حسن علوش – خاص
مفترض أن يكون المبعوث الأميركي إلى المنطقة آموس هوكشتاين قد بدأ جولة لقاءات مع قادة دولة الاحتلال، لمناقشة تفاصيل اقتراح الادارة الأميركية لوقف الحرب في لبنان ،كمقدمة لا بد منها لبلوغ الحل النهائي، وفقاً لمندرجات القرار الأممي 1701.
الاقتراح الأميركي يتبنى القرار المذكور، لكنه يبدل في الأولويات الاجرائية، ليتقدم بند انسحاب المقاومة إلى شمال الليطاني قبل الانسحاب الاسرائيلي. ويكون ذلك تحت إشراف لجنة دولية يمكن التوافق على تسمية الدول الأعضاء فيها.
موقف لبنان الرسمي واضح وهو رفض أي تعديل في مضمون القرار ورفض أي تعديل يفرغ القرار من مضمونه ولو من باب الآليات التنفيذية.
وأصرّ لبنان على أولويات:
– وقف الحرب التي تشنها دولة الاحتلال.
– الموافقة على هدنة لمدة ثلاثة أسابيع، يتم خلالها، انسحاب الاحتلال، بالتزامن مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني المتواجد أصلا في المنطقة.
– انشاء لجنة دولية يتفق على عضويتها لمراقبة تنفيذ الخطوات.
– عودة السكان المتزامنة إلى قراهم ومساكنهم في كل من لبنان ودولة الاحتلال.
– ضمان وقف المساندة التي ينفذها رجال المقاومة من جنوب لبنان نصرة لغزة.
– على أن يبدأ البحث في الحل النهائي ( ترسيم الحدود البرية ضمناً وما يترتب عليه من إنسحابات اسرائيلية) بعد مرحلة بناء الثقة، والتأكد من التنفيذ الفعلي للقرار الدولي.
– اعتبار سلاح المقاومة شأنٌ داخلي يمكن البت بأمره وفقاً لمندرجات اتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة. لا سيما وأن القرار 1559 ينص في بنده الثاني غلى انسحاب القوات الأجنبية قبل أن يتحدث البند الثالث عن حصرية السلاح.
هل سيقبل نتنياهو بوقف النار والانسحاب… وعودة الأهالي إلى بيوتهم ورزقهم؟
ترجح أوساط متابعة بأن يرفض نتنياهو مثل هذا السيناريو ويطلب مهلة إضافية من الجانب الأميركي لتحقيق أهدافه بضرب مقدرات حزب الله الميدانية وجرف و”تصحير” المنطقة الحدودية اللبنانية بعمق معين، لتصبح منطقة عازلة منزوعة السلاح وغير مأهولة!
الشروط الاسرائيلية كان قد رفضها لبنان مسبقاً، وأبلغ موقفه للمبعوث الأميركي.
وتقول الاوساط عينها أن لبنان لن يقبل بلجنة إشراف دولية خارج إطار القوات الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل)، وفي أسوأ الأحوال يمكن التسليم بلجنة تضم ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن على أن تضم اليها ممثلا عن المجموعة العربية.
أيام قليلة حاسمة وحامية دبلوماسيا وميدانيا قد تنتهي بتسوية ” الربح – الربح” كما يسميها الأميركي، وقد تكون فاتحة لمرحلة طويلة من الاشتباك.
بالنسبة للمقاومة فإن المعلومات تؤكد بأنها “قادرة على المناورة لأشهر طويلة جدا”. ولا يوجد ما تخسره بل على العكس، وباتت على قناعة بأن الاحتلال لمساحات إضافية من لبنان سيعطيها المزيد من الشرعية وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
كيف سيقنع هوكشتاين حليفة الاستراتيجي في المنطقة (نتنياهو) بالصيغة الأميركية، وهل سيوافق نتنياهو على وقف لإطلاق النار يستخدمه الحزب الديمقراطي في حملته الانتخابية ضد مرشح الحزب الجمهوري صديقه دونالد ترامب؟