هوكشتاين..وداعا!(ميلاد السبعلي)
كتب د. ميلاد السبعلي
رسالة السفيرة الاميركية للبنانيين قبل اسبوعين: تحضروا للبنان بدون حزب الله. تردد صداها عند جماعتها في لبنان: 1701 ليس كافيا. بل 1559 و 1680 ونزع السلاح وتحرير لبنان من ايران واستعادة الدولة واعادة تشكيل حكم سيادي!
ردّ المقاومة: ثبات في الميدان، والرئيس بري: 1559 صار وراءنا. ونحن مع تطبيق 1701.
هوكشتاين بعد فشل “النزهة” البرية الاسرائيلية وتفاقم الاجرام الانتقامي من خلال القصف الجوي: استسلموا ونحن والغرب نساعدكم على اعادة الاعمار واستعادة الازدهار. والا فالمزيد من الموت والخراب. اقبلوا ب 1701+، اي جنوب بدون حزب الله، واجراءات حصار وتفكيك ومراقبة اسرائيلية، تريحكم منه مع الوقت.
ردّ بري: نراك بعد الانتخابات الاميركية، اذا كنت ما زلت في منصبك!
نتنياهو، الذي لا يريد تقديم هدية للادارة الديمقراطية في حملتها الرئاسية بمواجهة صديقه ترامب، حمّل بايدن وموفده هوكشتاين سلسلة شروط وتهويلات، هي شروط لا يحصل عليها لو انتصر في الحرب. فكيف ستُقبل وهو يعاني في الميدان، ويحاول التعويض عن ذلك بالقتل والتهجير والترويع وتهجير المهجرين؟ فرمى بشروط تعجيزية، إن رفضت، تتم إطالة الحرب حتى بعد الانتخابات الاميركية، كما يريد نتنياهو، كما كتبنا البارحة. وإن قبلت، يكون ربح الحرب، قبل خوضها للآخر. وهو لا مشكل له في اطالتها مرحليا، طالما الدعم الاميركي والغربي مفتوح له، (خاصة بعد انبهارهم بإنجازاته بقتل القادة وضربات التكنولوجيا، التي اجمعوا على وصفها بأنها impressive)، والامم المتحدة مشلولة والعرب صامتون، فلا بأس من الاستمرار في القصف والقتل والتدمير. لعل ذلك مع الوقت، يؤدي الى كسر ارادة المقاومة، أو الدولة اللبنانية، مع ما يحمل ذلك من مخاطرة بمواجهة المزيد من مفاجآت الميدان.
وبنفس الوقت، يريد نتنياهو استثمار السقف العالي، طالما المعركة في اوجها وقبل المزيد من المفاجآت او الانتكاسات التي قد يواجهها في الميدان. ترافقه بعض الاصوات الداخلية في لبنان، التي تعتبر ان الهزيمة وقعت، وبالتالي يجب اعادة تركيب البلد على هذا الاساس… فهم يريدون كسب المعركة بالتهويل، على امل ان تضعف وترضخ الحكومة، كما حصل بعد شباط 2005… مما يقلب المشهد.
وهذا الأسلوب اعتُمد، بشكل ما خلال مفاوضات انهاء حرب 2006، والتي نتج عنها القرار 1701. وعاد هوكستاين ليعيد المحاولة البارحة. وبرغم دماثة الرئيس بري وحنكته السياسية، كان رده صلبا لجهة رفض اية تعديلات على القرار 1701، وبالتالي رفض اية مفاعيل سياسية تتبع وقف اطلاق النار.. وكان الرد الاسرائيلي على ذلك بالمزيد من القصف الاجرامي خلال الليل.
وبالتالي، قام بري بتوديع هوكشتاين، متمنيا لقائه مجددا، بعد الانتخابات الاميركية، وهو باق في منصبه، وليس كمسؤول سابق يتحول استشاريا على شاكلة من سبقه، مثل روس وبولتون وشنكر وغيرهم…