وزير الصحة متفقداً مركز عامل للرعاية الصحية الأولية في البازورية: لتكن عامل قدوة للمؤسسات الإنسانية الوطنية
مهنا: الحق في الصحة قضيتنا ولن نكون يوماً بديلاً عن الدولة إنما سنداً لها
تفقد وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض على رأس وفد من الوزارة، مركز عامل للرعاية الصحية الأولية في البازورية، للاطلاع على البرامج التي تنفذها المؤسسة في مجالي الصحة والتنمية الاجتماعية، حيث كان في استقباله الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية ورئيس بلدية البازورية السيد بهيج الحسيني، بحضور عضو اللجنة الإدارية في مؤسسة عامل فيرجيني لوفيفر، ومجموعة من العاملين والمتطوعين ضمن مراكز عامل الصحية – التنموية في الجنوب.
يشكّل هذا المركز أنموذجاً ريادياً للتعاون والتكامل بين المؤسسات الإنسانية النضالية كعامل وبين وزارة الصحة العامة وفعاليات المنطقة وعلى رأسهم البلدية. فهذا المركز الصحي – الإنساني الذي تم اختياره من قبل وزارة الصحة كأفضل مركز ضمن شبكة الرعاية الصحية الأولية في لبنان بإدارة السيدة رجاء عبود، جاء كثمرة للرؤية التنموية التي ناضلت لأجلها المؤسسات الإنسانية وفي مقدمتهم مؤسسة عامل منذ 35 عاماً والتي اقترحت بناء هذا الشبكة التي تحولت إلى مشروعاً فعلياً، في سبيل صون الحق في الصحة لكل إنسان وفق مقاربة علمية تراعي تعزيز إمكانات القطاع الصحي والسياسات الوقائية وبالوقت نفسه تقوم على أسس الكرامة والتضامن مع الناس بمعزل عن انتماءاتهم وهوياتهم الفرعية.
وقد أثنى الوزير الأبيض على جهود مؤسسة عامل التاريخية في مجال العمل الإنساني والتنموي، مؤكداً أن النهوض بالقطاع الصحي يمر عبر التعاون الفعّال والتكامل بين القطاع العام والمؤسسات الإنسانية، وأن ما قدمته “عامل” هو مثال يحتذى به ويبنى عليه من أجل تحقيق استجابة مستدامة وفاعلة في كل الظروف التي يمر بها المجتمع، كي لا يكون الحق في الصحة مهدداً ومهمشاً.
كما أكد الأبيض أن الوزارة تدرس اليوم كافة الحلول الممكنة، ومن بينها تعزيز التعاون مع المؤسسات والمنظمات الإنسانية، لتمكين الفئات الشعبية من الوصول إلى البرامج الصحية بأفضل جودة وأقل كلفة ممكنة، بالتوازي مع الجهود لتأمين الادوية المزمنة وغيرها من الحاجات يالتعاون مع دول صديقة لتعزيز صمود القطاع الصحي.
من جهته، قال الدكتور كامل مهنا في كلمته الترحيبية، إن مؤسسة عامل الجمعية المدنية غير الطائفية، التي تعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته أو انتماءاتهم السياسية والدينية” والجغرافية، موجودة بينكم منذ أكثر من 40 عاماً للقيام بدورها، تؤمن بأهمية التعاون مع المؤسسات الرسمية والعمل تحت إشرافها وليس أن تكون بديلة عنها، وهي ملتزمة ومستمرة بالعمل مع وزارة الصحة في كل الظروف، وقد كان تفشي جائحة كوفيد19 في العام 2020 مثالاً عن قدرة عامل بقيادة تجمع الهيئات الاهلية التطوعية أن تلعب دوراً فارقاً في الاستجابة لحالات الطوارئ، وتعزيز قدرة المجتمع على المواجهة والصمود، خصوصاً في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، كي نخفف العبء والمعاناة عن الناس تحت شعار الكرامة الانسانية والتضامن وليس الشفقة.
وأشار إلى أنه خلال المراحل الأولى من تفشي الجائحة، تمكنت “عامل” من توفير دعم لمراكزها ومهمتها الإنسانية للتصدي للتفشي المجتمعي وحماية الناس، بالتوازي مع دعم قدرات القطاع الرسمي وفي مقدمتهم وزارة الصحة التي كان تعاوننا معها وثيقاً وعميقاً، وذلك من خلال تخصيص 45 عاملاً في المجال الطبي لإنشاء وإدارة مركز اتصالات كوفيد19 الذي أطلق في الوزارة بالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين ولمساندة برنامج الترصد الوبائي في الوزارة عبر فرق لإجراء فحوصات PCR في مختلف المناطق اللبنانية، ومن ضمنها مخيمات النازحين، وتوفير تبرعات ومعدات من شركاء دوليين لتعزيز استجابة وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية، ثم إطلاق برنامج الرعاية المنزلية لمصابي كوفيد19 الذي أطلقته عامل بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين، بالتزامن مع قيادة أول حملة تلقيح في لبنان ضمن مخيمات النازحين والمناطق المحيطة بدعم من المفوضية العليا للاجئين ودائماً بإشراف وزارة الصحة العامة.
واضاف مهنا: “إن الحق في الصحة، هو من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحاً، لأننا لا يمكن الحديث عن أي حق آخر وحياة انسانية سليمة ومنتجة وحرة من غير أن يكون الإنسان معافى بجسده وصحته النفسية، من هنا ضرورة حشد كل الطاقات بإعتماد الإنسان محوراً اساسياً لأية سياسة إنمائية