في موسم الموت ترحل الطيور المهاجرة ويتساقط الأحبة من دون وداع، تاركين لوعة الفراق وحرقة القلب. بالأمس، قبض الحزن على الروح وتلعثمت الكلمات وجف حبر اليراع برحيلك يا بلال، الأخ والصديق ورفيق الدرب الطويل، في لحظة ضعفٍ قهره المرضُ فيها، غداة جولاتٍ مديدة من صراع الوجع والألم.
بالأمس رحل بلال شرارة الفدائي والمقاوم والمجاهد، حارسُ الحدود وعاشق فلسطين وهضابُ عاملة، وذاكرةُ القرى المنسية وشقاء الفلاحين.
بلال شرارة شاعرُ الفطرة وأديبُ السليقة، الملتزم دوماً قضايا الناس ومعاناتهم وأوجاعهم. هو لهم نسمةُ صيفٍ في عزّ قيظه ودفءُ شتاءٍ في قسوة زمهريره.
غداً، ستفتقدك فضاءات الشعر والأدب، ومنتديات السياسة والثقافة بتنوع تشكيلاتها.
غداً، ستسأل عنك كروم التين والزيتون، وتلال مسعود وشلعبون ومارون، وحارات بنت جبيل العتيقة التي عشقتها حتى الثمالة.
وداعاً بلال إلى جنات الخلد.. يا حكايا عمرنا التي لم تكتمل فصولها بعد…
النائب محمد خواجة
زر الذهاب إلى الأعلى