما ذهب مع فرقة المسرح القومي لتقديم مسرحية "إيزيس وأوزوريس"، برفقة الفنانة سميحة أيوب والفنان عبدالله غيث.

وأضاف: "عقب انتهاء العرض، صعدت الملكة فريدة لتصافحنا، وطلبت أن تتصور معي، ولم أصدق أن الملكة التي كنت أهتف باسمها وأنا طفل في ميدان عابدين، تطلب أن تلتقط معي صورة، وكانت معها الصحفية آمال بكير"، لافتًا إلى استغراب آمال من عدم سؤاله عن الصورة ليحتفظ بها، موضحًا أنه لا يحب الظهور ولا يبحث عنه.
قال الفنان حسن حسني، في مداخلة مع الإعلامي تامر أمين ببرنامج "آخر النهار"، إن بعض الفنانين كانوا يصروا على وجوده في الأفلام رغم انشغاله الشديد وارتباطه بأعمال كثيرة، وأكد أن من بينهم الفنان رامز جلال الذي نام أمام بيته لأيام ثلاثة متواصلة، وأقسم أنه لن يصور أي مشهد في فيلم "مراتي وزوجتي" دونه.
•  قال حسن حسني، في ندوة تكريمه بالمسرح المكشوف، ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، إن الفيلم الوحيد الذي سعى للمشاركة به هو "سارق الفرح" لداود عبد السيد، مضيفًا: "عرضت عليه أن اشارك فيه حتى ولو من دون أجر، وحصلت على 5 جوائز بسبب شخصية (ركبة) التي جسدتها في 
المولد والنشأة

ولد في حي القلعة (15 أكتوبر 1931) لأب مقاول، وخلال عمرهُ الطويل الذي لم يكن خاليا من متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته، والتي بدأت في حي الحلمية الجديدة.

ففي سن السادسة فقد والدته التي وافتها المنية في سن مبكرة، وهو الحدث الذي أسبغ عليهِ هالة من الحزن الدفين.

وفي المدرسة الابتدائية وتحديدا في مدرسة الرضوانية عشق التمثيل الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، ويذكر أنه قدم دور "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلالهِ على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية عام 1956.

في تلك الأثناء شارك الفنان حسين رياض في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، بعد أن لفت الانظار إلى مستوى أدائه، وقتها تأكد حسن أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.


وبالفعل جاءت بداية عقد الستينات ليجد نفسهُ ممثلا محترفا يتقاضى أجرا عن عمل يحبه لدرجة العشق، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش، وقتها لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم‘ حيث كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصولهِ إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب لهُ أزمة شاركهُ فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري عقب هزيمة الخامس من يونيو/حزيران عام 1967، وقتها شعر الاثنان بالانفراج، ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فرصة لإظهار الموهبة.

يقول حسن حسني عن تلك المرحلة: "لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن عابدين خارج دائرة الضوء، التي كنا نحلم بها، وقتها نقلت إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواتي الأولى، فقدمت عليهِ مسرحيات عديدة منها مسرحية عرابي مع المخرج نبيل الألفي، ومسرحية المركب اللي تودي مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيبا لدى جمهور المسرح".

وإلى جانب تلك المسرحيات قدم حسن حسني مع المخرج سمير العصفوري مسرحية "كلام فارغ " التي استمر عرضها لمدة 6 أشهر، وهو رقم قياسي بمقاييس تلك الفترة، وكان نجاحه في هذه المسرحية سببا في انتقالهِ إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلالهِ نجاحا آخر في حياتهِ المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية عقد السبعينات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته على حد تعبيره وفي مقدمتها روبابيكيا وصاحب العمارة.

وفي نهاية عقد السبعينات شارك حسن حسني في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا الذي اشتهر باسم بابا عبده مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله، على الرغم من حجم الشر الذي جسده فيه.

ومع مطلع عقد الثمانينات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالا كثيرة لا يذكر هو نفسه عددها، وعرضت في دول الخليج العربي بكثافة. وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب "الممثل الطائر" نظرا لكثرة تنقله بين استديوهات عجمان ودبي لأجل تصوير العديد من الأعمال الفنية.

كان الإغراء المادي لتلك الأعمال يفوق قدرة حسن حسني على رفض العمل بها، وهو ما أثر على علاقته بالمسرح، الذي ابتعد عنه لنحو ثماني سنوات، وهو مايبرره حسن حسني بقوله: "على الرغم من عشقي للمسرح الا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني إلا بعد مشاركتي في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو مالفت نظري إلى أهمية أعمال التلفزيون وأثرها على تحقيق الفنان للانتشار".

وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني عن المسرح طوال تلك السنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف عقد الثمانينات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية "ع الرصيف"، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء وقدم أيضا في عام 1985 المسرحية الفكاهيه اعقل يا مجنون مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.

علاقة حسن حسني بالسينما بدأت بدور صغير في فيلم الكرنك مع المخرج علي بدرخان في عام 1975، إلا أن دوره في فيلم سواق الأتوبيس الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982 كان علامة فارقة في حياتهِ المهنية والفنية، حيث لفت إليهِ الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديدا بشكل مختلف.

بعدها قدم مع عاطف الطيب عدداً من الأفلام، من بينها البريء، البدروم، الهروب، كما عمل مع عدد آخر من المخرجين من بينهم محمد خان في فيلم زوجة رجل مهم، ورضوان الكاشف في فيلم سارق الفرح، والذي حصل على شخصية "ركبة" القرداتي، التي جسدها فيه ونال عليها 5 جوائز.

وهو الدور الذي يقول عنه حسن حسني: "لقد استمتعت بأداء هذا الدور الذي جسدت من خلاله شخصية قرداتى عاشق الفتاة الصغيرة التي تحلم بأن تكون راقصة، فيعزف لها على الرق، وعندما تحين لحظة امتلاكه لها يفارق الحياة، كانت شخصية مركبة المشاعر وصعبة الأداء، ولكنها ممتعة لي كممثل لصعوبة التعبير عنها".

وكان عام 1993 عاما مميزا في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيهِ إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية جوز ولوز التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزهِ بجائزة أحسن ممثل، متفوقاً على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة الذين نافساه على الجائزة في ذلك العام. وقتها كان المعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب "فتى الشاشة" أو "الجان".

وفي نفس العام أيضا فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبة حسن حسني، الذي أعلن أن دخوله السينما كان "على كبر" كما يقول المصريون، فقالت عنه الناقدة إيريس نظمي: "هو فنان نجح في فرض نفسه بالموهبة، وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما يبقى الفنان بقيمته".

منذ منتصف عقد التسعينات بدأت مرحلة جديدة في حياة حسن حسني كان أكثر ما يميزها مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، إلى الحد الذي قال عنه البعض أنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام التي لا تخلو من وجودهِ فيها، بدءا من أفلام محمد هنيدي وانتهاء بأفلام حمادة هلال، وهو ما دفع الكاتبة حسن شاه إلى انتقاده قائلة: "حسن حسني يمتلك موهبة عظيمة ولكنه يبددها في أفلام لا ترتفع لمستوى أفلام المقاولات".

هذا الرأي اختلف معها فيه الناقد مصطفى درويش الذي يرى في حسن حسني صاحب قدرة فائقة على رسم الابتسامة الهادئة على الشفاه، مؤكدا أن وجوده مع شباب الكوميديا مكسب كبير لهم، ويوفر لهم القدرة على التعلم غير المباشر دون حساسية، لانه لا يطرح نفسه منافسا لهم، ولكنه مضيف لهم ولأعمالهم.

وللكوميديا مكانة مميزة في حياة حسن حسني يقول عنها: "أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة في الأداء على الموقف، وهذا أحد أسباب مشاركتي الشباب تلك الأفلام الكوميدية، أما السبب الآخر فهو رغبتي في تأمين تكاليف المعيشة، قد يلومني البعض على المشاركة في أعمال دون المستوى، ولكنني أريد تأمين نفسي ضد تقلبات الأيام".

وتعد أعمال الفنان حسن حسني حزمني يا، رأفت الهجان، بوابة الحلواني، المغتصبون، المواطن مصري، القاتلة، السيد كاف، سارق الفرح، ناصر 56، لماضة، من العلامات الفارقة في مشواره الفني، ويبقى حسن حسني "قشاش السينما والفيديو والمسرح"، وإن كان الأخير قد تراجع من قائمة اهتماماته بسبب انشغاله في السينما، فكان آخر ما قدمه هو لما بابا ينام الذي توقف عرضه بسبب وفاة الراحل علاء ولي الدين.

يعتبر حسني حسني القاسم المشترك لافلام الكوميديا في السنوات العشر الأخيرة نظراً لظهورهِ في معظم أفلام الكوميديا للكوميديين الشباب، وقد أطلق عليه الكاتب الراحل موسى صبري "القشاش" لأنه يمتلك القدرة للتفوق على نفسهِ في أي دور يسند إليه، حتى يقنعك بأنه هو صاحب الشخصية التي يؤديها، و"القشاش" اسم أطلقهُ المصريون على القطار الذي يقف ويحمل ركابا من كل المحطات. أما خيري بشارة فمنحه لقب "المنشار" في إشارة للكم الكبير من الأعمال التي يقدمها، لدرجة أنه عرض لهُ أربع مسلسلات في شهر رمضان لإحدى السنوات.

إنه الفنان حسن حسني، الذي بات بطلاً لمعظم أفلام الشباب الكوميدية في السنوات العشر الأخيرة، وهي الظاهرة التي بررها هو بقوله: "في عام 1982 منحني الفنان القدير عماد حمدي فرصة الظهور معه في فيلم سواق الاتوبيس في دور مؤثر بالفيلم يكاد يكون المحرك الأساسي للأحداث، في الوقت الذي كانت فيه مشاهد هذا الفنان العظيم لا تتجاوز أصابع اليد، فلماذا لا أفعل أنا الآن ما فعله معي أساتذة الفن العظام".


الفنان حسن حسني شارك في أكثر من مائتي عمل في السينما والتلفزيون والمسرح ،وملأ الشاشات طوال عقود من الزمن .

 


وفاة الممثل حسن حسني: الفنان الذي ملأ الشاشات طوال عقود من الزمن

 

تشيع مصر ظهر اليوم الفنان حسن حسني وسط إجراءات دقيقة نظرا للأوضاع الصحية العامة وجائحة كورونا.
وكانت وسائل إعلامية مصرية، اعلنت فجر اليوم السبت، عن وفاة الفنان الكبير حسني، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، عن عمر يناهز 89 عاماً.

وقال الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية إنه جاري التواصل مع عائلة الفنان الراحل لمعرفة موعد ومكان تشييع الجنازة،فيما أفاد موقع (اليوم السابع) المصري، أن الفنان حسني توفي بمستشفى دار الفؤاد، إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت إلى دخوله المستشفى مساء أمس، وظل على مدار الـ 24 ساعة داخل العناية المركزة حتى فارق الحياة منذ قليل.

وظهر النجم حسنى، أمس الجمعة، فى أحدث صورة له مع الفنان الشاب محمود ياسين، حفيد النجم محمود ياسين، حيث نشر الفنان الشاب صورة جديدة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى (إنستجرام)، وهو يجلس بجوار النجم حسن حسنى، الذى أطل على جمهوره مبتسمًا ويبدو فى حالة صحية مستقرة.

وهذه بعض الأخبار المتصلة بحياة الفنان الراحل:
• توفيت رشا ابنة الفنان حسن حسني جراء اصابتها  بمرض السرطان، الذي ظلت تعاني منه لأشهر، حتى رحلت عام 2013. وكان والدها يرسل التقارير الطبية الخاصة بها إلى أحد المستشفيات الكبيرة بألمانيا، وجاء الرد أن الحالة حرجة ومتأخرة ولا جدوى من العلاج، وشاء القدر أن يرسل هذا التقرير في نفس يوم وفاتها بمستشفى "الشروق" بالمهندسين، الأمر الذي سبب صدمة كبيرة لوالدها.

 

• في دار الأوبرا المصرية، سلم المخرج داوود عبد السيد درع تكريم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعين، إلى الفنان حسن حسني الذي علق باكيًا: "الحمد لله إن هذا التكريم جاء أثناء حياتي لأسعد به عشان أفرح بالتكريم دا وأنا وسطيكم لسه، أنا بحبكم قوي".

 

حكى الفنان حسن حسني، في ندوة تكريمه بالمسرح المكشوف ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، عن موقف جمعه بالملكة فريدة في باريس، عندما ذهب مع فرقة المسرح القومي لتقديم مسرحية "إيزيس وأوزوريس"، برفقة الفنانة سميحة أيوب والفنان عبدالله غيث.

وأضاف: "عقب انتهاء العرض، صعدت الملكة فريدة لتصافحنا، وطلبت أن تتصور معي، ولم أصدق أن الملكة التي كنت أهتف باسمها وأنا طفل في ميدان عابدين، تطلب أن تلتقط معي صورة، وكانت معها الصحفية آمال بكير"، لافتًا إلى استغراب آمال من عدم سؤاله عن الصورة ليحتفظ بها، موضحًا أنه لا يحب الظهور ولا يبحث عنه.
قال الفنان حسن حسني، في مداخلة مع الإعلامي تامر أمين ببرنامج "آخر النهار"، إن بعض الفنانين كانوا يصروا على وجوده في الأفلام رغم انشغاله الشديد وارتباطه بأعمال كثيرة، وأكد أن من بينهم الفنان رامز جلال الذي نام أمام بيته لأيام ثلاثة متواصلة، وأقسم أنه لن يصور أي مشهد في فيلم "مراتي وزوجتي" دونه.
•  قال حسن حسني، في ندوة تكريمه بالمسرح المكشوف، ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، إن الفيلم الوحيد الذي سعى للمشاركة به هو "سارق الفرح" لداود عبد السيد، مضيفًا: "عرضت عليه أن اشارك فيه حتى ولو من دون أجر، وحصلت على 5 جوائز بسبب شخصية (ركبة) التي جسدتها في 
المولد والنشأة

ولد في حي القلعة (15 أكتوبر 1931) لأب مقاول، وخلال عمرهُ الطويل الذي لم يكن خاليا من متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته، والتي بدأت في حي الحلمية الجديدة.

ففي سن السادسة فقد والدته التي وافتها المنية في سن مبكرة، وهو الحدث الذي أسبغ عليهِ هالة من الحزن الدفين.

وفي المدرسة الابتدائية وتحديدا في مدرسة الرضوانية عشق التمثيل الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، ويذكر أنه قدم دور "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلالهِ على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية عام 1956.

في تلك الأثناء شارك الفنان حسين رياض في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، بعد أن لفت الانظار إلى مستوى أدائه، وقتها تأكد حسن أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.


وبالفعل جاءت بداية عقد الستينات ليجد نفسهُ ممثلا محترفا يتقاضى أجرا عن عمل يحبه لدرجة العشق، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش، وقتها لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم‘ حيث كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصولهِ إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب لهُ أزمة شاركهُ فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري عقب هزيمة الخامس من يونيو/حزيران عام 1967، وقتها شعر الاثنان بالانفراج، ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فرصة لإظهار الموهبة.

يقول حسن حسني عن تلك المرحلة: "لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن عابدين خارج دائرة الضوء، التي كنا نحلم بها، وقتها نقلت إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواتي الأولى، فقدمت عليهِ مسرحيات عديدة منها مسرحية عرابي مع المخرج نبيل الألفي، ومسرحية المركب اللي تودي مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيبا لدى جمهور المسرح".

وإلى جانب تلك المسرحيات قدم حسن حسني مع المخرج سمير العصفوري مسرحية "كلام فارغ " التي استمر عرضها لمدة 6 أشهر، وهو رقم قياسي بمقاييس تلك الفترة، وكان نجاحه في هذه المسرحية سببا في انتقالهِ إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلالهِ نجاحا آخر في حياتهِ المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية عقد السبعينات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته على حد تعبيره وفي مقدمتها روبابيكيا وصاحب العمارة.

وفي نهاية عقد السبعينات شارك حسن حسني في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا الذي اشتهر باسم بابا عبده مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله، على الرغم من حجم الشر الذي جسده فيه.

ومع مطلع عقد الثمانينات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالا كثيرة لا يذكر هو نفسه عددها، وعرضت في دول الخليج العربي بكثافة. وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب "الممثل الطائر" نظرا لكثرة تنقله بين استديوهات عجمان ودبي لأجل تصوير العديد من الأعمال الفنية.

كان الإغراء المادي لتلك الأعمال يفوق قدرة حسن حسني على رفض العمل بها، وهو ما أثر على علاقته بالمسرح، الذي ابتعد عنه لنحو ثماني سنوات، وهو مايبرره حسن حسني بقوله: "على الرغم من عشقي للمسرح الا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني إلا بعد مشاركتي في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو مالفت نظري إلى أهمية أعمال التلفزيون وأثرها على تحقيق الفنان للانتشار".

وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني عن المسرح طوال تلك السنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف عقد الثمانينات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية "ع الرصيف"، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء وقدم أيضا في عام 1985 المسرحية الفكاهيه اعقل يا مجنون مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.

علاقة حسن حسني بالسينما بدأت بدور صغير في فيلم الكرنك مع المخرج علي بدرخان في عام 1975، إلا أن دوره في فيلم سواق الأتوبيس الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982 كان علامة فارقة في حياتهِ المهنية والفنية، حيث لفت إليهِ الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديدا بشكل مختلف.

بعدها قدم مع عاطف الطيب عدداً من الأفلام، من بينها البريء، البدروم، الهروب، كما عمل مع عدد آخر من المخرجين من بينهم محمد خان في فيلم زوجة رجل مهم، ورضوان الكاشف في فيلم سارق الفرح، والذي حصل على شخصية "ركبة" القرداتي، التي جسدها فيه ونال عليها 5 جوائز.

وهو الدور الذي يقول عنه حسن حسني: "لقد استمتعت بأداء هذا الدور الذي جسدت من خلاله شخصية قرداتى عاشق الفتاة الصغيرة التي تحلم بأن تكون راقصة، فيعزف لها على الرق، وعندما تحين لحظة امتلاكه لها يفارق الحياة، كانت شخصية مركبة المشاعر وصعبة الأداء، ولكنها ممتعة لي كممثل لصعوبة التعبير عنها".

وكان عام 1993 عاما مميزا في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيهِ إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية جوز ولوز التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزهِ بجائزة أحسن ممثل، متفوقاً على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة الذين نافساه على الجائزة في ذلك العام. وقتها كان المعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب "فتى الشاشة" أو "الجان".

وفي نفس العام أيضا فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبة حسن حسني، الذي أعلن أن دخوله السينما كان "على كبر" كما يقول المصريون، فقالت عنه الناقدة إيريس نظمي: "هو فنان نجح في فرض نفسه بالموهبة، وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما يبقى الفنان بقيمته".

منذ منتصف عقد التسعينات بدأت مرحلة جديدة في حياة حسن حسني كان أكثر ما يميزها مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، إلى الحد الذي قال عنه البعض أنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام التي لا تخلو من وجودهِ فيها، بدءا من أفلام محمد هنيدي وانتهاء بأفلام حمادة هلال، وهو ما دفع الكاتبة حسن شاه إلى انتقاده قائلة: "حسن حسني يمتلك موهبة عظيمة ولكنه يبددها في أفلام لا ترتفع لمستوى أفلام المقاولات".

هذا الرأي اختلف معها فيه الناقد مصطفى درويش الذي يرى في حسن حسني صاحب قدرة فائقة على رسم الابتسامة الهادئة على الشفاه، مؤكدا أن وجوده مع شباب الكوميديا مكسب كبير لهم، ويوفر لهم القدرة على التعلم غير المباشر دون حساسية، لانه لا يطرح نفسه منافسا لهم، ولكنه مضيف لهم ولأعمالهم.

وللكوميديا مكانة مميزة في حياة حسن حسني يقول عنها: "أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة في الأداء على الموقف، وهذا أحد أسباب مشاركتي الشباب تلك الأفلام الكوميدية، أما السبب الآخر فهو رغبتي في تأمين تكاليف المعيشة، قد يلومني البعض على المشاركة في أعمال دون المستوى، ولكنني أريد تأمين نفسي ضد تقلبات الأيام".

وتعد أعمال الفنان حسن حسني حزمني يا، رأفت الهجان، بوابة الحلواني، المغتصبون، المواطن مصري، القاتلة، السيد كاف، سارق الفرح، ناصر 56، لماضة، من العلامات الفارقة في مشواره الفني، ويبقى حسن حسني "قشاش السينما والفيديو والمسرح"، وإن كان الأخير قد تراجع من قائمة اهتماماته بسبب انشغاله في السينما، فكان آخر ما قدمه هو لما بابا ينام الذي توقف عرضه بسبب وفاة الراحل علاء ولي الدين.

 

يعتبر حسني حسني القاسم المشترك لافلام الكوميديا في السنوات العشر الأخيرة نظراً لظهورهِ في معظم أفلام الكوميديا للكوميديين الشباب، وقد أطلق عليه الكاتب الراحل موسى صبري "القشاش" لأنه يمتلك القدرة للتفوق على نفسهِ في أي دور يسند إليه، حتى يقنعك بأنه هو صاحب الشخصية التي يؤديها، و"القشاش" اسم أطلقهُ المصريون على القطار الذي يقف ويحمل ركابا من كل المحطات. أما خيري بشارة فمنحه لقب "المنشار" في إشارة للكم الكبير من الأعمال التي يقدمها، لدرجة أنه عرض لهُ أربع مسلسلات في شهر رمضان لإحدى السنوات.

إنه الفنان حسن حسني، الذي بات بطلاً لمعظم أفلام الشباب الكوميدية في السنوات العشر الأخيرة، وهي الظاهرة التي بررها هو بقوله: "في عام 1982 منحني الفنان القدير عماد حمدي فرصة الظهور معه في فيلم سواق الاتوبيس في دور مؤثر بالفيلم يكاد يكون المحرك الأساسي للأحداث، في الوقت الذي كانت فيه مشاهد هذا الفنان العظيم لا تتجاوز أصابع اليد، فلماذا لا أفعل أنا الآن ما فعله معي أساتذة الفن العظام".


الفنان حسن حسني شارك في أكثر من مائتي عمل في السينما والتلفزيون والمسرح ،وملأ الشاشات طوال عقود من الزمن .

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى