الحوار نيوز – خاص
توفي فجر اليوم عن 89 عاما، الممثل الفرنسي والعالمي الشهير آلان ديلون الذي شغل الشاشة الذهبية لعقود من الزمن ،وكان أسطورة السينما الفرنسية بلا منازع لما تمتع به من شخصية جذابة وأداء مميز.
وصرح أبناؤه الثلاثة، لوكالة فرانس برس، صباح اليوم الأحد في بيان مشترك “إنّ ألان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك لوبو (كلب ديلون)، يعلنون بعميق الحزن رحيل والدهم. لقد توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطا بأولاده الثلاثة وعائلته.. التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”.
وكان آلان ديلون محبوبا لدى الملايين من محبي السينما مهما تنوعت أدواره بين سفاح أو مجرم أو قاتل مأجور خلال قمة عطائه في فترة ما بعد الحرب.
وتصدر ديلون عناوين الأخبار في صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، التي يُقال أحيانا إنها شريكته، متّهمين إياها بـ”استغلال ضعف” والدهم.
ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للنجم الذي كان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019.
وفي مايو 2019، عاد إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها نجم “بيربل مون” (1960) الذي حقق بفضله نجومية عالمية و”روكو أند هيز براذرز” (1960) و”ذي ليبورد” (1963) و”ذي سويمينغ بول” (1969)، “إنه كتكريم بعد الوفاة، ولكن في حياتي”.
ولد ألان فابيان موريس مارسيل ديلون يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 في هوت دو سين قرب باريس بفرنسا. وعاش طفولة شابها الاضطراب بسبب انفصال والديه وهو لا يتجاوز الرابعة من العمر. كان والده يدير قاعة سينما بينما كانت أمه تعمل في صيدلية قبل أن تقرر التفرغ لتربية طفلها ألان. وبعد انفصال الوالدين الذي صادف اندلاع الحرب العالمية الثانية، أودع ديلون لدى أسرة أخرى لتكفله، ثم عاش موزعا بين والديه اللذين أنشأ كل منهما عائلة جديدة، وهو ما طبع نفسيته بتعاسة ومعاناة دائمتين.
ألقت التنشئة المضطربة التي تلقاها ديلون في طفولته بظلالها على مساره الدراسي الذي لم يكن ناجحا، بسبب عدم انضباطه وتمرده المتواصل الذي كلفه الفصل من مدرسة لأخرى. ويصف هو نفسه هذه الحالة قائلا: «كنت وحشا صغيرا بالغ الشراسة».
وتعاطى في وقت ما مهنة زوج والدته الذي كان يدير محلا لبيع مشتقات اللحوم، ثم التحق بالجيش وهو في السابعة عشرة من عمره بعد حصوله على ترخيص من والديه، الأمر الذي ظل يؤثر فيه لأنه اعتبر ذلك محاولة منهما للتخلص منه بوصفه طفلا مزعجا.
مسيرته الفنية
بعد عودته من المشاركة في حرب الهند الصينية (فيتنام لاحقا) عام 1954 باعتباره جندي مظلات ضمن الجيش الفرنسي، جرب ديلون العمل في وظائف متواضعة قبل أن يرصده المنتجون ليقدم في عام 1957 أول أفلامه «أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان»، وبعدها فيلم «روكو وإخوته» عام 1960.
التقى ديلون مع مكتشف المواهب الأميركي الشهير هنري ويلسون واجتاز معه اختبار التمثيل بنجاح، لكنه لم يذهب إلى هوليوود، بل فضل البقاء في فرنسا التي حقق فيها نجاحا واسعا في فيلم «نون الأرجواني» في العام ذاته، حيث قدم فيه دورا نفسيا مركبا.
برع ديلون في أدوار الجريمة على غرار فيلم «أي عدد يمكنه الفوز؟» 1963، ونال شهرة كبيرة بفيلم «الساموراي» سنة 1967، كما حقق نجاحا ساحقا في فيلم «بورسالينو» عام 1970. كما نجح في أفلام المغامرات مثل فيلم التوليب الاسود 1964 وفيلم زورو 1975.
وفضلا عن الانتشار الجماهيري الذي يعود أساسا إلى جاذبية ديلون والكاريزما القوية التي يتمتع بها، فإنه انتزع ترحيب النقاد خصوصا إثر أدائه في فيلميْ «السيد كلاين» 1976 و«سوان يحب» 1984.
ترشح النجم الفرنسي ألان ديلون لجائزة «غولدن غلوب» مرة واحدة عام 1964، وفاز بجائزة سيزار لأفضل ممثل عام 1985، كما حصل على جائزة شرفية في مهرجان برلين 1995.