وجهة نظر: آفة التهجير الانتخابي (انطوان بوعبود)
أنطوان بو عبود – فرنسا – الحوارنيوز
نحن اللبنانيين قد ذقنا غرائب القهر والحرمان والاضطهادات وأنواع مختلفة من العذاب والحروب والتهجير…
لكن لم نذق بعد ما هو أشد من مرارة التهجير الانتخابي بالقوة.
انه عين الظلم والاستهتار بحقوق الانسان ومصادرة حريته، إذ كيف يجوز لبعض النواب مصادرة ارادة المغترب وحرمانه من التصويت في بلده الام ولنواب دائرته أينما كان حول العالم، إسوة بسائر الدول التي تحترم مواطنيها؟
كأن الوطن لم يعد مستعداً لاستقبال مغتربيه فتنكر لهم ولحقوقهم الطبيعيّة وحنينهم ولإنتمائهم.
المغتربون ،يا سعادة المسؤولين،
هم من سلالة قرون من الجهاد والعمل والعطاء والتضحية في
سبيل لبنان واهله ومسؤوليه
المتصارعين على ماذا؟
أعلى جنس الوظائف وعدد الكراسي وتوسيع الحصص وكسب الولاءات بالمنافع؟؟
نعم أيها السادة ،خطوط التماس
السياسية ولعنتها القديمة والمستحدثة واضحة في ما بينكم،فلا تجوز المنافسة بينكم على حساب المغتربين وتهجيرهم الانتخابي…
انه باطل الأباطيل أيها المسؤولون
اذ تجهلون كم الوطن محفور في
الداخل ومطبوع في خلايا المغتربين.
لم يستطيع اي مكوّن ان ينزع الوطن الام والبلدة من العقل كفكرة ،ومن الخيال كذاكرة ومن القلب كعاطفة لا بالتهجير الانتخابي ولا بالتهجير الجسدي او الاقتصادي اوباغتصاب الحقوق،
لا لإفراغ لبنان من اصوات مغتربيه وسداد رأيهم وصدق كلمتهم .
لا. وألف لا قوية لكل الأفاعيل والمفاعيل التي فرزتها صراعاتكم وسياساتكم العوجاء على حساب المغتربين الأشراف.
أين ودائعنا جنى العمر ؟….
نخشى ما نخشاه بدءَ التلاعب بمصير اولادنا وأحفادنا من باب الانتخابات بدائرة وهمية رقم ١٦
فهل تتخيلون بالمنام ان الكرةالأرضية بكاملها آصبحت دائرة انتخابية على الخريطة اللبنانية،
و ٦ نواب على قياس طوائفكم وأحزابكم ومصالحكم وليس مصالح المغتربين على الاطلاق.
لا لتصدير الطائفية وإقامة المحاور والخلافات في صفوف الانتشار اللبناني..
انها خدعة سياسية ذكية لا تقل خطرا عن مخططات سابقة لضرب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وتعزيز انقساماتها وشلها وإلغاء رسالتها الوطنية…
اسئلة كثيرة تراود المغتربين وتخيفهم في هذه الظروف العصيبة، وليس من جواب!!
كأنه ليس للسؤال بمكان في هذاالوطن المصاب بكل مضادات الفكر والعقل والتعقل والثقافة،وكل الدلائل تقفل آفاق التفاؤل …
فليبق الرجاء انبثاق تقدمي..
* أمين عام سابق في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.
