د. الشيخ وسام سليقا* – الحوارنيوز- خاص
لا شك أن للازمات الاقتصادية الخانقة، معيشياً وإجتماعياً وأمنياً ،أثراً سلبياً بالغاً على الحياة العامة، تتعطل معها فرص الإبداع ويصبح الحوار ترفاً والثقافة وجها من أوجه الكماليات لا الضروريات والألويات.
لكن وفي الوقت عينه، تفتح هذه الأزمات والآلام أبواب المعاناة، والمعاناة بأبعادها المختلفة ولاّدة الإبداع والمشاعر التي تحرّك بكل واحد منا فرصة التعبير بالطرق الحضارية… فرصة الكتابة والرسم والاعتراض والتصميم على تجاوز الواقع المرير نحو واقع آخر جميل.
لقد تابعت حركة وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ومواقفه ،فإذ بي أمام قامة ثقافية وطنية تعمل بجهد لتحويل الموروث الإنساني اللبناني إلى مساحة تلاقي.
ثقافة تحول الاختلاف إلى مناسبة للحوار والتقارب في بوتقة واحدة، عجزت عنها القوانين الوضعية وبعض فقرات الدستور.
ان الشعوب تقاس بإنجازاتها الفكرية والثقافية والأدبية التي تبقى نبراساً مضيئاً يدل على نهضتها وحضارتها وتراثها الفكري، لهذا كله فإننا ندعو وزارة الثقافة والوزير المرتضى للإستمرار في النهل من موروثنا الإنساني لبناء مجتمع لا يقدم اي مصلحة على مصلحة اجتماع اللبنانيين.
لبنان واحد تربط عائلاته ثقافة واحدة، وإن اختلفت بعض الطقوس الخاصة.
وعلينا جميعاً الاستثمار في هذا التراث الغني لنبذ الخلاف واستبداله بحوار ايجابي يفتح لنا نافذة على الشمس. ندعوه للمضي قدماً بمواصلة مبادراته المحفزة على العطاء والانتاج والابداع من خلال تكريم المبدعين على اختلاف مدارسهم والمفكرين وكل من ساهم في نشر الثقافة ، لأنهم جميعاً ذاكرة الوطن وقلبه النابض ومستقبله المشرق، علّنا نستطيع من خلال نشر الثقافة وتعميمها التخفيف من الآلام المتراكمة التي تقضي على القلب والعقل في آن واحد. مع كل ما نعانيه يبقى القلم والكلمة والريشة مشاعل نور وسط الظلام الكامل وفي زمن طغى فيه القناع المظلم على وجه الثقافة الحقيقية.
كل التقدير والاحترام إلى معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على خطواته ومبادراته ورعايته للحركة الثقافية ،آملين أن تكون الثقافة هي الجامع الحقيقي للشعب اللبناني في زمن لم يعد فيه للناس من جامع الا الألم.
*عضو المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز.