حسن علوش – الحوارنيوز
في السادس من كانون الأول من العام 2017 أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل. وقال ترامب حينها “إن هذه الخطوة أتت متأخرة” وقال: “أنا اليوم أوفي”، وكان يقصد أنه يوفي لصديقه بنيامين نتنياهو دعمه في حملته الانتخابية ووصوله الى الرئاسة الأميركية.
وفي 25 آذار من العام 2019 وقع ترامب مرسوم تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأميركية بسيادة دولة الاحتلال على هضبة الجولان السورية المحتلة، وهذا يعني اعترافه بقانون اسرائيل حول الجولان الصادر عام ( 1981) المرفوض دوليًا ، وتجاوزا وقحا لقراري مجلس الأمن الدولي رقم 497 و242 اللذين سبق للولايات المتحدة التصويت عليهما، وفي محاولة لشرعنة الاحتلال الإسرائيلي،
واعتبر البعض قرار ترامب بمثابة «هدية انتخابية» لصديقه نتنياهو.
ترامب هو ” أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق”. هكذا وصف نتنياهو صديقه ترامب وكان قد كافأه بأن أطلق على احدى المستوطنات في الجولان اسمه (ترامب هايتس – مرتفعات ترامب).
أسس ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى للحروب التي يخوضها الإحتلال اليوم وشرعنها مسبقاً، أكان في غزة أم في لبنان، ولاحقا في سورية ودول أخرى إذا سارت الأمور كما خطط الكيان المحتل بدعم دولي صريح.
وخطابه الملتبس حيال الشرق الأوسط، لاسيما فلسطين ولبنان يعزز التقديرات القائلة بأن الأمور ستدخل مرحلة أكثر خطورة، وسيحاول ترامب وحليفه نتنياهو الدفع بالصراع الى نهاياته كما يرونه وبما ينسجم مع سياسات ترامب وقراراته السابقة!
وهذا يعني بأن المنطقة ستشهد المزيد من العنف حتى بلوغ نتنياهو القدرة على فرض شروطه كمنتصر في أي تسوية لاحقة، هذا اذا سارت الأمور وفق شهوات الثنائي ترامب – نتنياهو.
وتتعزز هذه التقديرات بإقرار معظم الخبراء بأن لا إدارة ترامب قادرة ولا أي إدارة أميركية ستكون قادرة على الطلب من دولة الاحتلال إجلاء نحو 800 ألف مستوطن في الضفة الغربية مثلا..
ولن يكون بتقديرها أن تطلب من دولة الاحتلال الإنسحاب من لبنان، وتحديدا من جبل الشيخ ومرتفعات كفرشوبا، وأي كلام آخر هو تسويف ومماطلة حتى يتمكن الإحتلال من تغيير معادلات ميدانية تمكنه من فرض شروطه.
صار السياق واضحا وعلى القوى المناهضة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي في المنطقة أن تكون أكثر وضوحاً.
فطبيعة المعركة الآن لم تعد خافية على أحد، وسيكون على القمة العربية – الإسلامية المشتركة (قمة المتابعة) أن تقرر ما إذا كانت ستشكل مدخلا لمزيد من الضغط على الكيان المحتل لفرض وقف اطلاق النار واعادة الاعتبار الى القرارات الدولية، أم انها آخر القمم العربية والاسلامية حيث سيكشف عجزها، لبنان وفلسطين وسائر دول المنطقة أمام استباحة الاحتلال ومشاريعه؟
بات واضحاً أن المعركة ليست كما يحاول تسويقها بعض المضللين أو بعض الإنهزاميين على كونها بين اسرائيل وايران، بل هي بين العرب واسرائيل أولا وأخيرا وعلى العرب، بين لبنان وسرائيل، وبين الفلسطينيين واسرائيل وبين سورية واسرائيل…
اذا عجزت المقاومة في لبنان عن ردع العدوان وكسره فإن مراسيم ترامب المقبلة ستتضمن وهب جبل الشيخ ومرتفات كفرشوبا الى السيادة الاسرئيلية كمدخل لإسقاط القرار 1701 مباشرة بعد محاولات إدارة بايدن اسقاطه مواربة!